قال رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي اليوم الثلاثاء انه قلق جدا من تباطئ المجلس التأسيسي في اعداد الدستور الجديد لتونس وان البلاد لا يمكنها ان تحتمل المزيد من الانتظار واجراء انتخابات بعد جوان المقبل محذرا من ان التباطؤ قد يعرقل الانتقال الديمقراطي في مهد الربيع العربي. وقال الجبالي في مقابلة ضمن قمة رويترز للاستثمار في الشرق الاوسط "بصراحة انا قلق جدا من المجلس التأسيسي معارضة واغلبية.. انا قلق من تباطئ اعداد الدستور واضاعة وقت طويلا في امور جانبية." وأضاف "الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية للبلاد لا تحتمل مزيدا من الوقت واذا استمر هذا النسق العقيم فان الدستور لن يكون جاهزا قبل عامين.. يجب الانتهاء من الدستور والاتجاه للانتخابات التي لا يجب ان تتجاوز نهاية جوان المقبل." وتابع "اعرف انهم سيثورن على كلامي ولكني ساضغط على المجلس التأسيسي من منطلق مسؤوليتي كرئيس حكومة لتسريع الامور.. نعم سأضغط بقوة لان المستثمرين ورجال الاعمال والشركاء يطالبون برؤية واضحة." وقال الجبالي مع مقابلة مع رويترز ان تعطيل كتابة الدستور وتحديد موعد للانتخابات امر لا يساعد الانتقال الديمقراطي في تونس ويهدد ثورتها المثقلة بتحديات أمنية واجتماعية واقتصادية. وقال حمادي الجبالي ان "المتشددين الاسلاميين لا يمكنهم فرض رؤيتهم وافكارهم بالقوة" مضيفا ان الحكومة ستتصدى لهم "بالقانون والصرامة ولكن ايضا عبر معالجة الاسباب الاقتصادية والاجتماعية بمكافحة الفقر وتوفير فرص العمل." وأضاف أن المتشددين الدينيين وبعض النخب السياسية تسيء لصورة تونس وتساهم في عرقلة اقتصادها عبر العنف وعبر الحملات السياسية الموجهة التي قد تضر بالبلاد اكثر مما تنفعها. وأضاف "انا اعتقد ان بعض النخب السياسية اخطر من السلفيين لان أفكار المتطرفين واضحة ونحن نحاصر الظاهرة بينما إساءة النخب السياسية رهيبة وتساهم في تدمير مقومات النمو عبر استهداف اي شراكات وعلاقات مميزة.. هم يستهدفون علاقاتنا مع قطر.. مع تركيا بدعوى اننا موالون للشرق ولما وقعنا اتفاقا اوليا للحصول على رتبة شريك مميز هاجمونا." ومضى يقول "هم يقومون بسياسة تجفيف المنابع وهذا خطير.. هذا لن يدمر الحكومة بل سيدمر الانتقال الديمقراطي لا قدر الله."