قال اليوم الخميس راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة إنّه سجّل تقدّم خطوات كبيرة في عمل المجلس التأسيسي من حيث صياغة الدستور وهيئة الانتخابات وهيئة الإعلام. وأضاف خلال ندوة صحفية عقدت في مقر الحركة بحي التحرير : "التونسيون فوجئوا بإقدام مجموعة إرهابية على ارتكاب جرائم في الشعانبي بزرع ألغام مستهدفين استقرار البلاد في هذا الوقت" وبيّن أنّ هذه المجموعة ألحقت أضرارا بالانتقال الديمقراطي وقد أدّى ما قاموا به إلى إصابة عدد من الأمنيين من جيش وحرس. وأدان الغنوشي بكلّ شدّة اللجوء إلى العنف واستعمال الأسلحة للإضرار بأمن البلاد واستقرارها في الوقت التي تنعم فيه تونس بكلّ الحريات، مبينا قيام بعض الشبان الطائشين بأعمال خرقاء لا مكان لها في الدين والوطنية. كما عبّر الغنوشي عن تضامنه والحركة مع الجرحى من قوات الامن والجيش، داعيا إلى مزيد دعمها وتجهيزها. وأضاف : "لا مكان ولا مستقبل للإرهاب والتطرف في تونس التي معا نبنيها، ولن نسمح لأي كان ان يهدد امن التونسيين والتونسيات مهما كلفنا ذلك...كما ندعو الشباب الى الالتزام بمنهج الوسطية والاعتدال والحذر من الفتاوي المضللة التي تشوه قيم الإسلام النبيلة وتضعها في غير موضعها مثل قيمة الجهاد الذي حرر شعوبنا من الاستعمار ويستخدم اليوم في غير الزمان والمكان المناسب"
الجماعات السلفية أبناؤنا
وعن الجماعات السلفية التي لا تستخدم العنف وسيلة، قال الغنوشي : "هؤلاء أبناؤنا وجزء من تونس.. ونحن في حوار مع هؤلاء . ولا يجب شنّ حرب عليهم.. انتهى زمن اعتقال الإنسان والحرب ضدّه من أجل أفكاره وانتمائه...لدينا عشرات الآلاف من المنتمين للنهضة اعتقلوا بسبب انتمائهم.. ولهذا لن نسمح بتكرار ذلك...". مبينا أنّ الاعتقال يجب أن يقع بالنسبة للأشخاص الخارقين للقانون مثل أولئك الذين اختبأوا في مغاور الشعانبي وزرعوا أسلاكا لموت إخوانهم من الأمن والجيش. وأضاف : "لا مبرّر للعنف ولا جهاد في تونس إلاّ جهاد التنمية والديمقراطية... وما حصل في الشعانبي رغم أنه جريمة كبرى إلاّ أنّه حصل أشدّ منه في زمن بن علي في أحداث سليمان.. وتونس لا يمكن أن ينجح فيها الإرهاب وتدينها معتدل".
دعوة إلى الوحدة الوطنية
ودعا راشد الغنوشي الجميع الى "الوحدة الوطنية والمساهمة في الحفاظ على أمن البلاد والعمل على تحقيق أهداف الثورة وبناء الجمهورية والتنمية والإصلاح الشامل للأوضاع الموروثة وما يتطلبه ذلك من تفعيل برامج التنمية".
ومن جهة أخرى، قال الغنوشي ان تونس تسير اليوم بخطوات ثابتة نحو إنجاز تاريخي تتويجا لمسار الانتقال الديمقراطي بوضع الدستور وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل نهاية هذه السنة. وندّد الغنوشي أيضا بكلّ محاولات النيل من المجلس الوطني التأسيسي باعتباره صاحب السلطة الشرعية.
دعوات إلى التأسيسي والحكومة والأحزاب
وفي هذا السياق، دعا الغنوشي المجلس الوطني التأسيسي إلى الإسراع في إنجاز الدستور وإعداد القانون الانتخابي، كما طالب الحكومة بوضع برامج التنمية والتسريع في إنجازها، مضيفا : "لم ينجز من برنامج التنمية للسنة الماضية سوى 20 بالمائة ". ودعا أيضا البلديات والمجالس الجهوية إلى تنظيف البلاد والقضاء على البعوض وكلّ ما يهدّد الأحياء الشعبية، هذا ووجه دعوة للأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في الحوار الوطني الذي توصّل إلى توافقات مهمة خلال دورته الأولى، مضيفا بأن الجولة الثانية ستنتقل للمجتمع المدني وتكون بيد اتحاد الشغل على أن تصبّ نتائج الجولتين في المجلس التأسيسي ليكون بذلك المسار الانتقالي توافقي
رسالة للأطراف المخالفة للنهضة
أمّا عن الأطراف التي تخالف النهضة الرأي، قال : "لا نعتبر أيّ طرف يخالفنا الرأي عدوّا.. رغم وجود بعض الأحزاب التي اعتبرت النهضة عدوا لا بدّ من محاربته.. وهذه صورة من صور التطرف.. فأحيانا التطرف أو الإرهاب يأخذ شكلا دينيا وأحيانا شكل حداثيا". وأضاف : "نحن لسنا في حرب مع أيّ طرف سياسي بما في ذلك الجبهة الشعبية التي يشنّ بعض رموزها حربا على الحركة.. ورغم ذلك نعتبرها حزبا"