أعلن فتحي الجراي وزير التربية خلال لقاء اعلامي عن انطلاق الحوار المجتمعي حول التربية الذي سيساهم في رفع عديد الالتباسات وإنارة الرأي العام حول حقيقة الوضع في القطاع التربوي وسبل النهوض بهذا القطاع. وأضاف الجراي أنه سيتم إحداث لجنة علمية تدير هذا الحوار مع انتقاء أعضائها بطريقة علمية وموضوعية وسيفضي هذا الحوار إلى كتاب أبيض لإصلاح المنظومة التربوية وسيكون على الحكومة القادمة أن تستأنس بهذه الوثيقة في إجراء الإصلاح التربوي المنتظر . وشدّد وزير التربية على أنّ الشأن التربوي إستراتيجي بامتياز وأن جودة أداء المنظومة التربوية تعدّ مسألة حيوية لا تحتمل الخطأ أو المجازفة، وأن إصلاح المنظومة يبقى خيارا وطنيا واستحقاقا من استحقاقات الثورة يتطلب منهجا هادئا. وأشار الى ان تونس قد راهنت على التربية والتعليم المدرسي باعتبارهما ضمانا للتنمية البشرية مضيفا أن إصلاح المنظومة التربوية بات خيارا وطنيا لا يحتمل المناقشة واستحقاقا رئيسيا من استحقاقات الثورة وهو يتطلب العمل الجماعي. وبخصوص ما ورد في بعض قصص الأطفال من مواضيع تتعلق بالانتحار الجماعي وبزنا المحارم، اكد الجراي ان ما حصل يعد شأنا مجتمعيا لا يهم وزارة التربية مشيرا إلى أنها سلوكات تظهر من حين لآخر وتختفي على حد قوله. وقال الجراي ان الوزارة ترفض أي سلوك شاذ وتسعى إلى تربية التلاميذ على الاعتدال النفسي وتحتاج إلى مساعدة من قبل الأسر ومن قبل منظمات المجتمع المدني وكل المهتمين بتربية الناشئة معتبرا أن هذه المسؤولية لا تعود فقط إلى وزارة التربية. تراجع التعليم العام من جانبه، أشار توفيق الجلاصي وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى أهمية المدرسة العمومية في تونس ملاحظا تراجعها أمام التعليم الخاص، واعتبر أنها باتت في قفص الإتهام من حيث تقدير الجودة بينها وبين المدرسة الخاصة، داعيا بدوره إلى ضرورة إصلاح المنظومة وفق رؤية تشاركية تقوم على توفير منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصال ودعم الثقافة الرقمية لدى التلاميذ والطلبة. وأصاف وزير التعليم العالي أن الوزارة حاولت منذ سنة 2011 القيام بهذه الإصلاحات وذلك في إطار اللجنة الوطنية للإصلاح. وأشار إلى أن الوزارة وضعت خطة إصلاح صادق عليها مجلس الجامعات في الوزارة وهي خطة لإصلاح الجامعة التونسية والتعليم العالي والبحث بين سنة 2015 و2025. وأوضح أن هذه الخطة تشمل تصور الوزارة للجامعة التونسية مستقبلا وللطالب التونسي وللمدرّس الجامعي ولمسارات التكوين للبيداغوجيا الحديثة التي توظف تكنولوجيا المعلومات والاتصال اضافة الى احداث توازن بين الجهات من خلال توزيع عادل للخارطة الجامعية وتحسين تشغيلية خريجي الجامعات. معالجة ظاهرة التطرّف بالمدارس من جهته ، قال منير التليلي وزير الشؤون الدينية إنّ إصلاح المنظومة التربوية يمر أساسا عبر إعادة الاعتبار لمادة التربية الإسلامية التي وقع تهميشها في السنوات الماضية مما قد يساعد أيضا على معالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف والانقطاع المبكر عن الدراسة. أما أحمد عمار الينباعي وزير الشؤون الاجتماعية فقد اعلن عن إقرار بعث خلايا لمرافقة التلميذ وذلك وفق منشور مشترك مع وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والصحة واكد ان سبب بعث هذه الخلايا يعود الى تراجع نتائج التلميذ وانقطاعه عن الدراسة وضعف اداء المؤسسة التربوية وذلك نظرا لتدهور الظروف العائلية الصعبة والأوضاع الاجتماعية للتلاميذ. مروى الساحلي