تحدث اليوم وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي خلال اللقاء الدوري الإعلامي بالقصبة عن أربعة محاور وهي آخر مستجدات التحضيرات لموسمي الحج والعمرة والأيام الوطنية للشؤون الدينية والإهتمام بوضعية الإطارات الدينية واستعدادات الوزارة وبرامجها في إطار التحضير لشهر رمضان. وقد أعلن وزير الشؤون الدينية أن اللجنة الوطنية للحج والعمرة أمس تناولت مجمل الترتيبات والتحضيرات الخاصة بموسم الحج والعمرة لهذا العام وذلك بناء على إصدار أمر إحداث هذه اللجنة التي تضم مجموعة من الأطراف المتدخلة من قبل رئاسة الحكومة مؤكدا أنه تم اتخاذ جملة من الإجراءات من بينها وضع مشروع خطة تنفيذية للحج تضبط مكل المهام والمسؤوليات ويضمن التوصل إلى تكريس مقاصد الحج والعمرة كشعيرتين دينيتين إلى جانب ضبط الترتيبات المتعلقة بالتسيير والتنظيم وتوفير كل الضمانات المالية واللوجستية لإنجاح هاتين الشعيرتين ويضمن تخطي النقائص وتجنب التجاوزات المسجلة السنة الفارطة. وأكد الخادمي أنه تم وضع آلية رقابية اتفقت جميع الأطراف على أن تتسم بالنجاعة والفاعلية وترصد مختلف التجاوزات وتحدد المسؤوليات لتنقلها بعد ذلك للجهات المختصة ومنها الجهاز القضائي للنظر فيها وإصدار الأحكام بشأنها إضافة إلى إقرار العمل بمبدأ "التعاقد" باعتباره الآلية القانونية المحددة للعلاقة بين مختلف الجهات المتدخلة بالتوازي مع الشروع في تجسيم برنامج موسع يهم تكوين الأئمة والوعاظ والمرشدين والمرافقين سواء الدينين أو المشرفين الصحيين. مبينا أن التأخير المسجل في عودة عدد من المعتمرين التونسيين قبيل موسم الحج مازال يطرح بعض الإشكاليات وأن الوزارة تسعى بكل ما أوتيت من امكانيات بشرية ومادية لضمان كل الترتيبات الخاصة بالحجاج والمعتمرين من ناحية الإقامة والتنقل مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية تمثل جهة إشراف وتنسيق وليس تنفيذ وأنها تصادق على العقود في مجالي الحج والعمرة ولا تتدخل في تطبيقها وأن هذه المهمة مكفولة استنادا إلى الصيغ القانونية سارية المفعول حاليا للشركة الوطنية للخدمات والإقامات المعروفة سابقا بشركة "منتزه قمرت" والتي تنضوي تحت إشراف رئاسة الجمهورية مضيفا أن الوزارة تعمل وفق الواجب الوطني وبما يوفر الراحة للحجاج والمعتمرين. اما عن الأيام الوطنية للشؤون الدينية التي تسبق شهر رمضان والمزمع تنظيمها في أواخر جوان الجاري فقد قال الوزير انها ستجمع كل الجهات الممثلة للمجتمع المدني والمشهد السياسي ومنظوري وزارة الشؤون الدينية علاوة على مفكرين وعلماء ووعاظ وشخصيات وطنية وأن جملة من المحاور سيقع تناولها من أبرزها مسألة تحييد المساجد وتحديد المهمات الإنسانية والدينية والمجتمعية لدور العبادة والمدارس القرآنية والكتاتيب والتطرق إلى قضايا جدلية في الفقه الإسلامي ومواضيع تهم علاقة الدين بالدولة منتهيا إلى أن طرح هذه المسائل وغيرها فرضها اهتمام الشعب التونسي واستفسارته المشروعة حيالها وأن الوزارة ستبدي لا محالة آرائها ومواقفها إزاءها