علمت«الصباح» أن القيادي الخطير أيمن الجندوبي المكنى ب»دعبس» والذي تردد انه قتل نهاية العام الفارط في عملية أمنية لوحدات الحرس الوطني بجبال الكاف قاد ثورة داخل خلية ورغة الإرهابية التابعة لكتيبة عقبة ابن نافع الموالية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ثم انشق والتحق رفقة عدد من أتباعه بتنظيم داعش الإرهابي. ووفق المعطيات المتوفرة فان خلافا نشب بين الإرهابي أيمن الجندوبي والإرهابي صلاح القاسمي قائد خلية ورغة حول نشاط الخلية وعملياتها المناهضة للأمن والجيش، ما دفعه إلى إعلان الانشقاق رفقة أربعة من عناصر الخلية، يتردد أن من بينهم الإرهابيان الخطيران سلمان رزيق ورائد التواتي وتوجهوا من جبال الكاف إلى جزء من جبال القصرين الذي تنشط فيه كتيبة أجناد الخلافة الموالية لتنظيم داعش الإرهابي. انشقاق خماسي وقال مصدر أمني مطلع ل»الصباح» أن معلومات تواترت على المصالح الأمنية المختصة ترجح وبقوة مغادرة القيادي بخلية ورغة أيمن الجندوبي رفقة أربعة من أتباعه لجبال الكاف في اتجاه جزء من جبال القصرين وانضموا لأجناد الخلافة الداعشية، مشيرا إلى وجود تغيير على مستوى التوجه من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى تنظيم داعش الأكثر دموية، مضيفا أن المنشقين يغيرون أماكنهم إما عن طريق مهربين أو عن طريق مسالك التهريب أو عن طريق المسالك الجبلية مشيا على الأقدام وتحديدا من جبال الكاف نحو تاجروين فالقلعة الخصبة ثم جبال حيدرة بالقصرين... وأكد أن هذا الانشقاق وما سبقه من انشقاقات يشير إلى أن موازين القوى بين التنظيمين الإرهابيين في الجبال التونسية تتحول لفائدة تنظيم «داعش» مقابل تراجع القاعدة الذي تم القضاء على أغلب قياداته بتونس، مشددا على أن أول نواة لكتيبة «جند الخلافة» فرع تنظيم «داعش» في تونس تكونت سنة 2015 بعد أن انشق عناصرها عما يسمى بكتيبة عقبة ابن نافع المنضوية تحت القاعدة لينفذ «الدواعش» أكثر من 35 عملية إرهابية خلال السنوات الأخيرة كانت غالبيتها في عامهم الأول قبل أن يتراجع نسق عملياتهم بفضل العمليات الأمنية والعسكرية. من هو أيمن الجندوبي؟ القيادي الإرهابي المنشق عن القاعدة هو أيمن بن المولدي بن يونس الجندوبي، أصيل حي الشريشي بالكاف، مولود يوم 14 جوان 1985، تم استقطابه عام 2014 ليلتحق بجبال ولاية الكاف خلال نفس السنة، وينشط تحت إمرة قيادات إرهابية جزائرية قبل أن يلتحق بجبال القصرينوجندوبة ويتسلل إلى الجزائر حيث يرجح انه تلقى تدريبات عسكرية خاصة ثم عاد إلى الكاف حيث شارك في جل العمليات الإرهابية التي استهدفت الأمنيين والعسكريين والمدنيين بهذه المنطقة، والجندوبي من العناصر السلفية التكفيرية التي تعتبر النظام القائم بتونس نظاما كافرا وجب إسقاطه، حيث ذكرت شقيقته في سماعها سابقا أنه غادر المنزل منذ سنة 2014، وأنها حاولت أن تؤثر عليه بدعوته مرارا إلى تسليم نفسه إلى السلط الأمنية إلا انه كان يجيبها»نتقابلو في الجنة إن شاء الله»-وفق قولها- وأشارت مصادر أمنية متطابقة إن الإرهابي أيمن الجندوبي محل أكثر من 50 منشور تفتيش للمصالح الأمنية وبطاقات جلب للقضاء إضافة إلى كونه محل إجراءات حدودية تمنعه من مغادرة التراب التونسي من