ملعب لوبومباتشي تشكيلتا الفريقين: تي بي مازمبي: قيبوهو – كيمواكي – كوليبالي – كاسيسولا – كاباسو – بوباي – سينكالا – أدجاي(سانقلوما) – أسالي(ميشاك) – بولنقي – تراوري(ليونداما). النجم الساحلي: المثلوثي – البدوي( أكوستا) – عبد الرزاق – بوغطاس – الجمل – كوم – بن عمر – لحمر(ميكايلو) – البريقي – المساكني – العكايشي(تاج). تحكيم: الملغاشي حمادة الموسى الاهداف: دانيال أدجاي (دق 20 ودق 45) (مازمبي) إيهاب المساكني ( دق 45 + 2) (النجم) الانذارات: فرانك كوم – زياد بوغطاس – عمار الجمل (النجم) كيمواكي – كاباسو (مازمبي) واصل نادي قوي مازمبي فرض سيطرته على خارطة الكرة الإفريقية، بعد أن تمكن عشية اليوم من التتويج بلقب السوبر الإفريقي للمرة الثالثة في تاريخه عقب تغلبه على النجم الساحلي بهدفين لهدف واحد، في مباراة متوسطة المستوى كان بإمكان ممثل كرة القدم التونسية الخروج منها بنتيجة أفضل ولكن غياب الانتعاشة البدنيّة وواقعية الخصم وتعوده على تلك الأجواء حرموا أبناء البنزرتي من التتويج، لتتواصل بذلك عقدة المدرب المخضرم مع الفريق الكونغولي. بداية متوازنة نهائي السوبر الإفريقي بين تي بي مازمبي الكونغولي حامل رابطة الأبطال الإفريقية والنجم الساحلي صاحب النسخة الأخيرة من مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي، جاءت بدايته هادئة ومتوازنة للغاية بين الفريقين في ظل الحسابات التكتيكية الكبيرة لمدرب أصحاب الأرض الفرنسي إيبار فيلود والمدرب التونسي فوزي البنزرتي، اللذين بحثا عن تقليل المساحات وغلق كل المنافذ المؤدية إلى شباكهما تفاديا لقبول أهداف مبكرة من شأنها لخبطة حساباتها التكتيكية، تفكير انعكس على جودة اللعب المقدمة وعلى عدد الفرص السانحة للتسجيل والتي غابت تقريبا في الثلث الأول من الفترة الأولى، حيث لم يختبر حارسا الفريقين بشكل كبير طوال هذه الفترة. ممثل كرة القدم التونسية ورغم أنه لم يظهر هجوميا بالشكل المطلوب فإنّ انتشار لاعبيه على أرضية الميدان كان مثاليا وهو ما صعب مهمة قوي مازمبي الذي وجد صعوبات كبيرة في الوصول إلى مرمى البلبولي. هفوة قاتلة وهدف أول للمحليين قلنا إن فرص التهديف الواضحة غابت في بداية المواجهة، ولكن أصحاب الأرض تمكنوا من افتتاح النتيجة في أول فرصة حقيقيّة أتيحت لهم مع مطلع الدقيقة 20 عبر المهاجم دانيال ادجي الذي استغل هفوة قاتلة من الدفاع وفي غياب المراقبة وبرأسية جميلة حول توزيعة زميله كاسيسولا الدقيقة إلى هدف السبق. أسبقية لم يكن رد أبناء فوزي البنزرتي قويا عليها رغم تغيير الرسم التكتيكي بالدفع بالمهاجم الثاني دياقو أكوستا مكان رامي البدوي المصاب، حيث اقتصرت محاولات النجم على بعض المناوشات عبر الكرات الثابتة التي كان حمزة لحمر وراءها ولكن دون تهديد حقيقي لمرمى الإيفواري قيبوهو. هدفان في دقيقتين أداء وسط ميدان النجم لم يكن في المستوى المطلوب حيث تأثر كثيرا بغياب فورمة العادة عن محمد أمين بن عمر الذي أضاع عديد الكرات استغلها المنافس لتهديد مرمى المثلوثي، ولئن مرت تسديدة مولنقي في الدقيقة 43 فوق العارضة، فإن دانيال أدجاي عاد في الدقيقة 45 لمضاعفة النتيجة بازدواجية جميلة إثر خطأ جديد من محور دفاع النجم الذي لم يحسن لاعبوه مراقبة تراوري الذي مهد لدانيال الذي لم يجد صعوبة في مباغتة المثلوثي. هدف كاد أن