نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر في الإدارة الأمريكية أن واشنطن تبحث مع دول بشمال أفريقيا إنشاء قاعدة عسكرية لها في المنطقة، وإرسال طائرات دون طيار لجمع معلومات استخباراتية أكبر عن تنظيم "داعش"، ومراقبة وتحديد نشاطاته بدقة داخل ليبيا. وأضاف المصدر، الذي لم تكشف "وول ستريت" عن اسمه، قائلاً "حاليًا نعمل على معالجة بعض التحديات التي تواجهنا أمام التنظيم، ووجود قاعدة أمريكية في شمال أفريقيا بالقرب من مواقع داعش داخل ليبيا سيساعد واشنطن على معرفة ما يجري هناك بدقة". ولفت إلى أن مهمة الطائرات دون طيار هي جمع معلومات دقيقة وحديثة عن التنظيم ونشاطاته داخل ليبيا، إذ إنه لا توجد حاليًا معلومات كافية عن التنظيم هناك. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن القاعدة المقترحة ستستخدم في إطلاق طائرات دون طيار وطائرات استطلاع لجمع معلومات عن التنظيم في ليبيا، ومستقبلاً قد تستخدم في شن ضربات جوية ضد أهداف تابعة ل"داعش" داخل الدولة أو كمنصة إطلاق لعمليات تقوم بها قوات خاصة. وذكرت المصادر أن أيًا من دول المنطقة لم توافق حتى الآن على المقترح، خوفًا من شن التنظيم هجمات داخل أراضيهم انتقامًا من إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية، ورفضوا تحديد أسماء تلك الدول. يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد في ماي الماضي دعمه لتونس، خلال لقاء جمعه بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، معلنًا نيته منح تونس صفة "الشريك الرئيسي من خارج الحلف الأطلسي". وقال أوباما حينها إن"الولاياتالمتحدة تؤمن بقدرات تونس"، متعهدًا بتعزيز التعاون الاقتصادي والمساعدة العسكرية لمواجهة "التطرف الإسلامي الذي تغذيه حالة الفوضى في ليبيا المجاورة". وحول القاعدة ومن المسيطر عليها قالت المصادر نفسها إن أي موقع مقترح سيكون تحت سيطرة الحكومة المضيفة، التي ستعطي الولاياتالمتحدة الإذن بتواجد طائرات دون طيار، بالإضافة إلى عدد محدود من أفراد الجيش الأمريكي. وذكرت الصحيفة الأمريكية، أمس الأحد، أن إنشاء مثل تلك القاعدة سيساعد في القضاء على ما وصفه مسؤولو مكافحة الإرهاب ب"نقاط الضعف" التي تواجه المخابرات الأمريكية والغربية في الحرب ضد التنظيم، لكنها قالت إن طلب إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة يدل على نجاح التنظيم في توسيع مناطق نفوذه حتى مع الحملة ضده في سوريا والعراق. وأكدت المصادر أن الإدارة الأمريكية تركز حاليًا على مساعدة الليبيين في إنشاء حكومة موحدة تستطيع واشنطن التعامل معها لمحاربة "داعش". (وكالات)