من أحد أنهج حي شعبي يقع على مشارف العاصمة خرج شاب ال27 سنة ذات صباح بعد أن سكنه شيطان التدمير ليحدث المأساة هو حسام العبدلي ولد ذات يوم من سنة 1988 في عائلة بسيطة لكن لا شيء كان ينبئ بان يكون مصيره كما تحدد يوم الثلاثاء 24 نوفمبر الجاري ويقطن بحي الجمهورية من منطقة دوار هيشر من معتمدية المنيهلة "الصباح نيوز" تحولت على عين المكان بحي الجمهورية لمزيد التعرف على الإرهابي ومحيطه العائلي حيث تزامن حلولنا في حدود الثالثة والنصف بعد الزوال مع وصول فرقة مكافحة الارهاب وفرقة الشرطة الفنية رفقة والدة الانتحاري ووالده فتم تطويق المكان وذلك لإجراء عمليات تفتيش دقيق ومن ثم غادروا المكان رفقة العائلة حسام انقلب رأسا على عقب.. وقد تحدث ابن خالة الانتحاري حسام العبدلي الى "الصباح نيوز" فقال ان حسام شاب يمارس حياته بشكل عادي ولكن ومنذ سنتين انقلبت حياته راسا على عقب حيث اصبح يتردد على جوامع الجهة ( جامع حي الانطلاقة الى جامع المنيهلة) واضحى يملك عربة مجرورة يبيع بها الغلال او هريسة اللوز عند مستوى تلك الجوامع ولكن المكان الوحيد الذي كان يتردد عليه كثيرا وبانتظام هو المدرسة القرانية بالمنيهلة كما افاد ابن خالته لل"الصباح نيوز" ان حسام العبدلي قطع علاقته بمنزل جدته وكامل عائلته الكبيرة منذ حوالي 3 اشهر نظرا لان افراد العائلة كانوا دائما ما ينصحونه بالعودة الى رشده والتخلي عن فكر التطرف الذي يعتنقه واضاف ان علاقته تغيرت كذلك مع والدته ووالده وشقيقته القاطنة بصفاقس حيث منع على عائلته مشاهدة التلفاز منذ اشهر وكان دائما يلّح على والدته بارتداء النقاب اما شقيقته فقد منع عليها المجيء الى منزلهم بدون حجاب ومؤخرا هددها بالذبح في حال قدمت دون حجاب كما افاد ان حسام العبدلي سبق وتم ايقافه في مناسبتين باذن من وكيل الجمهورية وذلك بعد ان اشتكاهم جارهم الذي يعمل بالامن الرئاسي واحد العسكريين لنعتهما بالطاغوت في مناسبتين ولكن تم اطلاق سراحه فيما بعد وندد محدثنا باطلاق سراح ابن خالته خاصة وان والد الشاب كان قد نبه الامن بصريح العبارة قائلا لهم "ردوّا بالكم منو" وختم محدثنا بالتاكيد على ان العائلة تعيش حاليا وضعا نفسانيا مترديا كان يتعاطى الخمر والزطلة ولكن .. كما التقت "الصباح نيوز" كذلك بعدد من الجيران الذين كانوا مصدومين وبدت عليهم علامات الحيرة ..وقال احد الجيران انهم يعيشون في حالة صدمة فحسام كان عاديا جدا ويملك "برويطة" يجني منها قوته واكد الجيران ان مظهره الخارجي لا يوحي بانه متشدد حيث كان دائما ما يلقي التحية عليهم عندما يشاهدهم في الشارع حتى أنه لم يكن ملتح. وفيما يتعلق بعائلته اكد الجيران انها عائلة تونسية عادية ليس لها اي مشاكل كما ان والده كان دائما ما يتردد على المقهى بل انه يلعب الورق بانتظام "الشكبة" ويتحمس ويتكلم كلاما جارحا ومن جهة أخرى قال احد أصدقائه القدامى لل"الصباح نيوز" ان حسام العبدلي كان يمارس معهم رياضة كرة القدم وهو من مشجعي النادي الافريقي ويطلق عليه أصدقائه اسم "بيرارا" تشبيها منهم بلاعب كرة القدم كما انه كان يتعاطى شرب الخمر والزطلة في اخر الأسبوع رفقة أصدقائه واكد صديقه ان تصرفاته تغيرت منذ اشهر قليلة واصبح يتجنب الحديث معهم لأنهم لا يصلون واصبحوا بالنسبة له "كفارا" وعندما يحاول احدهم الحديث معه دائما ما يرفض ويتمسك أفكاره وختم صديقه بالتأكيد على انه تم التغرير به.