تعرف ضيعات القوارص بالوطن القبلي وخاصة بمعتمدية منزل بوزلفة انتشارا واسعا لمرض "التدهور السريع" الذي يعد من أخطر الأمراض الفيروسية لغراسات القوارص المتسببة في خسارة أشجار القوارص. وقد ولد انتشار مرض "التدهور السريع" حالة فزع لدى العديد من الفلاحين في الوطن القبلي، وفي هذا السياق، تحدّثت "الصباح نيوز" مع مدير عام حماية ومراقبة جودة المنتوجات الفلاحية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري طارق شيبوب، حول الأسباب وعوارض المرض والإجراءات المتخذة من قبل الوزارة. وقال شيبوب ان هذا الفيروس يصنف ضمن قائمة "آفات الحجر الزراعي" حيث يتنقل سواء عن طريق التطعيم أو حشرات المن الناقلة (الزيلي)، ويكون ملحوظا على مستوى الشجرة. كما قال ان هذا المرض تم استكشافه في التسعينات على 120 شجرة متواجدة بمستغلات وبعض المنابت وتم القضاء عليه إلا أنه وفي 2012 سجل تذمّر عدد من المواطنين إثر ظهور أعراض غير مألوفة بمزارعهم، وبقيام الوحدات المعنية بعملية الاستكشاف والتحاليل اللازمة ثبتت إصابة 825 شجرة حيث تم إثرها استئصال 454 شجرة، مرجعا أسباب انتشار المرض خلال تلك الفترة ل"التسيب" الذي عرفته البلاد بعد الثورة وهو ما يطرح حسب قوله، فرضية إدخال مشاتل قوارص "مصابة". خطة وطنية لمكافحة مرض التدهور السريع وأشار شيبوب إلى أنه وبعد استكشاف المرض تم اتخاذ إجراءات للحيلولة دون مزيد انتشار المرض في ضيعات القوارض والذي من شأنه تهديد الإنتاج الذي بلغ هذه السنة أقصاه منذ سنوات بحوالي 560 ألف طن، مضيفا أن وزارة الفلاحة وضعت خطة وطنية استراتيجية لسنوات 2014-2018 لمكافحة مرض التدهور السريع. وتهدف هذه الخطة إلى استئصال المرض والحدّ من انتشاره في المناطق التي بها "بؤر مرض" ومنع دخول المرض للمناطق السليمة، وذلك عبر القيام بعمليات استكشاف وإجراء التحاليل اللازمة وتقليع الأشجار المصابة وتعويضها بأصول متحملة للمرض بالإضافة إلى القيام بعمليات تحسيس وارشاد وتكوين ومراقبة ومداواة حشرات المن (الزيلي) عبر تركيز مصائد لمراقبة تطورها وتواجدها وكذلك دعم المداواة بنسبة 50 بالمائة من كلفة المبيد. علما وأن كلفة الخطة الوطنية المندمجة لمكافحة مرض التدهور السريع للقوارص والممتدة بين سنوات 2014 و2018 تقدر بحوالي 6.4 مليون دينار موزعة على النحو التالي: 2014 2015 2016 2017 2018 الجملة كلفة الخطة الوطنية المندمجة لمكافحة مرض التدهور السريع للقوارص 730 ألف دينار 1786 ألف دينار 1364 ألف دينار 1327 ألف دينار 1152 ألف دينار 6359 ألف دينار 14 % من الأشجار المستكشفة مصابة وبخصوص نتائج المعاينات الميدانية لسنة 2016 والتي شملت مناطق بالوطن القبلي وكذلك جهة مرناق التابعة لولاية بن عروس، قال طارق شيبوب ان 14 بالمائة من الأشجار المستكشفة ثبتت إصابتها بمرض التدهور السريع للقوارص، مشيرا إلى أن عدد الأشجار المصابة بالمرض 5700 من مجموع 41300 شجرة موجودة بالطن القبلي، حيث تم اقتلاع 1400 شجرة مصابة فقط إلى غاية اليوم. وأضاف شيبوب ان الأشجار المصابة خلال 2016 حسب العينات التي تم أخذها من أشجار ومجموعها 16904 في 5 جهات أثبتت وجود إصابات على النحو التالي: منزل بوزلفة بني خلاد سليمان تاكلسة مرناق المجموع عدد الاشجار المصابة 1209 773 335 19 0 2336 تأثير المرض على إنتاج القوارص وفي ما يهمّ تأثير المرض على إنتاج القوارص، اكّد مدير عام حماية ومراقبة جودة المنتوجات الفلاحية بوزارة الفلاحة ل"الصباح نيوز" أنّ التأثير لن يكون واضحا على اعتبار أن هنالك توسعات في إنتاج القوارص رغم وجود نقائص منها قلة المياه وملوحتها في بعض الجهات من ذلك جهة الوطن القبلي. الإجراءات المتخذة وعن الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الفلاحة للحيلولة دون مزيد انتشار هذا المرض، قال انه وبعد ثبوت وجود المرض تم اتخاذ الإجراءات اللازمة القانونية منها والميدانية في إطار الخطة الوطنية الاستراتيجية تم استكشاف "بؤر المرض" والعمل على القضاء على الأشجار المريضة، مشيرا إلى أن أغلب الفلاحين يرفضون اقتلاع الأشجار بتعلة انّ التعويض الذي تقدمه وزارة الفلاحة لاقتلاع الأشجار لا يفي بالغرض ولا يمثل أيّ شيء أمام الخسارة التي سيتكبدونها بسبب خسارة عدد من الأشجار، بالإضافة إلى تمسكهم بالحفاظ على الأشجار المغروسة في ضيعاتهم الفلاحية. وللإشارة، فإنّ قيمة التعويض عن كل شجرة مصابة يتم اقتلاعها يقدّر ب15 دينار على أن لا تتجاوز الكلفة الجملية 2 ألف دينار عن الهكتار الواحد، مع منحة تقدّر ب3 دنانير على كلّ شجرة جديدة يتم غراستها مكان الشجرة المصابة. كما تحدّث طارق شيبوب عن بقية الاجراءات المتخذة ومنها مراقبة وإخضاع المشاتل للتحاليل المخبرية قبل عملية الترويج والتخلي التدريجي عن حامل الطعوم التقليدي الأرنج واستعمال حاملات الطعوم المتحملة للمرض مع تكثيف إنتاج الشتلات الأساسية وتركيز حقول تجارب للأصول الجديدة وكذلك حقول انتاج البذور الأصول الجديدة ووضعها على ذمة المزارعين بالكمية المطلوبة ، إضافة إلى القيام بحملات إرشادية عن طريق الخلايا الترابية للارشاد الفلاحي بهدف تحسيس أصحاب المنابت والفلاحين للتزود بمواد الاكثار لدى حقول الطعوم وعدم استعمال الطعوم من بساتين الانتاج غير الفلاحية. رسالة للفلاحين وفي ختام حديثه مع "الصباح نيوز"، وجّه طارق شيبوب رسالة للفلاحين مفادها ضرورة العناية باشجار القوارص ومكافحة الحشرات الناقلة والاتصال بخلايا الارشاد الترابي للتبليغ عن كل حالة مشكوك بشأنها وكذلك التسريع في اقتلاع الأشجار المصابة والتزود بشتلات سليمة ومصادق عليها من قبل وزارة الفلاحة وتجنّب التوجه للمنابت العشوائية.