لعبت قيادات أنصار الشريعة المحظور على غرار كل من الإرهابيين مراد الغرسلي وكمال القضقاضي .. دورا كبير في استقطاب الشبان الى صفوفهم بالتأثير عليهم بأن الحكم القائم حكم غير شرعي ولا بد من تقويضه وإقامة الشريعة الإسلامية، وبأن ذلك لا يمكن تحقيقه حسب تخطيط تلك الجماعات الإرهابية الا بالقيام بأعمال ارهابية واستهداف أعوان الأمن والجيش أو الشخصيات السياسية والإعلامية لتتمكن تلك المجموعة من بث البلبلة والفوضى على حد زعمهم في صفوف التونسيين فيتسنى لهم بالتالي نيل ما يخططون له. وقد سقط عديد الشبان في مستنقع الإرهاب اذ كشفت عدة قضايا ارهاب على غرار قضية اغتيال شكري بلعيد أن الإرهاب ليس مرتبطا بالمستوى العلمي فيمكن للعامل كما الطبيب أو مضيف الطيران أن يسقطوا في ذلك المستنقع.. وعلى سبيل المثال المتهم الشاب اليافع محمد عمري ( شملته قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد) فبعد انقطاعه عن الدراسة أصبح يتردد على الخيم الدعوية لأنصار الشريعة المحظور الى أن تعرف على الإرهابي مراد الغرسلي وتوطدت العلاقة بينهما وكان الغرسلي يحرض العمري على كره أعوان الأمن والجيش لأنهم «طواغيت» في نظره ، تمكن مراد الغرسلي من التأثير على العمري وانضم هذا الأخير الى كتيبة عقبة ابن نافع التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتي تضم جنسيات مختلفة من الإرهابيين المتسلحين تحت إمرة جزائري يكنى بأبو يحيى وتلك الكتيبة منها تونسيون على غرار القضقاضي المكنى بعدة كنيات منها «الزمقتال، وليد وأبو سياف» وأبو بكر الحكيم المكنى ب «أبو المقاتل» ،وكذلك جزائريون ونيجيريون. تدرب العمري بعد التحاقه بالكتيبة المرابطة بجبل الشعانبي نظريا على كيفية استعمال سلاح الكلاشينكوف على يد كمال القضقاضي وقد شارك في عملية هنشير التلة التي راح ضحيتها 8 جنود وقد تبين أنه في تاريخ تنفيذها تحول كل من مراد الغرسلي وثلاثة ارهابيين وهم أبو يحيى وعوف والبخاري وبقية عناصر كتيبة عقبة ابن نافع الى نقطة محطة الإرسال لمداهمة الشاحنة العسكرية التي سبق وأن تم رصدها ومراقبتها مدة يومين ثم انقسم جميعهم الى أربعة مجموعات الأولى تكفلت بالمراقبة والثانية بالرماية والثالثة بتكثيف اطلاق النار نحو الشاحنة العسكرية في حين تكفلت المجموعة الرابعة بالمداهمة وقتل بقية الناجين وبالفعل تم اعلام تلك المجموعة من قبل فريق المراقبة عن قدوم الشاحنة في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء فاعترضها فريق فتح النار وأطلقوا تجاه الشاحنة عديد العيارات النارية ثم تولى العمري وبقية المجموعة الثالثة تكثيف الطلق الناري ثم تمت المداهمة من قبل الفريق الرابع الذي ينتمي اليه كمال القضقاضي المكنى بأبو سياف والذي عمد الى ذبح ملازم عسكري كان تعرض الى طلق ناري وشاركه في عملية الذبح جزائريون وهم كل من القنطيسي وحمزة ويحيى وعوف وحاولوا أثناء علمية الذبح تركيز جهاز هاتف جوال لتصوير أطوار العملية الا أن الهاتف سقط أرضا، ثم عمدت تلك المجموعة الى الإستيلاء على أمتعة وملابس العسكريين ثم غادروا المكان في اتجاه الشعانبي ولكن القصف العسكري المكثف تجاههم جعلهم يحوّلون وجهتهم الى جبل سمامة