تواترت في الفترة الأخيرة دعوات لاستقالة نورالدين الخادمي وزير الشؤون الدينية من طرف عدد من إطارات المساجد. وقد انتقد ممثل عن نقابة الإطارات المسجدية في تصريح لإذاعة "اكسبرس أ ف م" اليوم الأحد ما اعتبره بالصمت المريب للوزارة أمام سيطرة السلفيين على قرابة 100 مسجد، ولمعرفة موقفه، اتصلت "الصباح نيوز" بنورالدين الخادمي الذي أفادنا أنّ الوزارة عازمة على قطع كامل مشوار الإصلاح الشامل لما تقتضيه متطلبات الثورة وما يستوجبه الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية بكلّ ما أوتيت من قوّة وإمكانيات. وأضاف بأنّ وزارة الشؤون الدينية تتواصل مع كلّ مكونات المجتمع ولا يهمّها سوى الإنجاز والعمل دون أن تعبأ بالصيحات التي لا أثر لها في ارض الواقع ولا فائدة ترجى منها. كما أكّد الوزير تقلّص عدد المساجد الخارجة عن سيطرة الوزارة خلال السنة الحالية بفضل الجهود المبذولة، مبيّنا أنّ المساجد التي لا تخضع لإشراف الوزارة يلزمها زمن لن يتجاوز بعض الأشهر بالاعتماد على الحوار وتطبيق القانون حتى تصبح تحت إشراف الدولة وتضطلع بدورها في العبادة والعلم والتربية. وفيما يتعلّق بتسوية وضعيات إطارات المساجد، قال الخادمي أنّ الوزارة قد قامت بتسوية وضعية أكثر من ألفي إطار مسجدي من حيث التكليف والتوجيه إلى حدّ الآن، مبيّنا أنّ الوزارة بصدد تسوية بقية الوضعيات حيث كلفت لجنة للسهر على هذه الملفات عبر دراستها والقيام بزيارات ميدانية إلى المساجد. ومن جهة أخرى، أبرز الخادمي اعتماد الوزارة لسياسة التكوين العلمي والتركيز على الخطابة عبر البدء بتركيز الإدارات الجهوية للشؤون الدينية بموجب الإعلان عن ذلك في الرائد الرسمي للجمهورية. كما قال الوزير بأنّه تمّ الانطلاق في بعث المجالس الجهوية لهيئة أهل الذكر للتوعية والإصلاح التي من شأنها أن تضخّ الروح العلمية والثقافة الإسلامية ومبدأ الحوار داخل المساجد وخارجها. وبيّن كذلك افتتاح أكثر من 60 مسجدا وجامعا منذ جانفي 2012، قائلا أنّه سيفتتح عدد مماثل خلال الأشهر القليلة القادمة وأنّ الوزارة قد انطلقت في برنامج تأثيث وتفريش ل 100 جامع ومسجد أي ما يقارب 4 مساجد عن كلّ ولاية بمبلغ جملي يناهز 400 ألف دينار. وفي هذا الإطار، قال الخادمي أنّه تمّ إحداث صندوق المعالم الدينية لتلقي الهبات من داخل وخارج البلاد من أجل دعم المساجد والجوامع وإتمام بناء 250 مسجدا وجامعا تعطّل إنجازها منذ سنوات، مؤكّدا عزم الوزارة على إتمامها في الفترة القليلة القادمة. إنجازات الوزارة وفيما يهمّ عمل الوزارة زمن الخادمي، عدّد هذا الأخير عددا من الإنجازات ومن بينها تقديم مشاريع في الإصلاح الهيكلي والقانوني كمشروع الأوقاف وبيت الزكاة التونسي ومشروع القانون الأساسي للوعاظ إضافة إلى تنظيم الوزارة لملتقيات إقليمية وجهوية لكافة الإطارات الدينية لبحث أوضاعهم ووضع المشاريع للإصلاح بما يحفظ كرامة الإطارات. كما بيّن سعي الوزارة إلى تقديم دورات تكوينية لموظفيها والوعاظ في المدرسة الوطنية للإدارة لإعدادهم لتسيير الإدارات الجهوية. وقال الخادمي أنّ وزارة الشؤون الدينية بصدد إصدار نشرية "الخبر الإسلامي " و"الموعظة الحسنة" ومجلة الإصلاح. وبالنسبة لموسم الحجّ، أكّد الوزير على نجاح الموسم رغم بعض النواقص، مبينا إضافة تحسينات كثيرة على مستوى البعثة الصحية والإرشاد الديني ومختلف الخدمات. هذا وتطرّق الوزير إلى نجاح موسم العمرة لهذه السنة والذي سجّل 47 ألف معتمر خلال مدة قياسية وبعدد قياسي في تاريخ تونس مقارنة بالسنوات الماضية، قائلا : "لقد سجلت نسبة زيادة في عدد المعتمرين تجاوزت 50%". وقد أكّد أنّ الوزارة ستنطلق في القريب العاجل في وضع الترتيبات الأولية لموسم الحج والعمرة القادمين.