عجز النجم الساحلي في سهرة السبت الماضي عن تأمين فوز مريح ضد ضيفه تي بي مازمبي الكونغولي لحساب ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي واكتفى بتعادل إيجابي بهدف لمثله فتح أبواب التأهل على مصراعيه للفريق المنافس الذي كان قادرا على العودة إلى قواعده بنقاط الفوز في ظل الانحلال الكبير وغياب التوازن الذي ميز ممثل كرة القدم التونسية في تلك المواجهة.جماهير بطل الموسم الماضي لم تكن راضية لا عن النتيجة وهذا مفهوم ولا على أداء زملاء أيمن البلبولي الذين حضروا في العشرين دقيقة الأولى وغابوا في بقية اللقاء بعد تراجع أداء أكثر من عنصر على غرار إيهاب المساكني وعلية البريقي وزهير الذوادي وعجز البنزرتي عن التعامل مع مجريات المباراة والتصدي لزحف أبناء الفرنسي إيبار فيلود الذي تفوق تكتيكيا على منافسه وأجبره على تحمل ضغطه ليفقد الفريق ثوابته المعتادة ويعجز في النهاية عن تحقيق الفوز الذي من شأنه تسهيل مهمته في لوبومباشي. اختيارات فوزي البنزرتي التكتيكية كانت محل نقد كبير من قبل جماهير الفريق ومن قبل الفنيين الذين اعتبروا الدفع بلاعب ارتكاز وحيد ونعني محمد أمين بن عمر في مواجهة فريق بحجم تي بي مازمبي يعد مجازفة قاتلة وسوء تقدير للعواقب التي كان بالإمكان أن تكون وخيمة على ممثل كرة القدم التونسية،حيث لم يع البنزرتي بعد أن الأجواء الإفريقية تختلف كثيرا عن اجواء البطولة الوطنية وأن التحضير للمباريات لا يكون عادة بنفس الطريقة وإنما يخضع لطبيعة المنافس الذي أكد مجددا بأنه العقدة الأزلية للبنزرتي الذي أخطأ كذلك في الدفع بالمهاجم البرازيلي دياقو أكوستا الذي يمر بفترة فراغ كبيرة جعلته محل سخط من قبل جماهير النجم التي لم تتقبل بعد كيفية التفريط في العكايشي والمحافظة على البرازيلي الذي بات بمثابة الحمل الوديع على الدفاعات المنافسة.شيخ المدربين التونسيين لم يع كذلك أن الفاعلية الهجومية لا تكون ضرورة بتكديس اللاعبين في الخط الأمامي وإنما بتواجد حد أدنى من التوازن والتناغم بين الخطوط الثلاثة وهو ما غاب عن تشكيلة النجم في مواجهة مازمبي. أخطاء تكتيكية كثيرة قلصت من فاعلية بطل الموسم الماضي وجعلته يواجه مصاعب كبيرة أمام فريق منظم للغاية أجاد استغلال هفوات منافسه وكان قريبا من تحقيق فوز كبير لولا سذاجة مهاجميه والتألق الكبير للحارس أيمن البلبولي. إضافة منعدمة إضافة إلى سوء اختيار التشكيلة الأساسية والفشل في دراسة المنافس،لم يوفق فوزي البنزرتي في التغييرات التي قام بها فلا فاكون ولا غودس باور ولا الليبي سلتو وفقوا في تغيير الوجه الهجومي لفريق جوهرة الساحل وهو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام حول قيمة الإضافة التي يقدمها هذا الثلاثي الأجنبي والطريقة التي وصلوا بها إلى سوسة سيما وأن بعضهم قد نال فرصة أكثر من تلك التي نالها الشاب ياسين العمري وغيرهم من شباب النادي. ميركاتو النجم الصيفي لم يلب انتظارات الأحباء حيث لم يستفد الفريق بعد من الليبي سلتو الذي يبدو وأنه لاعب عادي وكذلك من زهير الذوادي الذي يحتاج مزيدا من الوقت لاستعادة فورمة العادة كما لن يستفيد الفريق من خدمات ستيفان ناطر الغير مؤهل من الناحية القانونية هذا دون الحديث عن تواضع أداء الجالية الأجنبية التي فقدت توهجها برحيل فرانك كوم وميخايلو. وهو ما يضع مسؤولي الفريق أمام حتمية الاستعداد المبكر للميركاتو الشتوي لتعزيز صفوف الفريق بمهاجم من المقام الاول ولا عب ارتكاز ثان يشد أزر محمد امين بن عمر الذي استنزفت طاقاته بين مباريات فريقه ومباريات المنتخب. التدارك ممكن صحيح أن نتيجة مباراة الذهاب لم تخدم مصلحة النجم الساحلي ولكن هذا لا يعني أنها قضت على أماله في بلوغ النهائي ومواصلة رحلة المحافظة على اللقب،فممثل كرة القدم التونسية يمتلك كل الإمكانيات للعودة بورقة التأهل من الكونغو بالذات شريطة الاستعداد الجيد والقراءة السليمة للمنافس الذي سيظهر حتما بوجه هجومي مما سيمكن زملاء لحمر من المساحات التي يحبذونها لإحداث الفارق. حظوظ التأهل وافرة وما على البنزرتي إلا الابتعاد عن الفلسفة العقيمة التي أفقدت فريق جوهرة الساحل لقب كأس تونس وكل الرجاء أن لا تفقده لقب كأس الاتحاد الإفريقي.