كشفت وزارة الفلاحة أمس عن نتائج التحليل المخبرية التي استهدفت نحو الثلاثين من الطيور المهاجرة بمحمية "اشكل" بولاية بنزرت بعد نفوقها مؤكدة ثبوت إصابتها بمرض انفلونزا الطيور دون تسجيل أي حالات إصابة في صفوف المداجن الصناعية والمنزلية. وفي اتصال بمدير عام المصالح البيطرية بالوزارة د مالك الزرلي أفاد أنه بحكم تفاقم الإصابات المسجلة منذ نهاية شهر أكتوبر بعديد البلدان الأوروبية والمجاورة في صفوف الطيور المهاجرة بهذا المرض وبرصد المعابر التي تسلكها هذه الطيور تم إطلاق جملة من التدابير للترصد ومتابعة الوضع خارجيا وتفعيل آليات اليقظة داخليا خاصة بالمناطق الرطبة التي تمثل موطن إقامة لحوالي 500ألف طائر مهاجر سنويا والتدخل بسرعة عند ظهور حالات نفوق مشتبه بها. وهو ما تم إثر تأكد وجود المرض لدى البعض من الطيور من صنف الغرة والبط يبلغ عددها الثلاثين طائرا تم الإشعار بنفوقها موفى الأسبوع الفارط، وقد انتهت تحاليل العينات الصادرة صباح أمس إلى إقرار وجود المرض. وقد أظهرت النتائج أن سلالة الفيروس من صنف «اتش5» وهو الأكثر شيوعا في البؤر المكتشفة في أوروبا وفي عدد من الدول المجاورة. ويعد حسب تقارير علمية أقل ضراوة في مستوى عدواه وتفشيه في صفوف الطيور. وبمجرد تسجيل هذه الحالات تم اتخاذ جملة من التدابير الوقائية الفورية بغلق محمية اشكل أمام العموم وتوجيه مراسلات ومناشير لتكثيف الإجراءات الحمائية والوقائية للمنشآت الصناعية والمنزلية لتربية الدواجن ودعوة المربين إلى اتخاذ التدابير اللازمة لغلق كل المنافذ التي قد تسمح بتسرب الطيور المهاجرة إلى هذه الفضاءات باستعمال الأسلاك. مع تفعيل إجراءات الأمن الحيوي لتأمين سلامة هذه المنشآت. وتم في هذا الصدد توجيه مناشير خاصة بالمربين وأخرى للمصالح البيطرية بمختلف الولايات. وأكد الزمرلي أنه لم تسجل إلى هذا التاريخ حالات إصابة بأنفلونزا الطيور في أي منشأة صناعية أو عائلية ولا حتى بمناطق رطبة أخرى. موضحا بأن الحالات المشبوهة لطيور مهاجرة التي تم التبليغ عنها بالمعمورة جاءت نتائج تحاليلها المخبرية سلبية تنفي وجود المرض. وأورد المتحدث بأنه منذ الإعلان عن اكتشاف بؤر إصابة بأنفلونزا الطيور بعدد من البلدان الآسياوية والأوروبية والعربية تم الاستنفار لمتابعة تطورات الوضع الوبائي وترصده وبحكم التجربة التي مرت بها تونس سنة2005في مكافحة المرض الذي اكتسح عديد البلدان حينها وإقرار خطة عمل للمكافحة والتوقي تعززت قدرات التعاطي مع هذا الصنف الفيروسي وتوفرت على الصعيدالوطني أرضية تدخل تتوفر فيها أسباب النجاعة المطلوبة وهو ما سمح حينها بالسيطرة على الوضع داخليا رغم حالة التوجس غير المبررة التي انتابت المستهلكين والتي دفع فاتورتها مربي الدواجن رغم التطمينات الصادرة وقتها حول سلامة الدواجن المحلية. وبتوفر هذه الخطة أو المنظومة الوطنية المتكاملة للترصد والمتابعة والتوقي التي يقع تحيينها دوريا حسب متطلبات الوضع أعرب مصدرنا عن الأمل والثقة في حسن التصرف في الوضع الراهن، مثمنا دور الجمعيات المهتمة بالطيور في المساعدة على المراقبة والترصد والإشعار بكل الحالات المشبوهة التي يقع معاينتها. الوزارة تطمئن... أعلنت وزارة الفلاحة في بلاغ لها أمس أنه في نطاق المراقبة الصحية المستمرة للمناطق الرطبة المؤمنة من طرف أعوان الغابات والمصالح البيطرية بولاية بنزرت تمت ملاحظة حالات نفوق غير عادية لدى بعض أنواع الطيور المائية المهاجرة في منطقة الطارف من معتمدية الغزالة على مستوى ملتقى وادي سجنان مع بحيرة إشكل. تم على إثرها أخذ عينات وتحليلها. هذا وقد أفضت التحاليل المخبرية عن تشخيص حالة من مرض أنفلونزا الطيور لدى الطيور المهاجرة. وتعلم وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري أنه لم يقع تسجيل أية حالة للمرض عند الدواجن الصناعية والعائلية في البلاد التونسية وفي المناطق الرطبة الأخرى، وقد تم اتخاذ الإجراءات التالية لمنع تسرب المرض: غلق محمية إشكل للعموم وإعلانها منطقة حجر صحي. تكثيف المراقبة الصحية المستمرة لمنشآت الدواجن الصناعية، العائلية والمناطق الرطبة. وتذكر وزارة الفلاحة جميع المربين بضرورة احترام قواعد الأمن الحيوي(Biosécurité)في منشآت تربية الدواجن وذلك ب: حماية منشآت تربية الدواجن من دخول الحيوانات الأليفة والطيور المهاجرة. بغلق الأبواب ووضع شبكات حديدية بالنوافذ والمناور. توفير مغسل أحذية متعهد يوميا ويحتوي على مطهر مصادق عليه. تركيز حوض لتطهير عجلات العربات المخصصة لنقل العلف أو البيض أو الفراخ على مستوى مدخل المنشأة مع الحرص على استعمال المطهرات الفعالة أو توفير آلة رش لتعقيم عجلات العربات قبل دخول المنشأة. حذف أو تغطية نقاط تراكم المياه المحاذية للمداجن (أحواض، براميل...) مراقبة كل المدخلات (les intrants de lélevage)المتعلقة بالمنشأة كأكياس العلف وأدوات تربية مع الحرص على تطهيرها قبل إدخالها إلى منشأة التربية. عدم إدخال إلى منشآت التربية طيور ذات مصدر مجهول. الحرص قدر الإمكان على جعل الدجاج العائلي بأماكن محمية من الطيور البرية مع حماية المشارب وأواني توزيع العلف من الطيور البرية. وتدعو الوزارة إلى الإعلام الفوري للمصالح البيطرية بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية في حالة ملاحظة نفوق غير عادي عند الطيور البرية والدواجن. المرصد على الخط بالاتصال بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة للتعرف على أوجه الاحتياطات التي تتخذها وزارة الصحة على ضوء التقارير الإعلامية الصادرة عن عدد من الدول التي سجلت بها بؤر إصابة بأنفلونزا الطيور وقبل حتى إعلان الفلاحة ظهور المرض بمحمية اشكل شددت الدكتورة سهى بوقطف كاهية مدير اليقظة الوبائية بالمرصد على حالة التأهب واليقظة التي تتبعها مختلف الهياكل البيطرية والصحية ذات العلاقة. مؤكدة تواصل اجتماعات اللجنة الوطنية الموسعة للمراقبة والوقاية. معلنة عدم تسجيل أي حالة إصابة بشرية وعدم ملاحظة حالات نفوق غير عادية في صفوف الدواجن إلى حد الآن. ونبهت إلى ضرورة توخي الحذر واليقظة وتفعيل إجراءات وتدابير الوقاية المقرة بتكثيف المراقبة بالنقاط الحدودية وتعزيز آليات التصدي لتهريب الدجاج او الفراخ. ومنع الذبح العشوائي للدواجن ودعت المواطنين إلى اقتنائه من النقاط المرخص فيها وهي إجراءات منظمة وموجودة يتعين فرض احترامها من الجميع بما يساعد على دعم الوقاية. جريدة الصباح بتاريخ 02 ديسمبر 2016