استبقت تونس اجتماع الصخيرات المغربية للتوقيع النهائي على اتفاقية تشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، بتحذير الفرقاء الليبيين من تدخل عسكري أجنبي وشيك في بلادهم، في سابقة هي الأولى من نوعها عززت المخاوف من أن تكون المجموعة الدولية تسعى إلى تحويل الحكومة الليبية المُرتقبة، إلى واجهة لتوفير غطاء سياسي لتحرك عسكري في ليبيا تحت عنوان التصدي لتوسع وتمدد تنظيم داعش. وكشف مصدر ليبي شارك في جلسة الحوار الليبي-الليبي التي عُقدت بتونس برعاية الأممالمتحدة وفي فعاليات مؤتمر روما بشأن ليبيا، ل"العرب اللندنية" أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خاطب الذين شاركوا في جلسة الحوار المذكورة قائلا "انتبهوا ثمة تدخل عسكري وشيك في بلادكم، وعليكم الاتفاق عبر التوافق لإخراج بلدكم من الأزمة". وأضاف المصدر الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أعضاء الوفود الليبية الذين استمعوا لكلام الرئيس التونسي "انتابهم نوع من القلق باعتبار أنها المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا التحذير عن الرئيس التونسي، وهو تحذير بدا كأنه يستند إلى معلومات مؤكدة وليس استنتاجا لمواقف وتصريحات سياسية صادرة عن مسؤولين غربيين زار عدد كبير منهم تونس خلال الأسابيع الماضية". وتابع قائلا "إن أهمية هذا التحذير تكمن في أنه جاء عشية اجتماع روما، وعلى وقع تواتر التقارير التي تؤكد أن عددا من الدول الغربية، وخاصة منها فرنسا وبريطانيا قطعتا شوطا متقدما في الاستعداد لتدخل عسكري في ليبيا لضرب تنظيم داعش، وبعض المجموعات المتطرفة التي قد تُعرقل عمل حكومة الوفاق الوطني التي يُفترض أن تُدير البلاد ابتداء من منتصف شهر جانفي المُقبل". وأكدت فيروز عبدالرحيم النعاس عضو الهيئة القيادية بحزب الجبهة الوطنية الليبي التي حضرت اجتماع السبسي بأعضاء وفود الحوار الليبي، حصول مثل هذا التحذير. ولكنها استدركت في اتصال هاتفي مع "العرب"، قائلة، إن "تحذير الرئيس التونسي جاء في سياق التحفيز والتحريض على ضرورة توصل الليبيين إلى اتفاق للخروج من الأزمة الراهنة عبر حكومة وفاق وطني تُنهي الانقسام في البلاد". وأشارت إلى أن الخشية من تدخل أجنبي في بلادها قائمة، ثم أعربت عن تفاؤل حذر بإمكانية الخروج من هذه الأزمة بعد التوقيع النهائي والرسمي على مخرجات الحوار الليبي-الليبي في مدينة الصخيرات المغربية غدا الخميس، وليس اليوم كما كان مُبرمجا