تمر اليوم سنتان عن حادثة باردو الإرهابية والتي جدت يوم 18 مارس 2015 وسقط خلالها 21 سائحا اجنبيا من جنسيات مختلفة كما توفي عون أمن خلال تلك العملية الإرهابية يدعى أيمن مرجان. وتجدر الإشارة أن ملف حادثة باردو الإرهابية من أنظار محكمة التعقيب بتونس. علما وأن الملف شمل 83 متهما بينهم نساء و22 موقوفا و59متهما بحالة سراح أما المتهمين رقم 82و83 وهما ياسين العبيدي وجابر الخشناوي منفذي عملية باردو فقد توفيا. وتتعلق التهمة الموجهة الى بعض المتهمين بارتكاب جرائم القتل العمد مع سابقيّة القصد ومحاولة القتل العمد مع سابقيّة القصد وارتكاب المؤامرة الواقعة لإرتكاب أحد الإعتداءات ضد أمن الدّولة الدّاخلي ومحاولة إرتكاب الإعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي ومحاولة حرق وهدم بمادة انفجارية أبنية من أملاك الدولة وحجز شخص دون اذن قانوني في اطار عملية باستعمال السلاح وبواسطة عدة اشخاص .... وقد ثبت من خلال الإختبارات الفنية والشرائح الهاتفية التي استعملها أحد منفذي عملية باردو جابر الخشناوي انه أقام بنزل "الجزيرة" بالعاصمة خلال الفترة الممتدة من 13 مارس الى صبيحة يوم العملية الموافق ل 18 مارس 2015، وتبين أن جابر الخشناوي استعمل شريحة نداء باسم الإرهابي ياسين العبيدي بداية من منتصف ليلة 18 مارس 2015 الى حدود الساعة السابعة و40 دقيقة وتحديدا لما كان بجهة باب الجزيرة بتونس العاصمة وأجرى وفق ما كشفته التساخير الفنية 14 مكالمة هاتفية كما اجرى الخشناوي 27 مكالمة من شريحة نداء باسمه يوم 18 مارس 2015 بداية من الساعة الثامنة و15 دقيقة الى حدود الساعة العاشرة و15 دقيقة وذلك بجهة باردو وتحديدا بشارع فطومة بورقيبة. وكان منطلق ملف حادثة باردو الإرهابية يوم 18 مارس 2015 على الساعة منتصف النهار وعشر دقائق عندما وردت مكالمة هاتفية على وكالة الجمهورية بتونس مفادها أن عملية ارهابية استهدفت متحف باردو. فأذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي وكشفت الأبحاث ما يلي : - على الساعة منتصف النهار و5 دقائق تقريبا :عمد الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي الى اقتحام الباب الخارجي لمتحف باردو وكان كل واحد منهما يحمل سلاحا ناريا نوع كلاشينكوف وحقيبة تحتوي على ذخيرة ومتفجرات ثم توجها مباشرة الى مأوى الحافلات الكائن قبالة الباب الداخلي لمتحف باردو الذي كان يوجد به سياح بينهم من كان داخل الحافلات وآخرون كانوا خارج الحافلات - على الساعة منتصف النهار و6 دقائق و48 ثانية : حسبما سجلته كاميرا المراقبة المثبتة بالمتحف عمد الإرهابيان المذكوران الى اطلاق النار على السياح الذين كانوا بصدد مغادرة المتحف في اتجاه الحافلات التي كانت راسية بالمتحف واسفرت عملية اطلاق النار الى اصابة عديد السياح بطلقات نارية أودت بحياتهم. ثم توجه الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي بعد ذلك الى حافلتين رابضتين بالمتحف وأطلقا النار تجاه الحافلتين وأسفرت العملية على قتل سائحتين الأولى روسية الجنسية والثانية تحمل الجنسية الإيطالية، ثم توجه الإرهابيان المذكوران الى حافلة أخرى وأطلقا النار على ركّابها وأسفرت العملية على هلاك سائحين رجل وامرأة اسبانيي الجنسية، وعمدا جابر الخشناوي وياسين العبيدي أيضا الى اطلاق النار على سائحتين احداهما بولونية الجنسية سقطتا بمأوى السيارات بالمتحف ثم اطلقا النار بعد ذلك على السياح المتواجدين بالمدخل الرئيسي للمتحف وأسفرت العملية عن سقوط ثلاث ضحايا اثنتان منهن تحملان الجنسية البولونية والثالثة تحمل الجنسية الكولومبية. - على الساعة منتصف النهار و9 دقائق و4 ثواني :اقتحم الخشناوي والعبيدي المتحف حسبما سجلته كاميرا المراقبة المركزة بالبهو الرئيسي للمتحف " - على الساعة منتصف النهار و9 دقائق و19 ثانية: مرا من الباب الرئيسي بالقاعة عدد 13 de" marine - على الساعة منتصف النهار و9 دقائق و22 ثانية :توجها الى قاعة "de tresoris"ثم دخلا بعد ذلك الى الممر المؤدي الى بهو المتحف - على الساعة منتصف النهار و17 دقيقة و21 ثانية: صعدا قاعة "قرطاج" - على الساعة منتصف النهار و17 دقيقة و24 ثانية: أطلقا النار على المتواجدين هناك فسقط 8 ضحايا من الجنسية الفرنسية، اليابانية، الإيطالية والأنقليزية. وكشفت التحريات من أنه اثر اقتحام الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي متحف باردو حل عون أمن من منطقة الأمن الوطني بباردو وتبادل اطلاق النار معهما واستبسل في مقاومتهما الى أن حلت الوحدات الأمنية المختصة وتمركزت داخل المتحف وتبادلت إطلاق النار مع الإرهابيان جابر الخشناوي وياسين العبيدي وانتهت العملية بالقضاء عليهما كما قتل عون أمن يدعى أيمن مرجان. مع الإشارة أن حادثة باردو الإرهابية سقط خلالها 21 سائحا من جنسيات فرنسية، بريطانية، ايطالية، بلجيكية، بولونية، روسية، اسبانية، يابانية، كولومبية، وأسترالية كما لحقت أضرار بدنية ببعض رواد متحف باردو وهم سياح أجانب من جنسيات مختلفة الى جانب أشخاص يحملون جنسية جنوب افريقية بالإضافة الى أشخاص آخرين غادورا البلاد التونسية دون اخضاعهم الى فحوصات طبية كما طالت الأضرار مواطنين يحملون الجنسية التونسية وفق ما كشفته التقارير الطبية المظروفة بملف القضية.