كشفت قضية أحداث جندوبة من أن والد الإرهابيين راغب وعاطف الحناشي كان على اتصال بإبنه راغب وكان يقدم لهما وللمجموعة الإرهابية معهما الدعم اللوجستي. فقد بين أحد المتهمين في القضية ويدعى أمين المازني أنه التزم دينيا منذ سنة وكان يتردد على جامع الحوايلية بجندوبة وهناك تعرف على حاملي الفكر المتشدد مثله بينهم المدعو نزار الطبوعي متهم بدوره في القضية مضيفا أن نزار كان أخبره أنه على اتصال بالمجموعة الإرهابية المتحصنة بسوق الجمعة وخاصة بالعنصر الإرهابي راغب الحناشي مشيرا أنه بعد القبض على نزار الطبوعي توجه مباشرة الى منزل والد راغب الحناشي وأخبره بالامر ثم استفسره عن ابنه راغب فاتصل والد راغب الحناشي بابنه وأخبره عن إيقاف نزار الطبوعي. وأضاف المتهم أن راغب الحناشي طلب منه ملاقاته بالقرب من المستشفى المحلي بمدينة جندوبة وكان الحناشي مرفوقا بجزائريين وبعد أن تجاذب جمعيهم أطراف الحديث حول عملية ايقاف نزار الطبوعي طلب منه راغب الحناشي أن يتسلم هاتفا جوالا من والده ليقوم بالتنسيق معه مستقبلا عوضا عن نزار الطبوعي الذي تم ايقافه وبالفعل توجه في مناسبة ثانية في نفس الليلة والتقى بوالد راغب الحناشي الذي سلمه هاتفا جوالا. مضيفا أنه عندما توجه الى منزل والد راغب الحناشي ليعيد اليه الهاتف الجوال هدده قائلا له حرفيا "ولدي تقصو عليه الماكلة والتلفونات راني نتصرف" ثم عاود تهديده له في اليوم الموالي عندما التقى به. شرائح هاتفيّة للتمويه مؤكدا ان والد راغب الحناشي كان على علم بتورط ابنه والعناصر الإرهابية معه في عملية أحداث جندوبة وبأنه كان يتصل به من خلال هاتفه الجوال وبأنه كان يتحوز على العديد من شرائح الهاتف الجوال للتمويه. والد راغب الحناشي أنكر تواصله مع ابنه راغب الحناشي قائلا بأنه لم يلتقيه منذ سنتين تقريبا بعد ان غادر ابنه المنزل الى وجهة غير معلومة وأنه حسب علمه فإنه سافر الى سوريا رفقة صديق له نافيا وجود أية اتصالات هاتفية مع ابنه مشيرا أن ابنه عاطف سافر الى سوريا منذ سنة ونصف تقريبا وانقطعت أخباره ولما عارضه الباحث بتصريحات المتهم أمين المازني فيما يتعلق بتواصله مع ابنه راغب الحناشي فند تلك التصريحات ونفى أن يكون طلب من أمين المازني مساعدة ابنه راغب وبعض العناصر الإرهابية نافيا تسليمه هاتف جوال الى أمين المازني للتواصل مع ابنه راغب واعترف بأنه يعرف الإرهابي نزار الطبوعي المورط في أحداث جندوبة كما نفى ان يكون اتصل بابنه راغب الحناشي واخبره بموضوع القبض على نزار الطبوعي وراوغ والد راغب الحناشي خلال التحقيق معه وقال أنه لم يكن يعلم أن ابنه راغب والمجموعة الإرهابية معه مورطين في أحداث جندوبة. وتجدر الإشارة ان والد راغب الحناشي متهم وموقوف في قضية أحداث جندوبة ضمن 8 متهمين آخرين. وقد شملت القضية 33 متهما بينهم تسعة موقوفين و10 سراح والبقية بحالة فرار. التخطيط لتلغيم جبل بالكاف مع العلم أيضا أن مكرم المولهي متهم في القضية وقد كشفت الأبحاث أنه كان التحق بجبل قرن الحلفاية وأصبح ينشط ضمن جماعة ارهابية تحت اشراف الجزائري أنس العاتري الذي كان يعتزم تنفيذ مخطط يتمثل في استقطاب أكثر عدد ممكن من الشباب السلفي وجلب كمية كبيرة من السلاح والذخيرة المخزنة بجبال الشعانبي وتلغيم كامل جبل منطقة للاّ عيشة بالكاف والشروع في تنفيذ عمليات نوعية لإقامة امارة اسلامية. وكشفت التحريات أيضا من أن نزار الطبوعي كان يتواصل مع راغب الحناشي وكان يقدم له ولبقية العناصر الإرهابية الدعم والإسناد مقابل تسليم راغب له 300 دينار وورقة بها كلمات مشفرة أطلعه راغب على كيفية فك رموزها والتوصل لرسائل مشفرة لضمان عدم كشفهم من طرف القوات الأمنية كما كان نزار يزود راغب بكافة التحركات الأمنية والإيقافات التي شملت بعض العناصر الإرهابية كما كلف راغب نزار الطبوعي برصد مقر معتمدية جندوبة والتثبت من التواجد الأمني. كما كشفت الأبحاث من أن والد راغب الحناشي كان على علم بان ابنيه راغب وعاطف مورطين مع الجماعات الإرهابية كما كان يمد ابنيه والمجموعة الإرهابية معهما بالمؤونة.