وأنها تعمل في ذات الوقت على أن يكون العنصر الديني في تونس حافزا للوحدة والتوافق والأخوة لا أن يكون دافعا للتفرقة والتباعد والنفور. وبشأن الإطارات الدينية الراجعين بالنظر للوزارة كشف نور الدين الخادمي أن عددهم يتراوح بين 18 و20 ألفا يتوزعون على ما يناهز 5010 ما بين مساجد وجوامع واضعا في الإعتبار إلى أن الإرتقاء بالوضعية المادية والإجتماعية للمشتغلين في دور العبادة أولوية مطلقة مضمنة في برامج الوزارة الراهنة والمستقبلية بما يضمن لهم العيش الكريم مثلهم مثل بقية مكونات المجتمع مؤكدا أنه في هذا الصدد تم إقرار زيادة مالية بقيمة 25 دينار انطلقت عملية صرفها منذ مستهل جانفي 2013 تشمل بالخصوص الإطارات والعملة المتفرغين وتسند أساسا لذوي الحاجات الخاصة والعاجزين من غير المباشرين والذين تجاوزت أعمارهم مستوى الستين عاما منتهيا إلى أن منظومتي التغطية الإجتماعية والصحية لفائدة المنتسبين للمجال الديني يستوجب إصلاحا شاملا واستراتيجية بناءة. وحث الخادمي الأئمة إلى مضاعفة الجهد الديني والتأطيري بما يحقق في نهاية المطاف رسالة الوزارة ويخدم أهداف التنمية والثورة. وبالنسبة للإستعدادات الخاصة بشهر رمضان ذكر وزير الشؤون الدينية أن الوزارة أعدت العدة لإنجاز جملة من البرامج المعهودة على غرار تنظيم بعض الندوات في إطار تظاهرة "منتدى تونس للوسطية" وفتح باب الحوار والنقاش ضمن مسابقات علمية شبابية بشأن عديد المسائل الفقهية والدينية وكذلك ضمن مسابقات حفظ القرآن والتنافس في القراءات لافتا النظر إلى أن الوزارة لم قامت بإشعار الأئمة والخطباء والوعاظ بكافة مساجد وجوامع الجمهورية بضرورة تنظيم حملات نظافة في محيطات دور العبادة من شوارع ومساحات فارغة بما يكرس الدور الإجتماعي الحقيقي والسليم للمساجد والجوامع مشيرا بالتوازي إلى ان الوزارة ستقوم خلال شهر رمضان بإيفاد عدد من الأئمة والقراء إلى عدد من البلدان الأوروبية لتأمين صلوات التراويح ببعض المساجد بما يترجم نبل الرسالة الإسلامية وانسانية مقاصدها. واشار نور الدين الخادمي الى ان تونس لديها زخم هام من العلماء الزيتونيين رغم التغييب المتعمد الذي لحق مؤسسة الزيتونة على الصعيدين الديني والتعليمي والفقهي وأن تونس تستأنس استئناسا كليا بآراء علمائها لكن ذلك لا يعني عدم الإنفتاح على مواقف وأفكار العلماء في عموم البلاد الإسلامية مؤكدا أن الوزارة لم تتخذ قرارات لدعوة دعاة أو خطباء من دول أجنبية وأن حضورهم تم بطرق قانونية وبإشراف المصالح الإدارية المعنية وأن تونس لن تعتمد أي خطاب لا يتماشى مع خصوصياتها التاريخية والحضارية وأنها لن تتدخر جهدا في التصدي لكل بذرة من بذور التعصب مهما كانت ذريعته ومأتاه. وختم الخادمي بالاشارة إلى أن الرقابة على الخطاب الديني يتم من خلال التوعية والإرشاد والتفهم والتسوية والتوجيه السليم لا على ما كان يعتمد في السابق من ممارسات الإكراه والقمع والفرض بالقوة متعهدا بأن الوزارة حريصة ومقرة العزم على أن يظل الخطاب الديني خارج مجرة السياسة وبعيدا عن دائرتها.