أكّد رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال، اليوم الإثنين، أن بلاده لن تشارك في الحرب الدائرة ضد الجماعات المتشدّدة في مالي، بل تشجع الحوار بين جميع الأفرقاء هناك. وقال سلال خلال مؤتمر صحافي عقده للحديث عن تفاصيل الهجوم على منشأة الغاز في منطقة عين أميناس من قبل مجموعة مسلّحة، إن بلاده لن تشارك في الحرب الدائرة ضد الجماعات المتشددة في مالي، و"لن ترسل جندياً واحداً إلى هناك". وشدد على أن "الجزائر تعمل على حماية حدودها وأراضيها". وقال إن بلاده "تشجّع الحوار بين جميع الأفرقاء في مالي من أجل التوصّل إلى حل للأزمة المالية" مع وقوفها إلى جانب "محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل صورها في المنطقة". وأعلن سلال أن المجموعة التي شاركت في العملية تتألف من 32 عنصراً قتل منهم 29 وقُبض على الثلاثة الآخرين خلال عملية تحرير الرهائن في منشأة الغاز في عين أميناس، مشيراً الى أن هذه المجموعة خطّطت لتفجير المنشأة "وهو ما كان سيحدث تفجيراً يمتد إلى 5 كيلومترات في الصحراء". وأشار الى مقتل 37 رهينة بين جزائريين وأجانب، وفقدان 5 عمّال أجانب لحد الآن، بالهجوم الذي شنّته مجموعة مسلّحة على منشأة الغاز في منطقة عين أميناس. وقال سلال خلال المؤتمر الصحافي إن 5 عمّال أجانب لا يزالون مفقودين، ولا نعلم إن كانوا أحياء أم أموات ويجري البحث عنهم، مشيراً الى أن 7 ضحايا من الرهائن لم يتم التعرّف عليهم لحد الآن. وأكد أن 134 عاملا أجنبياً من 20 جنسية مختلفة كانوا يعملون في المنشأة النفطية المستهدفة. وأوضح أن عناصر المجموعة المسلحّة التي هاجمت منشأة الغاز في بلاده، جاؤوا من شمال مالي وهم من جنسيات تونسية ومصرية ومالية وموريتانية وكندية ومن النيجر. ووفقا لرئيس الوزراء الجزائري، فإن من بين الخاطفين ثلاثة جزائريين و11 تونسيا ويحمل الباقون جنسيات مصرية ومالية ونيجرية (من النيجر) وموريتانية وكندية. وقال سلال إن "المجموعة دبّرت للعملية قبل أزيد من شهرين، وانطلقت لتنفيذها من شمال مالي بالقرب من منطقة تنزاواتين الجزائرية". وكانت حصيلة مؤقتة صادرة عن وزارة الداخلية كشفت أن عملية إنقاذ الرهائن أسفرت عن مقتل 23 رهينة بين جزائريين وأجانب، فضلاً عن القضاء على 32 من عناصر المجموعة المسلحة بينهم 3 جزائريين فقط. وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة الملثّمين" التي يقودها خالد أبو العبّاس الملقّب ب"مختار بلمختار"، والمعروف ب"الأعور"، والمرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب العربي أعلنت الأربعاء الماضي مسؤوليتها عن هجوم على منشأة الغاز بمنطقة عين أميناس في الجزائر واحتجاز رهائن عبر "كتيبة الموقّعين بالدم" التابعة لها. (وكالات)