تحقق ولاية توزر خلال هذه الفترة انتعاشة سياحية، وذلك بمناسبة عطلة الشتاء وتزامنا مع انتظام النسخة الأربعين للمهرجان الدولي للواحات، حيث يزور الجهة أكثر من ثمانية آلاف سائح جلهم من السياح التونسيين، لتسجل بذلك الوحدات السياحية المفتوحة نسبة امتلاء في حدود المائة بالمائة وفق احصائيات المندوبية الجهوية للسياحة. وعبر عدد من المهنيين في القطاع السياحي من أصحاب وكالات الاسفار ومحلات الصناعات التقليدية والعربات المجرورة بالخيول، في تصريحات ل(وات)، عن استبشارهم بالانتعاشة، غير أنهم لم يخفوا مخاوف تساورهم من كونها ليست سوى انتعاشة ظرفية تساهم في تحريك الأنشطة الاقتصادية والتجارية ولا تغطي كامل الموسم. وتحدث في هذا السياق أنيس النجار رئيس نقابة محلات الصناعات التقليدية عن الحراك الكبير الذي تعيشه ولاية توزر وخاصة مدينة توزر في الفترة الحالية بمناسبة توافد الآلاف من الزوار، معبرا عن أمله أن تتحول الى حركية تمتد لفترة أطول وتغطي على الأقل الموسم السياحي الشتوي. ودعا وزير السياحة الى التفكير في الحلول الكفيلة بتنشيط القطاع السياحي لفترة طويلة لا سيما من خلال إعادة فتح النزل المغلقة وإعادة بعض الخطوط الجوية الدولية انطلاقا من مطار توزر- نفطة الدولي في اتجاه مدن أوروبية آملا أن تحظى الجهة بدعم حقيقي حتى تتواصل المردودية التي تعيشها في فترة العطل المدرسية على كامل الموسم. وقال إن ما تعيشه الجهة من انتعاشة في العطل وفي نهاية الأسبوع بمناسبة قدوم بعض الوفود الأجنبية لا يتجاوز في مجمله شهرا ونصفا في السنة وهو يبقى أقل من انتظارهم، وفق تعبيره. محمد نصر صاحب محل للصناعات التقليدية لم يخف بدوره بعض الهواجس التي تساوره باعتبار أن الحركة التي تشهدها مدينة توزر لا تحجب بعض النقائص للمهرجان الدولي للواحات حتى يكون رافدا تنمويا حقيقيا ومساهما في تنشيط السياحة بالنظر الى غياب الدعاية ونقص التمويل، حسب رأيه، معتبرا أن نوعية السياح الوافدين هذه السنة ليست بنفس النوعية ذات الطاقة الشرائية التي شهدتها الجهة السنتين الماضيتين. ورغم استعدادهم لخدمة السائح التونسي يرى محمد أنه آن الأوان لإعادة السائح الأجنبي بتكثيف العمل الدعائي من قبل وزارة السياحة للوجهة السياحية في الجنوب التونسي. وبقدر سعادته بما تعيشه الوجهة السياحية في توزر في العطلة وتحولها الى قبلة للزائرين يرى رياض الشابي صاحب وكالة أسفار ومسير لأحد النزل في مدينة توزر أن برمجة المهرجان الدولي للواحات وتوزيع الأنشطة الثقافية والسياحية في حيز زمني متقارب أربك المهنيين خاصة من حيث ضعف طاقة الإيواء السياحي بسبب تواصل غلق العديد من النزل. ويأمل على غرار بقية الناشطين في القطاع السياحي أن تتواصل الانتعاشة لفترة أطول خصوصا وأن الجهة تشهد في بعض الأحيان توافد سياح تونسيين وأجانب حتى خارج العطل المدرسية في نهاية الأسابيع، مطالبا بالتنسيق بين إدارة المهرجانات الموجودة في ولاية توزر وفي ولاية قبلي المجاورة لتوزيع الأنشطة بما يحقق الفائدة للجهتين. وأضاف أن الجهة في حاجة الى المزيد من التسويق السياحي والتعريف بمنتوجها مع دعوة المهنيين في الجهة الى تحسين خدماتهم وهي دوافع ستشجع، في تقديره، على برمجة زيارة الجهة في مختلف الأوقات. (وات)