سنة ترحل وأخرى تأتي، واحدة أبت أن ترحل دون أن تأخذ معها أرواح الأبرياء الذين طالتهم أيادي الإرهاب أو قتلوا بطريقة فظيعة وعلى الرغم من أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن معدل الجريمة انخفض في بلادنا سنة 2016 ولكن هذه السنة شهدت أحداثا حفرت في الذاكرة، هجمات إرهابية جرائم قتل محاكمات وآخر العمليات اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري واستهدافه من قبل الموساد... ورغم تعدد المآسي فإن السنة المنقضية شكلت منعرجا في مكافحة ظاهرة الإرهاب حيث حققت قوات الأمن الداخلي والجيش الوطني نجاحات غير مسبوقة في الكشف عن الخلايا الإرهابية والإطاحة بقيادات وعناصر "داعشية" والقضاء على أخرى. "الموساد" على أرضنا أثارت عملية اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري جدلا في تونس وخارجها لاسيما حركة حماس وأسفرت العملية عن إيقاف ثلاثة مشتبه بهم من بينهم فتاة وإبقاء سبعة آخرين بحالة سراح وإصدار بطاقتي جلب دولية في حق متهمين آخرين فارين أحدهما يحمل الجنسية البلجيكية وقد تم اغتيال الزواري بإطلاق النار عليه من مسافة قصيرة بمسدسين كاتمين للصوت أمام منزله واتجهت أصابع الاتهام نحو جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» ويرجح أن اغتياله كان بسبب مشروعه الجديد المتمثل في الغواصات البحرية التي شكلت قلقا بالنسبة لإسرائيل. هجوم بن قردان تعد عملية بن قردان الإرهابية ومحاولة احتلال هذه المدينة وتحويلها إلى إمارة إسلامية من أبرز العمليات الإرهابية التي شهدتها بلادنا يوم 7 مارس 2016 عندما أقدمت مجموعات مسلحة على الهجوم على المدينة محاولة السيطرة عليها فتصدت إليها قوات من الجيش والحرس والأمن وتعد سنة 2016 السنة الأقل من حيث الهجمات الإرهابية والسنة الحافلة بالنجاحات الأمنية وتفكيك الخلايا النائمة وربما ذلك ما أحبط مخططات الإرهابيين في ضرب أمن البلاد. وقد مثلت عملية بن قردان الإرهابية ضربة قاسمة للمجموعات الإرهابية لاسيما وأنه تم القضاء على عدد من الرؤوس المدبرة للعملية بالإضافة إلى اعتقال العناصر الأخطر. وأسفرت الحصيلة النهائية عن القضاء على 36 إرهابيا وأسر 7 آخرين، والأبرز أن القبض على عدد منهم سيكون مهما، أما بالنسبة للقوات الأمنية والعسكرية فقد سقط 12 شهيدا منهم عنصر من الجيش وعنصر من الديوانة و10 في صفوف قوات الأمن الداخلي منهم 3 من الشرطة و7 من الحرس الوطني، أحدهم تم اغتياله في منزله، مقابل استشهاد 7 مدنيين. وبلغ عدد الجرحى 14 جريحا في صفوف الجيش والأمن مقابل 3 جرحى في صفوف المدنيين. شهداء عملية بن قردان.. انتهت عملية بن قردان باستشهاد كل من : -محمد السياري -حسين المنصوري -عبد الجواد الشافعي -لسعد الجريء -عبد الكريم الجريء -علي القديري -محمود التايب -عبد العاطي عبد الكبير -محمود التايب ( حارس بمعتمدية بن قردان ) -سارة الموثق ( تبلغ من العمر 16 عاما). استشهاد 3 جنود.. خلال شهر أوت 2016 تعرضت دورية عسكرية لهجوم إرهابي بجبل سمامة مما أسفر عن استشهاد 3 عسكريين. * أهم العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها عرفت سنة 2016 تساقط عناصر إرهابية خطيرة كأوراق الخريف وقد تم القضاء على بعضها داخل التراب التونسي في حين تم القضاء على البعض الآخر خارج الأراضي التونسية ومن بين العناصر الإرهابية الخطيرة مفتاح مانيطة حسن بوصبيع والصحبي الميلي ومحمد ضيف الله وعادل الغندري. أبو بكر الحكيم مقتل الإرهابي أبو بكر الحكيم منفذ عملية اغتيال عضو المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي ظل مبهما حيث أكدت بعض المواقع مقتله في حين نفت مواقع أخرى الخبر وقد أعلن موقع «الرقة تذبح بصمت» أن الإرهابي التونسي فرنسي الجنسية أبو بكر الحكيم قد توفي يوم 26 نوفمبر الماضي في غارة