التلوث يحتل المرتبة الخامسة في أسباب الوفيات في العالم الحركة اللاإرادية التي جبل الإنسان على القيام بها في كل لحظة من لحظات حياته من أجل إدخال الأكسجين إلى رئتيه، قد تكون سببا في وفاته بدل أن تكون المصدر الأول والأساسي للحياة. لم يعد الهواء آمنا بل تحول تلوث الهواء إلى السبب الخامس عالميا من أسباب الوفيات في كامل أنحاء العالم. ويأتي بعد أمراض ضغط الدم الذي يحتل المرتبة الأولى وارتفاع معدلات الكلسترول في الدم وغيرها. بل إن التقارير الدولية تخبرنا بأن 90 % من الهواء في العالم ملوث. جزئيات ملوثة للهواء في تونس أحد هذه التقارير هو تقييم لوضع التلوث الهوائي الذي اطلعت عليه الصباح الأسبوعي - يصدر لأول مرة هذه السنة تحت عنوان وضع الهواء في العالم 2017 State of Global Air . وقد جاء ليشير إلى أن بلدان العالم مهددة وظاهرة تلوث الهواء يمكن أن تتفاقم وربما تتحول إلى القاتل الأول في العالم. تونس لم تسلم من ذلك فالهواء في بلادنا ليس نقيا. فبحسب التقرير تسجل منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط أعلى معدلات تركز الجزئيات الملوثة في الهواء بمقارنة بعدد السكان. لذا نجد أن تونس تظهر على الخريطة باللون الأحمر لأنها ضمن البلدان التي تسجل أعلى معدلات وجود الجزئيات الملوثة في الهواء بمعايير جودة الهواء التي حددتها منظمة الصحة العالمية. وتلوّث الهواء مسؤول في تونس عن مقتل 4500 شخص في 2015 وذلك نتيجة التعرض له لفترات ممتدة. ويقدم موقع ستايت أوف غلوبال اير الذي نشر من خلاله التقرير معطيات حول تطور عدد الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء في تونس منذ 1990 والتي كانت 3600 حالة وفاة في 2010 و2600 حالة في 1990. ولكن بمقارنته ببلدان أخرى فإن تونس تنتمي إلى البلدان التي تسجل أقل معدلات الوفاة المرتبطة بتلوث الهواء. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ككل فإن مصر تسجل حالات الوفاة الأكبر والتي تصل في 2015 إلى أكثر من 60 ألف حالة وفاة نتيجة التعرض للهواء الملوث. في حين تسجل قطر عدد الوفيات الأقل الذي وصل إلى 200 حالة وفاة في 2015. ويقارن المؤشر بين نوعية الهواء والكثافة السكانية لمعرفة ما إذا كانت البلدان المدروسة تسجل معدلات مترفعة من تلوث الهواء أم لا. ويقدر أيضا انطلاقا من جملة من المؤشرات والتقارير المدعمة حجم حالات الوفاة والتعرض لأمراض معينة انطلاقا من ربطها بمدة التعرض إلى الهواء الملوث. وعالميا أدى هذا النوع من التلوث إلى مقتل 4.2 مليون شخص في العالم وإلى خسارة 103 مليون عام من الحياة الصحية وتسجل الصين والهند مجتمعين 52% من الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء. ويعرف التقرير تلوث الهواء على أنه عبارة عن مزيج معقد من الغازات والجزئيات والتي تختلف مكوناتها ومصادرها حسب المكان وحسب الزمان. أمراض التنفس والقلب وحتى السكري التعرض المستمر للهواء الملوث يمكن أن يؤدي للإصابة إلى أمراض مختلفة من بينها أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والسرطان.. كما أن تلوث الهواء يقلص من أمل الحياة عند الولاية ويتسبب في أمراض أخرى ربما لا يتم ربطها بنوعية الهواء على مرض السكري حسب ما جاء في التقرير. تلوث الهواء وثقب الأوزون ليسا مجرد دروس علينا حفظها وترديدها في مادة الايقاظ العلمي في المرحلة الابتدائية، بقدر ما باتت حقيقة يواجهها العالم كله، في وقت يحذر العلماء من أن ظاهرة تلوث الهواء يمكن أن تحصد أعدادا أكبر من المواطنين حول العالم. أروى الكعلي جريدة الصباح الاسبوعي بتاريخ 20 فيفري 2017