يتابع جمهور الفن السابع بقاعات السينما، بداية من يوم غد الاربعاء 25 جانفي، الفيلم الروائي الطويل "غدوة حي" للمخرج لطفي عاشور. ويعدّ هذا الشريط العمل سينمائي الطويل الأول في رصيد المخرج لطفي عاشور، إذ ينقل خلاله المخرج لمدة 85 دقيقة، صورة تونس المتأرجحة بين الأمل والخيبة من الثورة. ويشارك في هذا الفيلم كلّ من أنيسة داود ودارية عاشور وأشرف بن يوسف إلى جانب حضور كل من لطيفة القفصي وعيسى حراث وغازي الزغباني ومحمد الداهش. ويعود الحوار والاختيارات المشهدية والكاستينغ، في هذا العمل للمخرج، حيث أنتجها من خياله الذاتي، معللا توجهه في هذا الانتقاء بميله إلى الحميمية في تركيب المسار الدرامي والتفاعل التصاعدي بين الشخصيات. واعتمادا على هذه الرؤية حاول لطفي عاشور نقل عينة من الحالة المجتمعية التي عاشها التونسيون في لهيب «ثورة 14 جانفي» وتداعياتها فيما بعد. ويعالج الشريط العديد من القضايا المتصلة بالمواطن التونسي، كعلاقته بالأمن، والتشكيك في استقلالية القضاء، ودور الإعلام في كشف الحقائق، ومستقبل الشباب بعد الثورة، وتهميش الجهات، وتفشي التجارة الموازية، وغيرها من الإشكالات التي تخيم على مناخ البلاد الحالي. وابتعد في المقابل، عن الخوض في المسائل السياسية البحتة، مفضلا التركيز على مصير الشباب، والخطوة التي يعيشها المجتمع بمختلف أطيافه نحو المجهول، بعد تحرك شعبي تلقائي وتاريخي وضع حدا للعهد الدكتاتوري، إلا أنه لم يرس إلى اليوم على استقرار مجتمعي واقتصادي واضح المعالم. تجدر الإشارة إلى أن لطفي عاشور كاتب ومخرج ومنتج سينمائي ومسرحي، أخرج أربعة أفلام قصيرة حصدت جوائز في عدد من المهرجانات الدولية منها فيلم «أب» وشريط «بو لولاد» الذي يتنافس على جائزة السيزار لسنة 2017، وفيلم «علوش» الذي ترشح للمسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي لدورة 2016، والمتنافس أيضا على جائزة الأوسكار لسنة 2017