علن قائد شرطة مدينة نيويورك رايموند كيلي الجمعة أن جهاز الشرطة وضع في حالة تأهب لمواجهة احتمال ان "يكون أحدهم يريد الانتقام" لمقتل الإمام الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي، نقلا عن تقرير لوكالة فرانس برس. وقال كيلي في بيان "نحن نعلم ان العولقي كان لديه اتباع في الولاياتالمتحدة بما في ذلك في نيويورك، ولهذا السبب نحن نبقى متيقظين حيال امكانية ان يكون احدهم يريد الانتقام لمقتل" هذا الامام المرتبط بتنظيم القاعدة والذي كان "فعالا جدا في تجنيد الارهابيين في الولاياتالمتحدة".
وأضاف ان "المعلومات التي تقول إن مساعده سمير خان قتل ايضا هي بدورها نبأ سار"، وذلك في تعليق على اعلان زعيم قبلي يمني ان خان، وهو خبير اميركي في المعلوماتية، كان في عداد ستة اشخاص قتلوا مع العولقي في الغارة التي استهدفته في اليمن. واضاف كيلي ان "خان كانت لديه علاقات واسعة في نيويورك وكان يصدر مجلة انسباير الناطقة بالانكليزية (مجلة الكترونية يصدرها تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب) والتي تعلم افرادا منعزلين كيفية صنع قنبلة في منازلهم، والتي حددت اخيرا محطة قطارات غراند سنترال (في نيويورك) هدفا" لضربه. واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطابه مساء اليوم الجمعة بمناسة تسليم منصب رئيس أركان الجيوش الامريكية بين الاميرال مايكل مولن والجنرال مارتن دمبسي، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة باليمن العولقي من أهم العمليات الناجحة وخطوة أخرى للقضاء على القاعدة. وأوضح في المقابل أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية لايزال يمثل تهديداً لكنه صار أكثر ضعفاً. وأشاد الرئيس الأمريكي بالتعاون بين القوات اليمنية والامريكية في سبيل القضاء على العولقي، واعتبره المسؤول الاول عن مقتل آلاف الأبرياء من المسلمين في اليمن. وكانت وزارة الدفاع اليمنية أعلنت, اليوم الجمعة، مقتل العولقي المرتبط بالقاعدة والملاحق من قبل الولاياتالمتحدة. وذكرت مصادر يمنية أن عملة استهداف العولقي تمت الساعة 10 صباحاً بتوقيت اليمن. وقال مراسل "العربية" إن طائرة أمريكية من دون طيار ربما المسؤولة عن متابعة العولقي وقصف موكبه. وكانت السفارة اليمنية في واشنطن اعلنت اليوم الجمعة أن أنور العولقي، القيادي في تنظيم القاعدة والذي يحمل الجنسية الأمريكية، قتل بلدة خاشف الواقعة بمحافظة الجوف، على بعد 140 كيلومتر شرقي العاصمة صنعاء.وأضاف محمد باشا، الناطق باسم السفارة، في تصريحات صحفية أن مقتل العولقي جاء في سياق عملية استهدفته في ساعات الصباح، ولكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول العملية. وكانت وسائل إعلام رسمية يمنية قد نقلت يوم الجمعة عن مصدر أمني لم تكشف هويته قوله إن أنور العولقي، وهو من أصول يمنية ويحمل الجنسية الأمريكية، قتل مع عدد من العناصر الذين كانوا معه. وأورد التلفزيون اليمني نقلاً عن "مصدر أمني مسؤول" أن العولقي "لقي مصرعه مع عدد آخر من عناصر التنظيم كانوا معه" دون تقديم معلومات إضافية حول ظروف مقتل العولقي أو الجهة التي أقدمت على قتله. وكان عدد من المسؤولين الأمريكيين قد قالوا إن بلادهم سوف تستهدف العولقي، حال تحديد مكانه. وكان العولقي قد نجا من محاولة اغتيال نفذتها طائرة من دون طيار نفذتها الاستخبارات الأمريكية قبل أشهر.
ويعتبر العولقي أحد أبرز القيادات في تنظيم القاعدة، وقد تزايدت أهمية دوره بعد مقتل عدد من كبار قادة التنظيم، وعلى رأسه زعيمه السابقة، أسامة بن لادن، في غارة أمريكية على مسكنه بباكستان. وكان العولقي قد عاد إلى اليمن ليصبح وجها معروفا من وجوه القاعدة في جزيرة العرب وهو التنظيم الذي يعتبر الأكثر نشاطاً من بين التنظيمات التي ارتبطت بالقاعدة. وقد ولد العولقي في نيومكسيكو، وكان واعظا في مسجد فرجينيا قبل أن يغادر الولاياتالمتحدة إلى الشرق الأوسط. وتعتبر الولاياتالمتحدة العولقي أحد أكبر التهديدات لأمنها القومي، وقد كانت صنعاء بدورها قد وجهت إليه العديد من الاتهامات بقضايا على صلة بالإرهاب، كما صدرت بحقه أحكام قضائية. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العولقي ساعد في استقطاب وتجنيد عمر الفاروق عبد المطلب، النيجيري الذي اتهم بمحاولة تفجير طائرة مدنية فوق مطار ديترويت في ميتشغان في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2009. ويقال إن العولقي تبادل رسائل بريد إلكتروني مع الضابط الأمريكي نضال حسن الذي اتهم بقتل ضباط في قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس. واعتبر ملاحظون أن مقتل العوقلي سيكون له تداعيات كبيرة على التنظيم في اليمن ونشاطاته الدولية، وخاصة في الولاياتالمتحدة. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أعلن مسؤوليته عن محاولة شحن متفجرات إلى الولاياتالمتحدة بواسطة طائرات شحن أواخر العام الماضي. وقد نشر العولقي في فيفري الماضي رسالة صوتية خصصها للحديث عن الصحفي عبد الإله الشائع، الذي كانت محكمة يمنية قد قررت سجنه بتهمة الارتباط بالعولقي نفسه. وقال إن السبب الحقيقي لمحاكمة الشائع هو كشفه الغارات الأمريكية باليمن، وانتقد ما اعتبره "تلفيق تهم" لكل من يعارض واشنطن.