أورد وزير التربية ناجي جلول في تصريح ل"الصباح" انه "متفرغ لإنجاح الامتحانات الوطنية وبينها الباكالوريا وليس منخرطا في الجدل السياسي الحالي حول التغييرات والتسميات والتعيينات القادمة في هذا الموقع أو ذاك" ولا في "المبادرات والقضايا التي تعد من أنظار رئيس الجمهورية وصلاحياته دون غيره أو من بين مجالات اهتمام مؤسسات أخرى للدولة والمجتمع ". وأشار جلول أن "أولوية الأولويات" بصفته عضوا في الحكومة مكلفا بالتربية والتعليم تبقى إنجاح جهود إصلاح التعليم ومحاولة إنقاذ أوضاع التربية والتعليم في البلاد عبر سلسلة من الإجراءات والخطوات العملية البيداغوجية والإدارية والتربوية ذات الهدف الإصلاحي . واعتبر الوزير ناجي جلول انه لا يتابع باهتمام "الجدل" حول مسائل سياسية كثر الحديث عنها في وسائل الإعلام على هامش المبادرة السياسية الحديدة التي أعلن عنها الرئيس الباجي قائد السبسي والتي اقترحت تشكيل "حكومة وحدة وطنية تشمل اتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة" أي قيادات "المنظمات الاجتماعية". مدارس الترشيح ودار المعلمين العليا وخلافا" للشائعات" التي انتشرت داخل الأسرة التربوية وطلبة دار المعلمين العليا وأساتذتها أورد وزير التربية في تصريحه ل"الصباح» أن :" شهادة التبريز باقية بالنسبة لطلبة دار المعلمين العليا". ونفى ناجي جلول وجود نية ل"غلق مدارس ترشيح المعلمين المختصة في تكوين المربين الذين سيدرسون في الأساسي". كما نفى وجود أي نية لغلق دار المعلمين العليا التي تكون الأساتذة أو التقليل من دورها. لكن لماذا تحرك طلبة دار المعلمين العليا إذن؟ ولماذا تحدثوا مع أساتذتهم عن صدور "قرار" بإلغاء شهادة التبريز بما في ذلك بالنسبة لحوالي 50 طالبا مرسما في المناظرة منذ أول العام الدراسي والجامعي الحالي؟ وإذا كان مثل هذا "القرار" قد صدر فلماذا لم يصدر في أول العام الدراسي وليس قبل أسابيع من موعد المناظرة؟ الوزير ناجي جلول فند كل هذه "الإشاعات"وأكد أن المناظرة ستنظم مثلما كان مقررا "وفق الروزنامة التي سوف تصدرها المصالح الإدارية المختصة في الإبان". وتحدث جلول عن وجود مسار كامل لتحسين المستوى العلمي للمدرسين في الثانوي والجامعة بما في ذلك عبر اعتماد نظام "ماجستير مهني"master professionnel للمدرسين وخريجي دار المعلمين العليا والمؤسسات الجامعية المختصة في تكوين المربين . تجارب الإصلاح الفاشلة وماذا عن "الإشاعات" التي روجت حول احتمال الحد من المؤسسات التربوية المختصة في تكوين النخبة والمربين مثل دار المعلمين العليا ومدارس ترشيح المعلمين تحت يافطة "التقشف" على غرار ما حصل في تجربة الإصلاح التربوي التي اعتمدت مطلع التسعينات وتسببت في غلق تلك المدارس المميزة؟ وزير التربية أكد في تعقيبه على سؤال "الصباح" أنه "من أكثر المؤمنين بنجاعة التكوين في مدارس ترشيح المعلمين ودار المعلمين العليا والمدارس الجامعية المختصة في تخريج الكفاءات والرهان على "الكيف" على حساب الكم؟ وأورد جلول أن "أولوياته في الحكومة وعلى رأس وزارة التربية إصلاح التعليم وليس التسبب في إضعاف مستوى المربين من معلمين وأساتذة". وتعهد الوزير بالمضي في تنفيذ التوصيات والمقترحات الصادرة عن الخبراء والمختصين والمهنيين خلال الاستشارة التي نظمت بهدف رفع مستوى التعليم ومستوى الخريجين وتحسين الأداء التربوي والبيداغوجي للمعلمين والأساتذة وكل مكونات الأسرة التربوية". يذكر أن من بين الشخصيات العلمية والبيداغوجية التي شاركت خلال الأيام القليلة الماضية في الحديث علنا عن مشروع "إلغاء مناظرة التبريز" ومدارس ترشيح المعلمين ودار المعلمين العليا أساتذة في تلك المؤسسات بعضهم يتحمل مسؤوليات عليا فيها. كمال بن يونس