أكّد الناطق الرسمي للحزب الجمهوري عصام الشابي ل"الصباح نيوز" أن الكتلة الديمقراطية قاطعت أمس لجلسة الممتازة للاحتفال بالذكرى 55 لعيد الجمهورية. وقال الشابي أن ذلك يأتي للتعبير عن موقفهم من "الترويكا" التي أصبحت تريد أن تحتفل بجمهورية "الترويكا" وليس بجمهورية الشعب التونسي. وأضاف أن غياب الكتلة عن جلسة الأمس هو رسالة ل"الترويكا" وللشعب التونسي لتعبير عن خيبة أمل حيال السياسة المّتبعة من طرف الائتلاف الحاكم المبني على المحاصصة والمقايضة على حد تعبيره. وأشار إلى أن الجمهورية يجب أن تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات الذي لا نجده في تونس وهو ما يضرب قيم الجمهورية في العمق على حد وصفه. ومن جهة أخرى اعتبر الناطق الرسمي للحزب الجمهوري تصريحات حمّادي الجبالي رئيس الحكومة يوم أمس بخصوص تحديد يوم 20 مارس القادم تاريخا للانتخابات "إيجابية" وقال: "نطالب أن يصبح تاريخ الانتخابات مقننا يصادق عليه المجلس التأسيسي حتى لا يتم تأجيل ذلك فيما بعد". وأكّد الشابي أن الحزب الجمهوري سيعمل على تفعيل مبادرته داخل المجلس الوطني التأسيسي ويجدد دعوته إلى التعجيل بعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه "الاتحاد العام التونسي للشغل" للموافقة على خارطة طريق جديدة ورفض أي تلاعب بموعد الانتخابات القادمة أو محاولة إخضاعها للتوظيف السياسي. وقال إنه إلى الآن ليس هناك رؤية واضحة من جانب "الترويكا" لتكوين هيئة عليا مستقلة للانتخابات وهو ما يثير استفهاما حول هذا التوجه على حد تعبيره. وأشار إلى أن الفترة المتبقية لاستكمال الدستور في شهر أكتوبر المقبل واردة إلاّ أنها تعتبر مستحيلة في الوقت الراهن، خاصة وأن حركة النهضة تعطل استكمال الدستور بعد إصرارها على أن يكون نظام الحكم برلمانيا وهو ما سيفرز الالتجاء إلى الاستفتاء مما سيزيد الوضع السياسي غموضا ويثير الشكوك والضبابية حول خارطة الطريق مما سينعكس سلبا على الأوضاع العامة للبلاد. ومن جهة أخرى قال الشابي أن الحزب الجمهوري ضد تعيين الشاذلي العياري محافظا للبنك المركزي خاصة وأن هذا الشخص عرف بمناشدته وانتمائه لنظام المخلوع. وفي سؤال عن تغيير موقف الحزب بعد أن كان يندد بإقصاء التجمعيين، قال الشابي أن موقف الحزب ثابت في خصوص هذه المسألة باعتباره ضد مبدأ العقاب الجماعي ومع إرساء عدالة انتقالية، وكل من تورط في الفساد عليه أن ينال جزائه لكن "الترويكا" دعت للقطع مع الماضي في وقت سابق وبعد الشعارات التي رفعتها فاجأتنا بتعيين خليفة لإنسان أطاحت به الثورة وقد تخلت على الشعارات وهو ما يضعف موقفها ويبين ازدواجية الخطاب على حد تعبيره.