أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن الجزائر تقف بالمرصاد لكل ما قد يهدد أمنها واستقرارها، وأنها قادرة على التصدي لكل ما قد يهدد أمنها واستقرارها، بنفس درجة قدرتها الدفاع عن أمن وسلامة مواطنيها، دون السعي إلى الزعامة في المنطقة. وفي وقت تحدث عن الخطوط العريضة للقاء الثلاثية المزمع الشهر القادم، أكد أن الرئيس بوتفليقة، يتابع سير شؤون البلاد بصفة يوميا وراض تمام الرضى عن أداء الحكومة. وكشف سلال، خلال لقاء بممثلي المجتمع المدني في ختام زيارته إلى ولاية جيجل، يوم الخميس، أن معظم الدول الكبرى طلبت من الجزائر وبإلحاح لعب دورها كقوة جهوية في المنطقة، إلا أن خيارات الجزائر واستراتيجيتها بعيدة عن السعي للبحث عن الزعامة، مشيرا إلى أن هذا التعفف على تزعم المنطقة مرده الإمكانات الدفاعية التي تمتع بها البلاد، والتي تجعلها قادرة على الدفاع ورد أي مخاطر تتربص بها، مؤكدا أن الحكومة الجزائرية تسير في الطريق الصحيح، وتقف بالمرصاد لكل ما يهدد سلامة مواطنيها، معتبرا أن الوضع الإقليمي والدولي جعل الجزائر اليوم تعيش وسط بركان من الأزمات على حدودها. سلال الذي قال صراحة أن الجزائر لا تبحث عن الزعامة، أطلق تطمينات في اتجاه دول المنطقة، وقال بعبارة واضحة "نحن دعاة خير ولسنا دعاة شر"، في رسالة غير مباشرة على وجه الخصوص إلى دول الجوار، كالمملكة المغربية، وليبيا وتونس وحتى المالي، وفي رسالة أخرى وجهها للمواطنين تحصينا لهم من الوقوع في فخ الفتنة التي تمزّق عددا من الكيانات العربية، قال الوزير الأول "الجزائريون يعرفون جيّدا قيمة وثمن الاستقرار، لأنهم عاشوا 10 سنوات عجاف". في إشارة منه إلى العشرية السوداء، مضيفا "الشعب الجزائري واجه مشاكل صعبة هددت كيانه وكيان الدولة، وهو ما جعلهم قادرون على التحكم في أمورهم"، في إشارة ضمنية إلى المناعة التي خلّفتها سنوات الأزمة لدى الجزائريين من نضج. سلال الذي انتهز فرصة الزيارة التفتيشية رقم 16 إلى ولايات الجمهورية، والتي قادته إلى جيجل، قال "سياستنا واضحة، وقادرين على تسيير أمورنا، ونرفض تدخل الغير في شؤوننا، ونرفض التدخل في شؤون الغير، ولسنا بحاجة لدروس من أي كان"، متحاشيا الخوض من بعيد أو قريب في قضية تواتر الأحداث والعنف الذي تعيشه مصر". وفي عرض حال سريع عن الوضع العام في البلاد، قال "الجزائر تعيش ظروفا جد حسنة من عدة جوانب، واستقرارا على شتى الأصعدة رغم بعض المشاكل التي تثار أحيانا كامتعاض المواطنين وهو أمر مشروع"، مذكّرا أن الحكومة "في خدمة المواطن، قبل أن يؤكد أن رئيس الجمهورية، يتابع تسيير شؤون البلاد بصفة يومية، وراض عن أدائها وتكفّلها بانشغالات المواطنين، كما نلتمس رضا هؤلاء في رد ضمني عن الأنباء القائلة بتعديل حكومي وشيك. دخول اجتماعي آمن ولقاء الثلاثية محطة للنهوض بالاقتصاد وأكد سلال أن الدخول الاجتماعي والدخول المدرسي والجامعي، سيتم على أحسن مايرام، مشيرا إلى دفع منحة 3 آلاف دينار هذا الموسم ل3 ملايين طفل معوز. ولم يهمل الوزير الأول تهديدات الإضراب، وقال إنها لا تخيفنا، وسنضمن دخولا اجتماعيا هادئا، مشيرا إلى أهمية الثلاثية المزمع عقدها سبتمبر المقبل لكونها ستساهم في "تدعيم الاقتصاد الوطني واسترجاع القاعدة الصناعية"، لأن الرهان الحقيقي يكمن في بناء اقتصاد متنوع خارج المحروقات، مؤكدا أنه "الشغل الشاغل للحكومة"، إلى جانب رهان تقليص الواردات لأن الاقتصاد العالمي يقاس بقدرة التصدير. وأوضح أن الثلاثية ستكون "اجتماعا موسعا" يضم الحكومة والشركاء الاجتماعيين وأرباب العمل لدراسة الطرق الكفيلة بتحسين الاستثمار. وإن ذكر بإجرءات شكلت مضمون مشروع قانون المالية التكميلي للسنة الجارية، اعترف أن "الحل الوحيد" لبعث الاستثمار يكمن "في إنشاء وحدات إنتاجية لتمكين البلاد من استرجاع قاعدتها الصناعية". المنطقة الصناعية بلارة ، الطريق السيار وميناء جن جن مشاريع ضخمة وفي سياق التنمية دائما، أطلق سلال مشروعين من شأنهما قلب حال ولاية جيجل، يتمثلان في مشروع ربط الولاية بالطريق السيار، الذي سيربط ميناء جن جن بالطريق السيار شرق- غرب على مستوى العلمة. ويمتد هذا الطريق، الذي يعبر ولايات جيجل وميلة وسطيف، إلى 111 كلم. وحددت آجال إنجاز هذا الطريق المخترق للطريق السيار ب36 شهرا بكلفة قدرت ب160 مليار دينار. أما ثاني مشروع، فيكمن في مشروع المنطقة الصناعية بلارة، الذي سينطلق في أكتوبر القادم. وكذا عملية تهيئة ميناء جن جن، الذي قال سلال: يجب أن يلعب دورا إقليميا في المنطقة، وينتزع لقب سيد البحر الأبيض المتوسط الذي تحمله موانئ اليونان في الوقت الراهن. إلا أن ملاحظين يؤكدون استحالة ذلك إذا بقي الميناء تحت تسيير موانئ دبي العالمية، التي لم تثبت نجاعة منذ دخولها الجزائر. برنامج تنموي إضافي لولاية جيجل أعلن سلال عن برنامج تنموي إضافي لولاية جيجل موجه أساسا لقطاعات الصناعة والتكوين والصحة، يتقدمها مشروع إنجاز مدرسة وطنية عليا للتعدين بالميلية تتسع ل1000 مقعد بيداغوجي، وإقامة جامعية ب500 سرير، بغلاف مالي يقدر ب58 مليون دينار. كما ستتعزز بلدية العوانة بكلية للطب ومركز استشفائي جامعي إلى جانب استحداث مصلحة لعلاج السرطان بمستشفى جيجل بغلاف مالي قدره 50 مليون دينار، موازاة لتجهيز المؤسسات الاستشفائية بالطاهير والميلية وجيجل بعتاد خاص بالأشعة، إلى جانب برمجة مركز للأشعة بجيجل. ومن المزمع برمجة مشروع ترامواي يربط بين العوانة -جيجل وتاسوست بغلاف مالي قدره 65 مليون دينار، إلى جانب 5 آلاف وحدة إضافية مسجلة في إطار البرنامج التنموي الإضافي لفائدة بلدية جيجل تتضمن مختلف الصيغ (اجتماعي، ترقوي وريفي). (الشروق الجزائرية)