يقضي على أمال النجم في العودة في النتيجة لولا ردة فعل السريعة من إيهاب المساكني الذي نجح في تذليل الفارق في الدقيقة الثانية من الوقت البديل بعد ركنية أحسن تنفيذها حمزة لحمر وتسديدة رأسية من الجمل أرجعها كيمواكي أمام المساكني ليولجها شباك المنافس ويبقي على أمال فريقه في العودة في النتيجة. دون حلول في الفترة الثانية حاول النجم الساحلي الضغط على منافسه منذ البداية في محاولة لتعديل النتيجة، فتحرك حمزة لحمر وإيهاب المساكني والبرازيلي أكوستا وبدرجة أقل أحمد العكايشي ولكن دون إيجاد الحلول المؤدية إلى مرمى قيبوهو في ظل التكتل الدفاعي الكبير لتي بي مازمبي واعتماد ممثل كرة القدم التونسية على اللعب المباشر الذي سهل كثيرا مهمة دفاع ممثل الكرة الكونغولية. «قيبوهو» يرفض التعادل رغم السيطرة الميدانية للنجم الساحلي فإننا لم نسجل له فرصا واضحة للتسجيل باستثناء العملية الثلاثية الجميلة في الدقيقة 74 بين لحمر وأكوستا وبوغطاس الذي وجه تسديدة رأسية قوية تحت العارضة تمكن الحارس قيبوهو من تحويلها إلى ركنية بأعجوبة ويحرم ممثل كرة القدم التونسية من هدف التعادل الذي تواصل البحث عنه إلى الدقيقة السادسة من الوقت البديل ولكن دون جدوى لتنتهي المباراة على تتويج جديد لقوي مازمبي الذي واصل بسط سيطرته على القارة الإفريقية. العامل البدني سبب البلاء مباراة نهائي كأس السوبر الإفريقي لم تبلغ مستوى فنيا كبيرا ولم نشاهد خلالها عرضا كرويا جميلا يليق بقيمة الفريقين، وبدا الإرهاق واضحا على اللاعبين وخاصة على لاعبي النجم الذين افتقدوا إلى الحيوية البدنية المتعودين عليها والتي مكنتهم من كسب حواراتهم السابقة ولكنها خانتهم في لقاء الأمس حيث كان محمد أمين بن عمر وأحمد العكايشي وعلية البريقي وغازي عبد الرزاق خارج الخدمة وهو ما أحدث خللا واضحا على توازن الفريق الذي لم يجد القدرة على فرض أسلوب لعبه التقليدي والمبني أساسا على الضغط العالي والمباغتة عبر الهجمات المرتدة السريعة. إرهاق له ما يبرره حقيقة في ظل النسق الجنوني الذي يعيش فيه اللاعبون والذي تضاعف بالمشاركة الأخيرة في مسابقة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين. «الرأس عالي» صحيح أن النجم الساحلي خسر لقب السوبر الإفريقي، ولكن هذا لا يمكن أن ينقص بأي حال من الأحوال من انجازات واستحقاق أبناء فوزي البنزرتي الذين نجحوا في فرض ألوانهم محليا وقاريا والمطلوب هو طي الصفحة بسرعة مع استعاب الدروس منها والتي ستكون مفيدة لفريق جوهرة الساحل الذي سيدخل الشهر القادم مغامرة إفريقية جديدة من بوابة كأس رابطة الأبطال الإفريقية حيث يمتلك كل الأسلحة للتتويج بها. نجم المباراة لقب شرفي يمكن منحه مناصفة لصانع ألعاب النجم الساحلي إيهاب المساكني ومهاجم مازمبي الكونغولي دانيال أدجاي، حيث كان الأول أكثر العناصر نشاطا في تشكيلة فوزي البنزرتي وأكثرهم قدرة على حمل الخطر إلى مناطق المنافس والدليل تسجيله لهدف تذليل الفارق وصناعته لأكثر من محاولة تسجيل، فيما كان الثاني خصما ثقيل الظل على دفاع النجم الذي التاع منه في مناسبتين كانتا كفيلتين بحرمانه من اللقب الإفريقي. مردود الحكم رغم ارتكابه لبعض الهفوات التقديرية وتغافله أحيانا عن بعض التدخلات العنيفة، فإن صافرة الحكم الملغاشي حمادة الموسى لم تؤثر صراحة على نتيجة المباراة.