انتظمت اليوم بالمكان الذي اغتيل فيه فرحات حشاد الزعيم النقابي ومؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 5 ديسمبر 1952 بشوشة رادس تظاهرة مفتوحة تحت شعار (فرحات حشاد نضال وعطاء) بمناسبة الذكرى الستين لاغتياله التي تحييها ولاية بن عروس هذه السنة لأول مرة. وأعلن نور الدين حشاد نجل الزعيم النقابي الراحل بالمناسبة عن مشروع بناء معهد فرحات حشاد للتكوين النقابي والتثقيف العمالي تابع للاتحاد العام التونسي للشغل في الموقع الذي اغتيل فيه والده بشوشة رادس. وأضاف انه سيتم أيضا بعث مؤسسة فرحات حشاد التي قال أنها ستتوفر على ألفي وثيقة خاصة بالزعيم النقابي فرحات حشاد وما بين 10 و20 ألف وثيقة تتعلق بتاريخ الحركة الاجتماعية والوطنية في تونس. وكان نور الدين حشاد سلط الضوء قبل ذلك على ظروف وملابسات اغتيال والده قائلا انه (لم يغتل بل استشهد لان المشروع الذي مات من أجله مازال حيا) في إشارة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل الذي اعتبره ملكا للشعب وليس للشغالين وحدهم. كما تحدث عن تطورات التحقيق القضائي في اغتيال والده مؤكدا إن الملف لم يغلق رغم قرار القضاء الفرنسي بحفظ القضية. ومن جانبه أعلن محمد علي البوغديري الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس انه سيقع مستقبلا إحياء ذكرى اغتيال فرحات حشاد في ولاية بن عروس في أول أحد من شهر ديسمبر من كل سنة. ودعا سمير الشفي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالمرأة والشباب العامل الى مواصلة العمل من أجل انتصار القيم التي استشهد من أجلها فرحات حشاد فيما أبرز محمد المسلمي الأمين العام المساعد للاتحاد المكلف بالتكوين النقابي والتثقيف العمالي من جهته الطابع الرمزي لتنظيم هذه التظاهرة بالمكان الذي اغتيل فيه حشاد من خلال تحويله من فضاء موت إلى فضاء للحياة والحرية والإبداع. وتضمنت هذه التظاهرة التي أشرف على تنظيمها الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس وواكبها عدد من الأولياء مصحوبين بأبنائهم خيمة صحية لقياس ضغط الدم والسكري وتقديم الأدوية للأمراض الخفيفةوورشة رسم للأطفال وركح مفتوح لكل ألوان الفنون والموسيقى والكتابة والرسم على الحائط بمشاركة مجموعة زواولة الفنية.(وات)