اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بقرقنة في بيان له بإطلاق سراح الموقوفين وإيقاف كلّ التتبعات العدلية والقضائية على خلفيّة الاعتصام قرب مقر شركة "بيتروفاك". كما طالبوا بسحب التعزيزات الأمنية وفكّ الحصار المفروض على الجزيرة حتّى تستعيد الجزيرة حياتها الطبيعيّة وترجع كلّ المرافق العمومية والخاصّة للعمل، وبمحاسبة "كلّ من باشر وساهم في تعذيب وتعنيف الموقوفين ودلّس وزوّر محاضر بحث وشهادات مفبركة الغاية منها طمس الحقائق وتشويه تحرّكاتنا السلميّة والمشروعة" على حسب تعبيرهم. وفي التالي نص البيان: تشهد جزيرة قرقنة منذ الليلة الفاصلة بين الأحد 3 أفريل والاثنين 4 أفريل حالة من الاحتقان الشديد و الغليان مردّه الكمّ الهائل من قوّات البوليس التي نزلت بالجزيرة لحماية مصالح حفنة من السماسرة و العصابات التي تستغلّ خيرات بلادنا و على حساب السّواد الأعظم من أهالي جزيرتنا الذين لا يطالهم من الشركات البترولية المنتصبة برّا وبحرا سوى بلائها و تلويثها لمحيطنا البحري و إضرارها بثرواتنا السمكية و الفتنة التي تسعى عصابات عماد درويش لبثّها بين أبناء جزيرتنا. لقد تدخّلت قوات البوليس منذ وصولها حوالي الساعة الواحدة صباحا بالقوة المفرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بطريقة مكثفة ليطال المنازل و الأزقة و ليضرّ بالعديد من المتساكنين أطفالا و شبابا و نساء و شيوخا... كلّ هذا بدون الاتصال أو التحاور مع المعتصمين أو أهالينا الذين يساندوننا و يلتفّون حولنا ليمرّوا بعدها إلى عسكرة الجزيرة بقوّات فاقت ال700 عونا لا تزال إلى اليوم متمركزة في جزيرة قرقنة تستفزّ المواطنين و تمنع في عديد المناسبات حقّهم الدستوري في التنقّل و تعنّف كلّ من يحاول مساندة المعتصمين وتحاول عزل منطقة ملّيتة عن باقي أعضاء الجسم القرقني الواحد. كما قاموا بإيقاف 4 من خيرة شباب جزيرتنا من أساتذة معطّلين عن العمل بتهم كيديّة ملفقّة وليتمّ تعنيفهم بمنطقة الأمن الوطني بقرقنة من قبل الأعوان من أجل إرغامهم على الإمضاء على محاضر معدّة سلفا دون الاطلاع عليها لدى فرقة الشرطة العدلية بقرقنة وليصدر في حقّهم لاحقا بطاقات إيداع بالسجن و في حقّ عدد آخر بطاقات جلب لا لشيء إلا لاستماتتهم في الدفاع عن حقّهم في العيش الكريم و مطالبتهم الحكومة بتطبيق اتفاقها السابق مع المحتجّين و الاتحاد العام التونسي للشغل. إن الهبّة الشعبيّة التي أتاها عموم أهالي جزيرة قرقنة و المسيرة الحاشدة التي توجّهت لمنطقة الأمن الوطني بقرقنة يوم السبت 9 أفريل للمطالبة برحيل هاته القوات و إطلاق سراح أبنائنا و الاتجاه مباشرة نحو إجراءات تنموية فعليّة لكّل الجزيرة تطال عموم المواطنين بعد عقود من الاستغلال لخير ردّ من قبل أحرار قرقنة نساءا و رجالا على هاته الحكومة العاجزة و مافيا البترول التي يقودها عماد درويش و مرتزقة إعلامه المأجور. ان