أعلنت رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين اليوم خلال ندوة صحفية أن الهيئة ستستمع غدا الجمعة 16 ديسمبر وبعد غد السبت 17 ديسمبر على الساعة التاسعة مساء الى بعض ضحايا الإنتهاكات الجسيمة التي حصلت في الماضي مشيرة أنه سيتم الإستماع خلال الجلستين العلنيتين الى 10 حالات تتعلق بالتعذيب وأحداث الخبز ومراقبة ادارية انتهت بالإنتحار وحالات تتعلق بالمحاكمة غير العادلة وحالات أخرى لضحايا سقطوا تحت الرصاص اثناء الثورة وحالة أخيرة تتعلق بالفساد المالي. وقالت بن سدرين أن هذه الحالات التي سيتم الإستماع اليها تختلف عن الحالات التي تم الإستماع اليها في جلسات الإستماع العلنية السابقة. وفي ردها على بعض التساؤلات المتعلقة بعدم تمرير أحداث الرش بسليانة وباب سويقة واحداث 1962 بالجلسات العلنية قالت بن سدرين أن ملفات تلك الأحداث لا تزال تحت البحث والتقصي كما أن التحقيق فيها مازال جاريا . وحول مدى أحقية الهيئة في طرح أسئلة على الضحايا أثناء جلسات الإستماع قالت بن سدرين أن هيئة الحقيقة والكرامة لديها صبغة هيئة قضائية لذلك توجه في بعض الأحيان أسئلة الى الضحايا خاصة الذين تعتريهم أثناء آداء شهادتهم حالات ارتباك أو خروج عن مضمون الشهادة. وفيما يتعلق بعدم جمع هيئة الحقيقة والكرامة "الجلاد المفترض" والضحية معا خلال جلسات الإستماع مثلما عملت به بعض الدول على غرار جنوب افريقيا قالت بن سدرين أن النموذج التونسي يختلف عن النماذج الأخرى وهو أنه في تونس هنالك ضحايا استمعت اليهم الهيئة في جلسات سرية حتى يتسنى لهم أخذ وقت أكثر لسرد الإنتهاكات التي تعرضوا اليها في الماضي وهناك البعض الآخر من الضحايا تم سماعهم في جلسات علنية اختصرت فيها شهادتهم وتم التركيز فيها على أهم الإنتهاكات التي تعرضوا لها. وقالت بن سدرين أن هيئة الحقيقة والكرامة لم تجمع الضحية و"الجلاد المفترض" معا لأن بعض التجارب الأخرى أثبتت أن جمعهما ليس في صالحهما وقد حصلت في بعض البلدان أن سامح أحد الضحايا "جلاده المفترض" فيما رفضت ضحية أخرى مسامحة نفس "الجلاد" والتحق به بعد انتهاء جلسة الإستماع وقتله. وكشفت سهام بن سدرين بان هناك ملفات جاهزة تتعلق بضحايا انتهاكات من النقابيين وقد قامت الهيئة باتفاقية مع الإتحاد العام التونسي للشغل مضيفة أن الإتحاد كان وجه طلب للهيئة وهي بصدد دراسته مشيرة أنه ستكون هناك جلسة استماع علنية مخصصة لسماع ضحايا الإنتهاكات من النقابيين وسيتم الإعلان عن ذلك وفق تصريحها في بلاغ ستصدره الهيئة أو في ندوة صحفية. وقالت أن الهيئة وجهت دعوات للرئاسات الثلاث وبعض الوزرات ولم تتلق الى الآن تأكيد حضور تلك الأطراف المدعوة من عدمه. وأشارت بن سدرين أن هيئة الحقيقة والكرامة كانت استمعت الى بعض المنتسبة اليهم القيام بانتهاكات في حق ضحايا "جلادون" وهناك منهم من اعترف وهناك من أنكر مشيرة أن الهيئة لن تكشف عن عددهم أو أسمائهم الآن. وفي سياق آخر أكدت بن سدرين أن أعضاء الهيئة كانوا صرحوا بممتلكاتهم لدى دائرة المحاسبات ومستعدون للتصريح بها مجددا وذلك في ردها على بعض الإشاعات منها التي تعلقت بشرائها منزلا تقدر قيمته ب400 الف دينار. من جهته قال صلاح الدين راشد عضو بهيئة الحقيقة والكرامة أن أحداث باب سويقة لم يتقدم فيها البحث بما يكفي كي يتم تقديمها الى الرأي العام مشيرا أن هناك نسبة كبيرة من الضحايا النساء سيتم الإستماع اليهم في جلسات الإستماع العلنية. وفيما يتعلق بتحديد الهيئة للمدة الزمنية لسماع كل ضحية قال أنه لم يتم تحديد مدة زمنية معينة لأن مدة كل شهادة لضحية من الضحايا تختلف من ضحية الى أخرى حسب موضوع الشهادة. وقال علي غراب العضو بهيئة الحقيقة والكرامة أن جلسات استماع الضحايا فيها رد اعتبار لهم ووضع الجلاد مع الضحية ليس فيه رد اعتبار لهم بل تذكير له بالإنتهاكات التي حصلت له من قبل ذلك "الجلاد" مشيرا أن الجلادين سيتم الإستماع اليهم أيضا ولكن الأولوية للضحايا. وتطرق عادل معيزي عضو بهيئة الحقيقة والكرامة للحديث حول ميثاق جلسات الإستماع الذي يتضمن التزامات الصحفيين الصمت التام خلال سير الجلسة وعدم استعمال أي وسيلة تقنية داخل قاعة الجلسات . وتجدر الإشارة أن العدد الجملي للملفات المودعة بهيئة الحقيقة والكرامة بلغ 62.341 ملف بينها 1515 ملفا أودع عبر موقع الواب و14601 ملف تخص النساء الضحايا وما لا يقل عن 30 جهة ضحية. ويقدر العدد الجملي لجلسات الإستماع ب 15896 جلسة منها 10029 جلسة استماع بالمقر المركزي منها 4965 جلسة استماع بالمكاتب الجهوية للهيئة منها 902 جلسة استماع متنقلة.