عطلة ربيع 2013 لم تكن عادية بربوع الجريد لا من حيث اعتدال الطقس وغياب الرياح الرملية لاسيما خلال العطلة بل من حيث الإنتعاشة السياحية الهامة التي عاشت على وقعها مختلف مدن ولاية توزر حتى أن أحد أصحاب محلات الصناعات التقليدية علق على هذه الإنتعاشة قائلا: «ليت كل الأيام عطلة» فيما شاطره زميل له قائلا: «شهر مارس... سياحة خالص»!! وعن هذه الظاهرة اللافتة والداعمة للحركة السياحية والإقتصادية على حد السواء تحدثت «التونسية» مع بعض المتدخلين في القطاع السياحي ومع بعض الزوار الذين توافدوا على الجهة لقضاء أيام للنزهة في شكل رحلات منظمة أو مع عائلاتهم. وكانت البداية مع مدير نزل قال بأنه يعتبر ازدهار السياحة الداخلية نتيجة طبيعية لارتفاع مستوى المعيشة في بلادنا وتطور عقلية التونسي وهو ما يجعله مقبلا على الرحلات لاكتشاف مناطق بلاده مثل توزر ونفطة والواحات الجبلية التي اشتهرت بخصوصيات فريدة من نوعها بما شجع الاف التونسيين على زيارة الجهة في كل عطلة ولعل شهرة هذا المنتوج السياحي هو الذي دفع بالسائح التونسي لاكتشاف ادق خصوصيات السياحة الصحراوية. كرم الضيافة وتفرد المواقع السياحية و قد تحدثنا مع مجموعة من السياح التونسيين من فئات مختلفة جاؤوا من مناطق مختلفة لقضاء بضعة أيام مع عائلاتهم بربوع الجريد فأوضح جلهم أن ما يتوفر في هذه الربوع من جمال ساحر للمواقع السياحية وعدة عوامل أخرى أبرزها الوحدات السياحية المتطورة جدا وكرم الضيافة والمتاحف ومنتزه «شاق واق» وحدائق الحيوانات وكثبان الرمال والواحات الجبلية والمدن العتيقة وطابعها المعماري الفريد هي التي أضحت تسحر الألباب ولابد أن يكون للتونسي فيها نصيب وهو طرف فاعل ومتفاعل معها هذا بالإضافة إلى الأكلات الشعبية وثراء منتوجات الصناعات التقليدية والعادات والتقاليد والطقس الربيعي الجميل الذي يساعد على التجوال خصوصا داخل الواحات للاستمتاع بمثل هذه المناظر التي لم يألفها الزائر من قبل. الدقلة والقفة والمطبقة ومنذ سنوات بدأت الوحدات السياحية بربوع الجريد تشهد خلال كل عطلة مدرسية اقبال شريحة جديدة من الحرفاء هم السياح التونسيون فقد أصبحوا عناصر داعمة لهذا القطاع وأطرافا فاعلة في إنتعاشة الحركة السياحية وخلال عطلة الربيع ومنذ اليوم الأول توافد على مدن الجريد آلاف السياح التونسيين جاؤوا من كل الجهات من الجنوب الشرقي والوسط ومن الساحل والشمال والشمال الغربي وكذلك الجنوب الغربي والمتلوي والرديف وقبلي كلهم يبحثون عن كنوز هذا الملتقى السياحي الصحراوي ليستمتعوا بمشاهدة شط الجريد والواحات الجبلية والشلالات والواحات والرمال الذهبية فضلا عن التسويق من منتوجات الصناعات التقليدية والمساهمة في انتعاشة الحركة التجارية من خلال اقتناء دقلة النور في عز الربيع حيث تصدرت الدقلة (دقلة مخازن التبريد) واجهات محلات باعة هذه الفاكهة هذا بالإضافة إلى قضاء أيام في هدوء وفي إطار ساحر وتذوق الأكلات التقليدية وخصوصا المطبقة. ونشاط الكاليس في انتعاشة ملحوظة زيارة السائح التونسي تساهم في انتعاشة الحركة الاقتصادية للعديد من القطاعات والمواقع السياحية على غرار ركوب الجمال. اذ لاحظنا بمنتزه رأس العين العديد من أصحاب الإبل ينتظرون الحرفاء وفي هذا الإطار قال أحدهم إن السياح التونسيين أصبحوا يقبلون كثيرا على ركوب الجمل كما تنوع مجال التنشيط السياحي من خلال الجولات على ظهر الحصان إذ أضحى التونسي والسائح الأجنبي يقبل كذلك على ركوب الحصان في مغارة طريفة وأشار واحد ممن يسهرون على تنظيم هذه الرحلات إلى أنّها تنشط خاصة في العطل المدرسية. كما ازدهرخلال عطلة الربيع نشاط قطاع العربات السياحية المجرورة – الكاليس – بشكل لافت بفضل الاقبال على امتطاء الكاليس كوسيلة للقيام بزيارات استطلاعية داخل الواحات أو لزيارة المواقع السياحية والأثرية. ما أروع بلدكم بالإضافة إلى هؤلاء السياح التونسيين أبدت في ذات السياق ثلة من السياح الفرنسيين الذين توفرت لهم الفرصة لزيارة الجهة خلال عطلة الربيع لأول مرة اعجابها وانبهارها الشديد بالموقع السياحي «عنق الجمل» وبالأكلات الشعبية التي قدمت لها وخاصة المطبقة حيث أكدت السائحة «ستيفاني» أن هذه الأكلة لذيذة جدا كما لم تخف محدّثتنا إعجابها بالطابع المعماري للمدينة العتيقة اولاد الهادف مؤكدة بالقول: «ان ما شد انتباهي خلال هذه الزيارة هي عادات وتقاليد الأعراس وكذلك شلالات تمغزة والشبيكة». وأضافت: «لقد شاهدت خلال زيارتي هذه مواقع ساحرة لم يسبق لي ان شاهدت مثلها في بلدان اخرى فما اروع بلادكم». جموع الوافدين على توزر شدهم الترحال لزيارة منطقة «عنق الجمل» من أجل اكتساب فرجة طبيعية أخرى لا تقل في الحقيقة جمالا وروعة على ما كانوا قد اكتشفوه وشاهدوه في شط الجريد والواحات الجبلية ولعل جميعها قد شكلت فرصة الاطلاع على درر ونفائس جميلة من بلادنا وهنا يكفي لنشير للدلالة أن أحد السياح قد علق قائلا: «قد صدق من وصف تونس بالخضراء!! فهي كذلك حقا!!».