النقاط الحدودية القانونية، على خلفية الاشتباه في مسؤوليته عن سلسلة من التهم الإرهابية من بينها الانضمام إلى تنظيم له علاقة بجرائم إرهابية واستعمال اسم ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي وبأعضائه ونشاطه والانضمام خارج تراب الجمهورية إلى مثل ذلك التنظيم واستعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص قصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية واستعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية لارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية وتوفير معلومات لفائدة أشخاص قصد المساعدة على ارتكاب جرائم إرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضاء لهم علاقة بالجرائم الإرهابية والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وتلقي تدريبات عسكرية قصد ارتكاب جرائم إرهابية واستعمال تراب الجمهورية لانتداب وتدريب مجموعة من الأشخاص قصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية وتوفير أسلحة ومتفجرات وذخيرة وغيرها من المواد والمعدات والتجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضائه والتآمر على أمن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على قتل بعضهم بعضا والقتل العمد مع سابقية الإضمار ومحاولة القتل العمد مع سابقية الإضمار. نشاط إرهابي ومن بين العمليات الإرهابية التي يرجح مشاركة الإرهابي أيمن الجندوبي المكنى»دعبس» فيها في انتظار تأكيدها من خلال التحقيقات المجراة نذكر: - انفجار لغم بجبل ورغة بالكاف يوم 1 جويلية 2014، إثر قيام وحدات الجيش والحرس الوطنيين بعملية تمشيط واقتحام في الجبل ما تسبب في استشهاد أربعة عناصر من بواسل الجيش الوطني وهم الوكيل أعلى منصور العلمي والرقيب أول عبد القادر العياري والرقيب أول غازي دريهمي والرقيب شكري دحقول إضافة إلى إصابة عنصرين من الحرس الوطني. - هجوم مسلّح على دورية عسكريّة تتكوّن من سيّارتيْ هامر قبل آذان يوم 26 جويلية 2014، وذلك بمنطقة عين مازر بين قريتيْ الطويرف وساقية سيدي يوسف على مقربة من جبال ورغة من ولاية الكاف قرب الحدود التونسيةالجزائرية ما أسفر عن استشهاد الوكيل أول عمر التليلي: والوكيل الأمجد العرفاوي وإصابة خمسة عسكريين ومدني واحد. - هجوم مسلح بعد ظهر يوم 5 نوفمبر 2014 على حافلة عسكرية كانت تقلّ عددا من العسكريين وعائلاتهم من ولاية الكاف إلى ولاية جندوبة، وتحديدا على مستوى منطقة المحاسن بنبر خلف استشهاد 5عسكريين وإصابة 9آخرين. - كمين أمني وهمي ليلة 30 نوفمبر 2014 على مستوى النقطة الكيلومترية 15 الرابطة بين الكاف والطويرف ما أسفر عن اختطاف الوكيل بالحرس الوطني حسن السلطاني ثم ذبحه في الغابة . -انفجار لغم مساء يوم 22 مارس 2015 في طريق ثلاثة مصفّحات عسكرية كانت تقوم بدورية بمنطقة فرشان الواقعة بجبال ورغة على مقربة من ساقية سيدي يوسف ما أسفر عن استشهاد العسكري سيف- ا- لغانمي، وإصابة ثلاثة آخرين. - اختطاف الراعي سامي عياري أصيل منطقة الحزيم الواقعة قرب جبل ورغة من ولاية الكاف وذبحه وإلقاء جثته في جبل قصر قلال حيث عثر عليها متحللة بتاريخ 28 أكتوبر 2015، إضافة إلى عمليات أخرى. صابر