صفاقس / الصّباح نيوز ما لا يقل عن 10 آلاف من متساكني عاصمة الجنوب شاركوا في المسيرة الحاشدة التي انطلقت من أمام دار الاتحاد الجهوي للشّغل بصفاقس صباح اليوم الجمعة بمناسبة الإضراب العامّ المسيرة دعت للتنديد بالعنف السياسي والاغتيال والمطالبة بمحاسبة الذين يقفون وراء اغتيال المناضل شكري بلعيد. وقد تخللت هذه المسيرة التي جابت شوارع المدينة جنازة رمزية للشّهيد بلعيد ثمّ تحوّلت أعداد هامّة من المواطنين أمام مقرّ المكتب الجهوي لحزب الوطنيّين الدّيمقراطيّين بوسط المدينة أين يتواصل الاعتصام الذي انطلق صباح يوم الأربعاء. مسيرة سلمية مسيرة اليوم بصفاقس كانت سلمية ولم نسجّل خلالها أيّة أحداث عنف أو تجاوزات. وقد بذل المشرفون على تنظيم المسيرة والجنازة الرّمزية مجهودات كبيرة حتى لا يحيد الإضراب العامّ عن أهدافه وحتى لا تتحوّل الاحتجاجات إلى أحداث شغب وعنف. المشاركون في التجمّع أمام مقرّ الاتحاد الجهوي للشّغل وفي الاعتصام أمام مقرّ حزب الوطنيّين الديمقراطيّين وفي المسيرة ردّدوا عديد الشّعارات المنادية بإسقاط الحكومة والمندّدة بحركة "النهضة" مثل "الشّعب يريد الثورة من جديد" و"يسقط حزب الإخوان يسقط جلاد الشّعب" و"وكلاء الاستعمار نهضاوي رجعي سمسار" و"اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام" و"استقالة استقالة يا حكومة العمالة" و"قتالين أولادنا سرّاقين أموالنا" وغيرها من الشّعارات المندّدة باغتيال شكري بلعيد مثل و"بالرّوح بالدّم نفديك يا بلعيد" و"يا بلعيد لا تهتمّ الثورة نفديها بالدّم" و"يا شكري يا بلعيد على دربك لن نحيد". عودة العصابات بعد الهدوء الذي عاشته مدينة صفاقس خلال الليلة الماضية إثر الاعتداءات العديدة على المحلات التجارية وتعرّض بعضها إلى عمليات سطو ونهب بعد ظهر ومساء يوم أمس الخميس عادت في حدود منتصف نهار اليوم عمليات الكرّ والفرّ بين وحدات الأمن ومجموعات من المنحرفين الذين استغلوا إغلاق المتاجر لأبوابها وخلو شوارع المدينة وأسواقها من المارّة لمحاولة خلع بعض الدكاكين والمغازات. ونحن من جهتنا لاحظنا قيام الدّوريات الأمنية بملاحقة المنحرفين مستعملين الغاز المسيل للدّموع. وحسب بعض المصادر أسفرت مجهودات الوحدات الأمنية عن إيقاف عدد آخر من المنحرفين من ضمنهم بعض الذين كانوا محل تفتيش علما وأنّ عشرات الأشخاص – جلهم من المراهقين والشّباب – تمّ إيقافهم يوم أمس الخميس وخلال الليلة الماضية على خلفية قيامهم بعمليات نهب وسطو وحرق السيّارات. إلى حدود السّاعة الثالثة بعد الظهر لا تزال عمليات الكرّ والفرّ بين الأمن والمنحرفين متواصلة وقد انضمّ إلى وحدات الأمن العديد من أصحاب المتاجر ومئات المواطنين للمساهمة في حماية المحلات التجارية من العصابات التي تستهدفها. ما حكاية الفارّين من السّجن؟ عبّر لنا العديد من المواطنين في جهة صفاقس عن قلقهم وتخوّفهم على إثر "الأخبار" التي راجت يوم أمس ونهار اليوم في بعض المواقع الالكترونية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي بخصوص هروب عدد من المساجين من السّجن المدني بصفاقس. هذه "الأخبار" فندها مدير السّجن عصام العيّادي مؤكّدا أنّ الحالة في السّجن المدني بصفاقس عادية ومشيرا إلى أنّ العديد من أفراد عائلات المساجين قاموا بزيارة أقاربهم المقيمين بالسّجن نهار اليوم.