أكد ، الهادي بن عباس، مستشار الرئيس المنصف المرزوقي، أن الجهاديين الذين تطاردهم قوات الأمن في جبل الشعانبي قد يكونوا «تدربوا في مالي» و «استفادوا من مناخ الحرية» في البلاد. وذكر بن عباس في لقاء مع «الحياة اللندنية»، على هامش اجتماع مؤتمر الدول المانحة للدعم المالي في بروكسيل أول أمس، أن منطقة شمال أفريقيا والساحل الأفريقي «أصبحت متداخلة حيث فُسخت الحدود وأصبح التنقل ميسّراً بطريقة أو بأخرى بين العديد من بلدان المنطقة». وتابع: «نعتقد أن ما يحدث في المنطقة، على رغم أن الوضع تحت السيطرة في جبل الشعانبي، هو أنه قد يكون بعض العناصر (الجهادية) تسلل من مالي وهؤلاء هم تونسيون». واستنتج الهادي بن عباس بأن «مالي أصبحت قريبة من تونس بحكم التداخل بين المجموعات المسلحة. وهذا مصدر قلق شديد بالنسبة إلى دول المنطقة ويجعل التعاون الأمني مع الجزائر وليبيا ومالي أمراً حيوياً بالنسبة إلى تونس». وذكر بن عباس في المؤتمر: «لقد اكتشف التونسيون أن لهم حدوداً مشتركة مع مالي». وتواصل قوات الأمن والجيش في تونس عمليات تمشيط في المناطق الجبلية في الوسط الغربي (جبل الشعانبي) وفي الشمال الغربي للبلاد بحثاً عن مسلحين يشتبه في صلاتهم بفرع «تنظيم القاعدة» في شمال أفريقيا. وذكر الديبلوماسي التونسي بن عباس، في هذا الإطار، أن «الوضع في جبل الشعانبي تحت السيطرة حيث تطارد القوات الخاصة مسلحين منذ أسابيع» من دون التوصل إلى اعتقالهم. وأصيب عدد من الجنود ورجال الأمن بانفجار ألغام قد يكون زرعها المسلحون. ورأى الهادي بن عباس أن «عملية التمشيط متواصلة بصفة ممنهجة وقد أحرزت نتائج إيجابية». ويرى مراقبون أن ضربات الجيش الفرنسي في مالي دفعت بعض مسلحي تنظيم «القاعدة» إلى الفرار نحو الدول المجاورة وربما يحاولون الانتشار في التضاريس الجبلية في تونس واستخدامها «خلفية لوجستية» قد تمكنهم من شن هجمات في تونسوالجزائر. لكن مستشار الرئيس أكد أن بلاده «لن تؤوي الإرهاب ولن تحتضن الإرهابيين، لأن النسيج الاجتماعي لا يقبل مثل هذه الجماعات. نرفض ذلك جملة وتفصيلاً». ووضع تحركات المسلحين «في نطاق التغيّرات والانفلاتات الأمنية أحياناً واتساع الحريات التي أفادت أيضاً المجموعات الإرهابية» (الحياة اللندنية)