باهازيج النصر وشماريخ الفرحة على ايقاعات "الدربوكة" و"البندير" خطفت الجماهير التونسية الغفيرة الحاضرة في قلب العاصمة موسكو الانظار وصنعت الحدث في الساحة الحمراء باجوائها الصاخبة والملتهبة ما اضفى رونقا بهيجا على واجهة المشهد الاحتفالي الذي تعيشه روسيا منذ انطلاق فعاليات المونديال . فسيفساء من الجماهير من مختلف انحاء العالم تحتشد يوميا بالساحة الحمراء بجانب الكرملين رمز السيادة الروسية، الكل ينادي باسم بلده ويهتف له مشجعا باشكال تعبيرية مختلفة مجسدة فرحة الحياة المتدفقة لكن لا صوت يعلو فوق صوت النسور في معركة الحناجر ... باهازيج النصر وبطابع مميز شبيه باجواء "الفيراجات" رفعت الجماهير التونسية اعلامها والوانها ومرددين نشيدها واغانيها". المد التونسي الاحمر اكتسح المكان فجاءت الصورة غنية بمعاني الانتماء للوطن وحافلة بدلالات التعلق بالمنتخب قبل المواجهة الصعبة امام بلجيكا ... اللباس التقليدي مجسدا في الشاشية الحمراء والموروث الثقافي مجسما في التبرك بالولي الصالح بلحسن الشاذلي سجلا حضورهما بقوة في هذا المشهد الاحتفالي الذي يتواصل يوميا الى الساعات الاولى من طلوع الشمس.. تفاؤل كبير وثقة عالية تلمسها لدى مشجعي "الخضراء" حول قدرة منتخبهم على كسب الرهان ... الجميع هنا متحفز لرؤية "نسور قرطاج" تحلق في سماء روسيا على درب تحقيق حلم شعب باكمله في التاهل الى الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخ كرة القدم التونسية. الجماهير التونسية ستكون اليوم السبت بمدرجات ملعب سبارتاك صفا واحدا خلف المنتخب بتشجيع منقطع النظير طوال 90 دقيقة او اكثر ... الكرة الان في ميدان اللاعبين الذين سيكونون على موعد مع التاريخ ... مسؤولية كبيرة على عاتقهم حتى لا يخذلوا جماهيرهم التي تكبدت عناء السفر وامنت بقدراتهم في تحقيق انجاز باهر.
