رفعت الجزائر وباريس وتونس، من حجم التبادلات اليومية للمعلومات حول النشاط المتزايد لأنصار تنظيم داعش في شمال مالي، خاصة مع بيان زعيم تنظيم المرابطون الارهابي مختار بلمختار، الذي أكد تعاونه وتنسيقه مع تنظيم داعش خاصة في ليبيا، من خلال دعوة عناصر تنظيمه الارهابي الى الرد على هجمات فرنسا على مواقع ومعسكرات التنظيم داعش في مدينة سيرت. وكشف مصدر أمني جزائري مطلع ل الصباح ، أنه تم خلال الايام القليلة الماضية، تنصيب غرفتي عمليات، واحدة بشرق البلاد وأخرى بجنوبه، متخصصتين في رصد نشاط العناصر الارهابية في منطقة الساحل وغرب ليبيا، مبرزا انها تتكون من ضباطا من أمن الجيش ومديرية الاستعلامات والأمن والقوات الجوية والقوات الخاصة والمشاة والدرك الوطني وحرس الحدود. وقال المتحدث ان الخطوة جاءت بناء على تقارير أمنية تفيد بتزايد نشاط الجماعات الارهابية بشكل لافت، ما استدعى رفع العمليات العسكرية من تمشيط ورصد، متوقعا ان يكون التحرك الارهابي المتزايد في المنطقة مرده التحضير لإعلان الوحدة بين داعش وجماعات إرهابية محلية، وعلى رأسها تنظيم المرابطون الذي يتزعمه الارهابي مختار بلمختار، الذي كشف صراحة في بيان أن عناصر تنظيمه يشاركون الى جانب داعش في عمليات ضد قوات الجيش الليبي في سيرت وباقي المناطق الليبية. وأوضح المصدر أن تقارير أمنية أشارت إلى احتمال عودة النشاطات الإرهابية إلى شمال مالي، عبر وصول تنظيم بوكو حرام الى منطقة الساحل وجنوب ليبيا وتشكيل كتائب تابعة لتنظيم داعش من عناصر إرهابية محلية، مضيفا ان التقاء عديد الجماعات والتنظيمات الارهابية في نفس التوقيت وبنفس المنطقة يوحي بأن أمرا ما يتم التحضير له، وعلى الارجح أن يكون الاستعداد لما بعد التدخل العسكري الغربي المرتقب في ليبيا، هو الغالب. بالمقابل، أكد الخبير الأمني الجزائري أحمد ميزاب في تصريح ل الصباح أن إقدام فرنسا على تصنيف الجزائر وتونس في خانة الدول المعنية بالخطر الإرهابي وتقديمها توصيات لرعاياها بعدم التوافد على البلدين، غير مؤسس، وقال ان التقرير الأمني الفرنسي غير واقعي لأنه لا يعتمد على أية مؤشرات موضوعية تثبت صحة تلك الادعاءات . وأرجع السبب من وراء اعتماد فرنسا على تصنيف الجزائر وتونس، ضمن الخطر الارهابي، الى عجزها عن التحكم في وضعها الداخلي، وتسجيلها لثغرات أمنية عديدة، وفشلها في إحباط اعتداءات إرهابية وآخرها ما حدث أمس في كنيسة سانت إيتيان ، وقبلها نيس . وتابع ان فرنسا تريد تسويق فكرة ان الإرهاب الذي تشهده قادم من دول شمال إفريقيا، وقال ان هذا التسويق الإعلامي يراد منه التغطية على الفشل الداخلي، ولهذا فهي تريد بأي طريقة ان ترمي بالمسؤولية على بعض الدول، والترويج لفكرة ان الإرهاب قادم من وراء البحر .