يقر وزير الخارجية الأسبق، رفيق عبد السلام، في حوار له مع صحيفة الشروق الجزائرية بوجود نوع من الفتور في العلاقات التونسيةالجزائرية، على خلفية التقارير التي تتحدث عن موافقة تونسية لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها، ثم تصريحات ساركوزي في تونس ضد الجزائر. ويصف عبد السلام ما يحصل بين البلدين ب"المنغصات"، ويؤكد أن الإدارة الأمريكية لم تقدم طلبا لإقامة قاعدة عسكرية وإنما كانت تلمح إلى ذلك وفيما يلي الحوار : عدة قراءات تؤكد أن هنالك أزمة صامتة بين الجزائروتونس، هل توافق على هذا التوصيف؟ العلاقات التونسيةالجزائرية متينة وقوية للغاية، ومبنية على اعتبارات استراتيجية، ومختلف الأطراف في تونس سواء أكانت في الحكم أم خارجه تدرك أهمية العلاقات بين الجزائر، ولهذا نحن في تونس حريصون على حماية هذه العلاقات. نعم هنالك منغصات تحوم حول العلاقات بين البلدين، ومنها تصريحات ساركوزي التي نرفضها، باعتبارها استهدافا غير مبرر للجزائر، ونحن في تونس لا نسمح بأن تكون بلادنا منطلقا لاستهداف الجزائر، على اعتبار المصالح المشتركة بين البلدين. تتحدث عن متانة العلاقات، لكن الزيارات التي تمت في الآونة الأخيرة بين مسؤولي البلدين، اعتُبرت مؤشرا على عدم رضا جزائري على التوجهات التونسية؟ من شأن تكرار الزيارات بين مسؤولي البلدين أن يعمل أكثر على دفع العلاقات، وتذليل بعض ما ينغصها، لأن هنالك مؤثرات سلبية في الفترة الأخيرة، ومن ذلك تصريحات ساركوزي وقبلها الحديث عن قواعد أجنبية في تونس، لكن ومن منطلق اطلاعي على ما يجري تونس لن ترضى بإقامة قاعدة عسكرية لأن هذا مساس بالسيادة الوطنية والترابية. ما هي الجهات التي تتهمها بالعمل على النيل من متانة العلاقات مع الجزائر؟ هي أطراف أجنبية، لأن قوة العلاقات بين الجزائروتونس تزعجها ولا يرضيها. بحكم منصبك السابق وزيرا للخارجية، هل عرضت عليكم طلبات لإقامة قواعد عسكرية وتحديدا من أمريكا؟ لم نتلق طلبا لإقامة قواعد عسكرية أجنبية في تونس، لكن كانت تأتي إشارات من أمريكا فيما يخص ملف محاربة الإرهاب، وكان موقفنا واضحا، وهو رفض وجود قواعد على كل الأراضي التونسية، وهذا لاقتناعنا أن أهم ضمان في هذا الخصوص بناء علاقة قوية مع دول الجوار خاصة الجزائر الشقيقة. ما هي تحديدا الإشارات التي جاءتكم من الإدارة الأمريكية؟ المعروف عن الأمريكان، أن لهم اهتماما كبيرا بالأفريكوم، وهذا لوجود جماعات عنف في المغرب العربي وجنوب الصحراء، وكانوا حريصين على الرقابة واللوجيستية والأمنية لمحاربة الإرهاب، من جانبنا نؤكد أن محاربة الإرهاب تعتمد على التعاون الدولي، لكن إقامة القواعد العسكرة هي خطوط حمراء. انزلاق خطير صدر من ساركوزي خلال زيارته إلى تونس، من يتحمل نتائج ما صدر منه؟ ساركوزي لم يحضر إلى تونس بدعوة رسمية، وإنما جاء في إطار حزبي، وبدعوة من الحزب الحاكم في البلاد، ولهذا فالطرف الذي وجه الدعوة يتحمل نتائجها السلبية والإيجابية، وليس الدولة التونسية، ومن يتحمل المسؤولية هو الأطراف داخل نداء تونس. هل تقصد الأمين العام للحزب محسن مرزوق؟ لا أعرف تحديدا الشخص الذي وجه إليه الدعوة، لكن بالإجمال الجهة التي استدعته هي التي تتحمل ما ترتب على الزيارة (الشروق الجزائرية )