للتحالف الدولي على مدينة الرقة. أبو بكر الحكيم المعروف ب»أبو المقاتل التونسي» لقي مصرعه قرب ملعب المدينة بعد أن تم رصده وكان الحكيم أعلن في شريط مصور مسؤوليته الشخصية ومسؤولية التنظيم في اغتيال الشهيد محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013 بعد أن غادر تونس إلى سوريا كما كان الحكيم مسؤولا عن حادثة متحف باردو وكان قاتل إلى جانب قيادي القاعدة أبو مصعب الزرقاوي في الفلوجة قبل أن يبايع تنظيم «داعش» الإرهابي. نور الدين شوشان يوم 19 فيفري 2016 تم الإعلان عن مقتل الإرهابي التونسي نور الدين شوشان في غارة جوية استهدفت منزلين بصبراطة الليبية. وكان شوشان بدأ حياته كملاكم ثمّ سافر إلى إيطاليا وعاد إلى تونس، وانضم إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور سنة 2013. وقد قام نور الدين شوشان بإصابة عنصر من الحرس الوطني بسلاح «كلاشنكوف» خلال تبادل لإطلاق النار في منطقة الذراع بسيدي بوزيد. أنيس العامري الإرهابي أنيس العامري منفذ عملية برلين تم القضاء عليه يوم 23 ديسمبر 2016 خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الايطالية وكانت دورية عادية أوقفت أنيس العمري البالغ من العمر 24 عاما قرب محطة «سيستو سان جيوفاني» للسكك الحديدية وأطلق العامري النار فأصاب شرطيا قبل أن يُقتل بالرصاص. ومن بين الإرهابيين المصنفين عناصر خطيرة الإرهابي ناجي القماطي المكنى «أبو سراقة التونسي» والذي تم القضاء عليه خلال شهر اكتوبر 2016 في الجزائر. «قناص داعش» تم القضاء خلال شهر فيفري 2016 على إرهابي «تونسي» يعتبر من ابرز قناصة تنظيم «داعش» حيث نجحت قوة خاصة من الحشد الشعبي توغلت إلى عمق سفوح جبال مكحول شمالي صلاح الدين في قتل المدعو (أبو احمد السوسي) تونسي الجنسية والذي يعد من ابرز قناصي تنظيم داعش الإرهابي. «أبو لبابة التونسي» تم القضاء خلال شهر أكتوبر الفارط في الموصل القضاء على الإرهابي التونسي المعروف بكنية «أبو لبابة التّونسي» وهو قيادّي داعشي معروف في المنطقة وكانت له عّدة مهام خطيرة في التّنظيم . عودة معز الفزاني سلّمت السلطات السودانية خلال شهر ديسمبر 2016 «معز الفزاني» المورط في قضايا إرهابية، وذلك بناء على بطاقات الجلب الوطنية والدولية ومناشير التفتيش الصادرة في حقه والفزاني مورط في عدة عمليات إرهابية على غرار التخطيط لعملية متحف باردو الإرهابية ومحاولة تفجير روضة الحبيب بورقيبة. * حوالي 70 حكما بالإعدام.. وعودة 800 إرهابي إلى تونس أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس خلال سنة 62 حكاما بالإعدام خلال سنة 2016 في حق إرهابيين فارين من بينهم «أبو عياض» زعيم تنظيم «أنصار الشريعة المحظور. 3 إعدامات في قضية الشرعبي خلال شهر ماي 2016 قضت الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس بإقرار الحكم الابتدائي القاضي بإعدام قتلة عون الأمن محمد علي الشرعبي وكانت الأحكام كالتالي المتهم الأول: الإعدام و10 سنوات سجنا المتهم الثاني: الإعدام و22 سنة سجنا المتهم الثالث: الإعدام و20 سنة سجنا وللإشارة فإن المتهمين كانوا قد اعترضوا عون الأمن محمد علي الشرعبي بتاريخ 3 جانفي 2015 قرب مدينة الفحص من ولاية زغوان وهو عائد من عمله بتونس العاصمة واعتدوا عليه بآلات حادة ثم نكلوا بجثته بعد أن ذبحوه. المؤبد خلال شهر ديسمبر 2016 أصدرت الدائرة الجنائية حكمها بالسجن مدى الحياة في حق كل من «أبو عياض» وأبو بكر الحكيم فيما عرفت بقضية الجناح الأمني السري ل»أنصار الشريعة». عودة مئات الإرهابيين في تصريح أدلى به مؤخرا وزير الداخلية قال إن الوزارة على علم بأن 800 إرهابي عادوا من بؤر التوتر إلى تونس مشيرا إلى إمكانية وجود عدد آخر لا تتوفر بخصوصهم أية معلومات. إعداد : مفيدة القيزاني جريدة الصباح بتاريخ 31 ديسمبر 2016