قال اليوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال كلمة ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي ان تونس تستعد لانجاز دستور ينظم السلطات ويسمح بتكريس دولة القانون والسماح للجميع بالمشاركة في الحياة العامة واضف هولاند قائلا: الى جانب الدستور فان هناك تحضير للانتخابات وانا متاكد انه رغم كل المصاعب فتونس ستبين من جديد القدرة على تجاوزها حيث كانت دائما رائدة إذ لها تقاليد دستورية منذ القرن 19. وتوجه هولاند بالتحية الى محمد البوعزيزي الذي قال انه مثل شرارة الثورات العربية التي اندلعت فيما بعد في عدة دول من اجل ايجاد الطريق الصحيح الذي يمكن ان يكون صعبا مثل ما حصل في ليبيا وقد يفضي في بعض الاحيان الى حرب مثل سوريا ولكن تونس لقنت درسا الى العالم وهو انه لا يمكن ان نحقق التقدم بدون حرية". واضاف قائلا:" اعرف ان حجم التحديات أمامكم هائل وفرنسا تعرف جيدا معنى الثورة وتعرف صعوبة تكريس كل الانجازات عبر الزمن وان تكون الثورة في مستوى الطموحات كما ان فرنسا تتفهم المطالب في تونس والمطالب للضمانات وتعلم جيدا ما تواجهونه من ارث النظام السابق والازمة الاقتصادية في اوروبا وانعدام الامن في المنطقة هذا فضلا عن العنف الداخلي الذي يمارسه من لا يقبل ثورتكم وهنا اريد ان اذكر شكري بلعيد الرجل الملتزم الذي اغتيل لافكاره واتمنى ان يسلط الضوء على اغتياله وان يحاكم قاتلوه". كما اوضح هولاند خلال خطابه ، ان تونس اظهرت من جديد انها قادرة على تجاوز كل التحديات واكد ان زيارته هذه الاولى الى تونس هي بمثابة رمز يراد منه التاكيد على ان العلاقة بين تونسوفرنسا يمكن ان يعاد تأسيسها وان اول تأسيس للعلاقة يتمثل في الاعتراف بالحقيقة الامر الذي دفعه الى زيارة ضريح فرحات حشاد وتوجه هولاند برسالة الى ابن حشاد وزوجته قائلا: "انني التزم واعد بتسليط كل الضوء على ظروف اغتياله وأعطيت تعليمات لكي يفصح عن كل المحفوظات بدون استثناء وبمبادرة من رئيس بلدية باريس ستحمل ساحة في باريس اسم الفقيد فرحات حشاد". وأفاد هولاند ان إعادة تأسيس علاقة تونسوفرنسا يقوم على تأسيس هوية تونس وإنشاء علاقة قوية مع فرنسا كما ان تأسيس العلاقة يعود الى استخلاص العبر من الماضي لأنه كان هناك جروحا وسوء تفاهم. كما اضاف هولاند ان إعادة تأسيس العلاقة يتمثل في التعبير عن ثقة فرنسا وأنها مستعدة على العمل مع كل ممثلي الشعب التونسي المنتخبين ديمقراطيا لان رسالة فرنسا تتوجه الى كل التونسيين وان فرنسا تعرف ان الإسلام والديمقراطية يمكن ان يتعايشا كما انها تعرف جيدا ان هوية تونس تتغذى بمساهمات عدة والتقدم في كل المجالات يتقدم بمشاركة الجميع ضمن الاحترام وأفاد هولاند ان فرنساوتونس مرتبطتان ببعضهما البعض عبر الثقافة والنساء والرجال وانهما بحاجة لبعضهما البعض وفرنسا مستعدة للعمل مع تونس في كل القطاعات التي تطلبون فيها المساعدة وتم توقيع عدة اتفاقيات منذ امس باعتبار ان فرنسا هي اول ممول لتونس وستواصل حشد كل اعضاء الاتحاد الاوروبي موضحا ان مساعدة فرنسالتونس بلغت مليارا ونصف وآفاقنا ان نقدم 500 مليون اورو إضافية.
كما تطرق هولاند للحديث حول الاحداث في مصر قائلا بان ما حصل يدل على ان عملية الانتقال الديمقراطي هشة ويمكن ان تؤدي الى الاخفاق حيث يتنحى رئيس ديمقراطي بسبب تدخل الجيش داعيا الى عودة الديمقراطية في مصر كما شدد على ان فرنسا تقف كذلك الى جانب الشعب السوري وانها تتحمل كل مسؤوليتها لمساعدة المعارضة السورية طالما توجب ذلك.