التنسيقيّة المحليّة لاتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بقرقنة تحمّل الحكومة مسؤولية الاحتقان و الغليان الذي أمست عليه الجزيرة جرّاء التدخّل الامني السافر و جرّاء تراجعها عن الاتفاقات التي أبرمتها معنا و مع الاتحاد العام التونسي للشغل و تطالبها ب: * إطلاق سراح رفاقنا الموقوفين وإيقاف كلّ التتبعات العدلية والقضائية على خلفيّة الاعتصام والتدخّل الأمني الغاشم. * سحب التعزيزات الأمنية الغير مبرّرة وفكّ الحصار المفروض على الجزيرة حتّى تستعيد الجزيرة حياتها الطبيعيّة وترجع كلّ المرافق العمومية والخاصّة للعمل. * محاسبة كلّ من باشر وساهم في تعذيب وتعنيف زملائنا الموقوفين ودلّس وزوّر محاضر بحث وشهادات مفبركة الغاية منها طمس الحقائق وتشويه تحرّكاتنا السلميّة والمشروعة وعلى رأسهم رئيس منطقة الأمن بقرقنة "عبد الحميد بالحاج" و فرقة الشرطة العدليّة. *القيام بإجراءات فعليّة للتنمية بجزيرة قرقنة بعد حوار جدّي مع مختلف مكونات المجتمع المدني بالجزيرة وعلى رأسهم بحّارة الجزيرة وهيكلة مساهمة الشركات البترولية المنتصبة بالجزيرة من خلال إحداث صندوق تنمية ينتفع به كلّ أهالي الجزيرة. * تطبيق الحكومة لالتزامها تجاه العاملين بمنظومة العمل البيئي وإدماجهم في مواقع عملهم. أهالينا الأعزّاء داخل الجزيرة وخارجها، ننحني إجلالا وتقديرا أمام هبّتكم الشجاعة دفاعا عن حرمة جزيرتنا وحقّها في التنمية الحقيقيّة ودفاعا عن تاريخنا الذي نحته زعماؤنا فرحات حشّاد والحبيب عاشور وشهداؤنا الأبرار محمّد هماني وعمر قطاط وسليم الحضري بدمائهم الزكيّة ديدنكم في ذلك حبّكم لقرقنة ورفضكم لاذلال الجزيرة وتركيع أهلها و ألف قبلة على جباه أهالينا الذين احتضنونا في ملّيتة و ساهموا من موقع متقدّم في توحيد عموم أهالي قرقنة و صدّ العدوان الغاشم على أبنائها. ختاما، نجدّد شكرنا لمختلف مكونات المجتمع المدني التي ساهمت في تأطير التحركات الاحتجاجية و على رأسهم منظمتنا الأم الاتحاد العام التونسي الشغل الذي طالما ساند و احتضن مطالبنا و تحرّكاتنا المشروعة، كما نشكر لجنة الدّفاع التي تطوّع محاموها للدّفاع عن أحفاد حشّاد أمام هذا الكمّ الهائل من التهم الملفّقة و الكيديّة لقناعتهم بشرعية مطالبنا و لانحيازهم لمشاغل و هموم أبنائنا المضطهدين و نعبّر عن دعمنا الكلّي لقرار الإضراب العام بالجزيرة الذي اتّخذه الاتحاد المحلي للشغل بقرقنة يوم الثلاثاء في ضلّ مواصلة السلطة لسياسة صمّ الآذان تجاه القراقنة و معالجة الملفات الاجتماعية و التنموية بعصا البوليس و ندعو زملائنا و منظورينا و عموم أهالينا الأعزّاء إلى الحضور المكثف منذ الساعة العاشرة أمام دار الاتحاد بالرملة و الالتحاق بالمسيرة التي تلي التجمّع العام و نؤكّد عليهم على ضرورة الانضباط لقيادة المسيرة ومقرّرات الاتحاد الذي يخوض بمعية عموم القراقنة معركة الكرامة.