أكّد الحسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تصريح لمجلة "ليدرز" أنّ الفشل الذي تعيشه تونس اليوم ختم على جبين السياسيين الذين مارسوا ازدواجية الخطاب والذين تتهرّبوا من تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن واضاف انّ الاتحاد العام التونسي للشغل توقّع هذه الازمة منذ افريل الفارط ، عندما اكتشف انّ العديد من الاسئلة المهمة والمحيّرة لم تجد الاجابات التي تستحقها وهو ما ادّى الى تعميق الخلافات مشيرا الى انّ المنظمة الشغيلة لطالما أظهرت استقلاليتها ولم يكن لها يوم من الأيام أي دوافع حزبية او طموحات سياسية وانّ دورها الوطني يدعو الى احترام جميع الأحزاب السياسية على حد سواء وخير دليل على ذلك أنّها لم تقصي نداء تونس من مبادرة الاتحاد للحوار الوطني عندما رفضت حركة النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية حضور هذه المبادرة بالرغم من اعلان موافقتهما في بادئ الامر ولكنّهما غيّرا رايهما عندما علما بانّ نداء تونس سيسجّل حضوره . وقال العباسي "الترويكا كانت تسعى الى تكثيف المشاورات الداخلية وايجاد حلول لبعض القضايا العالقة مثل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وكتابة الدستور وقد ساهم المؤتمر الوطني للحوار في تسريع هذه المشاورات، ولو جزئيا ولكن دهشتنا كانت كبيرة عندما تعرضنا للهجوم الفوري من المجلس الوطني التأسيسي الذي اتّهمنا بمحاولة التشكيك في شرعيته ولكن الهجوم أصبح لفظيا وماديا من قبل رابطات حماية الثورة فقد تم حرق 4 مقرات جهوية للاتحاد والاعتداء يوم 4 ديسمبر على مقرنا في تونس العاصمة ولكن العنف لم يمس الاتحاد فقط بل هناك اعتداء وحرق لمقرات الامن وكانّ هناك من اراد نشر الارهاب في تونس وقال ان انعدام الأمن أثقل كاهل البلاد والخلافات السياسية لم تترك مجالا لصد هذه الظاهرة التي وصلت الى حد التطرف والاقصاء" من جهة اخرى اكّد العباسي انه لم يستطع تصديق خبر اغتيال شكري بلعيد لانّ تونس لم تعرف يوما مثل هذا العنف السياسي ولذا فانّ تونس اليوم حسب محدّثنا ليست في حاجة الى عرض القوى ولكن في حاجة الى الحكمة وانّ الثورة التونسية نجحت بفضل الشباب وهو ما نسيته الاحزاب السياسية كما نسيت تحقيق الوحدة الوطنية والديمقراطية والتوزيع العادل للثروة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية الثروة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتساءل حسين العباسي " نحن غير قادرين على تحقيق كل هذه المطالب وفتحنا الباب امام العنف الذي بلغ حد القتل فأين هم الحكماء اليوم ؟ ولكن رغم ذلك لم افقد الامل ابدا لانّه لدي ثقة في الوطنيين الذين تعاهّدوا على خدمة تونس وعلى العمل على حل النزعات وجلوس جميع الاطراف على طاولة واحدة لايجاد الحلول الأنسب قصد الوصول للانتخابات " وأضاف العباسي انّ الاتحاد عبّر عن مساندته لمبادرة الجبالي مشيرا الى انّ رئيس الجمهورية كان يستطيع تعيين أي شخص يراه مناسبا ليشكّل حكومته نظرا للوضعية الحرجة التي تمر بها البلاد فالاقتصاد يعيش ازمة والقدرة الشرائية للمواطن في تدهور دائم أمام الصعود المستمر للأسعار مؤكّدا انّ المتضرر الوحيد هو العامل الذي فقد الكثير منهم مواطن عملهم وقال العباسي انّه يتمنى ان تكون الحكومة القادمة متكونة من كفاءات تستطيع الخروج بالبلاد من الازمة التي تعيشها وتقود البلاد الى انتخابات حرة ونزيهة وختم العباسي حديثه لمجلة "ليدرز" بالتاكيد على انّ اللجنة المشتركة للتحقيق في الهجوم على مقر العام التونسي للشغل لم تقدم بعد تقريرها وانّ العمل صلبها شارف على الانتهاء مشيرا الى انّ هناك بعض التعطيل بخصوص الاتفاق على صيغة التقرير فبعض ما ورد في التقرير لم يرق للسلطات ولقد كان من المقرر ان يعقد لقاء يوم 6فيفري الماضي وهو اليوم الذي قتل فيه الشهيد شكري بلعيد ويوم اعلان الجبالي على مبادرة حكومة التكنوقراط ولذا وجب عليهم الانتظار مجدّدا لتسليط الضوء من جديد على هذه الحادثة