أعلن الاخضر الابراهيمي، الوسيط الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا، أمس الجمعة انه ليس واثقا تماما حيال فرص انهاء النزاع في سوريا. وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الفرنسية "فرانس 24" لمعرفة ما اذا كان واثقا من امكانية وضع حد للحرب في سوريا، قال الابراهيمي "لا، لست واثقا". واضاف "ما انا واثق منه هو اني ساقوم بكل ما استطيع، سأبذل فعلا جهدي". واضاف في مقابلة مع محطة "بي بي سي" البريطانية "ربما افشل ولكن احيانا يسعفنا الحظ ونتقدم". واضاف "امل ان يتعاون السوريون منذ البداية وان تدعمني الاسرة الدولية ايضا" مكررا ما قاله سلفه كوفي انان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الامن لاقناع الرئيس بشار الاسد بوضع حد للنزاع. واعلن الابراهيمي انه سيتوجه قريبا الى نيويورك للقاء اعضاء مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال الابراهيمي ايضا "طلبوا مني القيام بهذا العمل ولكن في حال لم يقدموا لي الدعم فان هذا العمل لن يكون موجودا اذن انا متلهف للنقاش معهم". واضاف "هم منقسمون ولكن بامكانهم بالتأكيد ان يجدوا ارضية تفاهم". واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة تعيين الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية في الازمة السورية خلفا لكوفي انان. من جانبه اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة اثر زيارة مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية انه "يجب اسقاط النظام السوري وبسرعة"، منددا ب"التجاوزات" التي يرتكبها هذا النظام بحق المدنيين. وقال فابيوس للصحافيين "بعد الاستماع الى الشهادات المؤثرة لاشخاص هنا (...) عندما نسمع ذلك وانا اعي قوة ما اقوله الان: بشار الاسد لا يستحق ان يكون موجودا". واتهم وزير الخارجية الفرنسي الرئيس السوري بشار الاسد بالقيام ب"عملية تدمير شعب". وفي لقاء مع الصحافيين بعد ذلك في انقرة مع نظيره التركي احمد داود اوغلو حذر فابيوس من مخاطر مرحلة ما بعد الاسد وقال "يجب العمل على استبدال هذا النظام والعمل في الوقت نفسه على ان يتم هذا الاستبدال في ظروف تحت السيطرة. لا نريد ان تاتي فوضى بعد الوضع الحالي". ودعا الى تحرك عاجل لانهاء الازمة وقال "الوقت الذي يمر هو للاسف وقت يستخدمه بشار الاسد في قصف شعبه". من جانبه ندد داود اوغلو بصمت المجتمع الدولي حيال "الجرائم ضد الانسانية" التي ترتكبها القوات النظامية في سوريا. وينهي فابيوس في تركيا جولة اقليمية قادته في وقت سابق الى لبنان والاردن وتمحورت حول الازمة السورية وتدفق اللاجئين الى البلدان المجاورة. والتقى فابيوس لاجئين من هذا المخيم المكون خصوصا من مستوعبات ويضم نحو 12 الف شخص، وقال انهم طلبوا مساعدة فرنسا لوضع حد لقمع النظام وطالبوا بشكل خاص بتسليم اسلحة الى المتمردين. واضاف من دون ان يقدم اي التزام ملموس بشأن الاسلحة انه "لا يمكن القبول بان يواصل بشار ارتكاب تجاوزاته حتى ولو انه تراجع وخسر كثيرا". وسال لاجىء وصل قبل ايام مع عائلته من مدينة اعزاز القريبة من حلب والتي تعرضت لقصف الطيران وقتل العشرات فيها، "بشار يذبحنا، فلماذا لا تفعلون شيئا؟" واجاب فابيوس ان الحكومة الفرنسية تجرى مباحثات مع تركيا خصوصا ومع حكومات اخرى "لوقف المجازر". واضاف "كلما تغير النظام بسرعة كلما كان ذلك افضل". وطلب لاجىء اخر "وقف القصف"، وتقديم مساعدة عسكرية فرنسية "كما حصل في ليبيا". فاجاب فابيوس "نشهد المزيد من الانشقاقات" عن النظام، في اشارة الى انشقاق رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، والعميد مناف طلاس الذي كان مقربا من بشار الاسد. وتتقاسم تركيا مع سوريا حدودا طويلة وتستقبل على اراضيها نحو 65 الف لاجىء - وفق ما اعلنه الخميس رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بالاضافة الى منشقين عن الجيش السوري يشكلون الجيش السوري الحر. وفابيوس هو اول وزير اجنبي يزور مخيما للاجئين السوريين في تركيا. وقال دبلوماسي تركي ان السماح بتلك الزيارة كان ثمرة استئناف العلاقات التركية الفرنسية بعد فترة من التوتر في عهد نيكولا ساركوزي. (أ ف ب)