في الوقت الذي بدأت فيه الناقلة الخاصة سيفاكس ارلاينز الاعداد المادي للرحلة الترويجية الخاصة لمونريال عاصمة مقاطعة الكيباك الكندية قطع الرئيس المدير العام للخطوط التونسية عطلة عيد الأضحى ليطير ضمن وفد رفيع المستوى اول امس الى نفس الوجهة للاعداد لفتح خط جوي مباشر يربط تونسبمونريال .. تحرك يوحي بأن الواقعة الثانية المنتظرة في مواجهة الشقيقتين – العدوتين ستكون على ارض كندية هذه المرة . ف"سيفاكس ارلاينز" انتهجت نهج الدعاية الذي يبلغ حدود المبالغة والاستسهال من لدن أشخاص يجهلون عالم كواليس الطيران ومشاكله الخفية وتعقيداته التي لا تخطر على بال ..لذلك ارتأت اداراتها العامة – وعلى شاكلة المثل التونسي - أن "تحضّر الحصيرة قبل الجامع " فبادرت بالقيام برحلة ترويجية استطلاعية يتوقع ان تكون مكلفة للغاية للشركة اذ يقول العارفون بخبايا مثل هذه الرحلات ان لا تقل كلفتها عن مئات الالاف من الدنانير جلها سينفق بالعملة الصعبة ..وذلك بغاية الاعلان عن نيتها فتح خط مباشر وتحسيس وكلاء الاسفار هناك في اطار صالون السياحة هناك..دون ان يعوا ان وكلاء الاسفار لا يتعاقدون مع ناقلة لم تحصل على تراخيص ولا تعرف قياداتها متى سيكون فتح الخط وان عبروا فانما يعبرون عن استعدادهم فحسب ...خصوصا انهم اذا ما سالوا فان الاجابة ستكون من باب التوقعات فحسب لان المعروف عن الطيران المدني الكندي أنه لا يتسامح في مواصفات السلامة ولا يمنح تراخيص لشركات طيران لا تملك كل المواصفات الدولية في الغرض او تنطلق من مطارات لا تخضع لمواصفات السلامة الامريكية .. ثاني الاشكالات التي تعترض سيفاكس في مشروع قطع المحيطات هي تعويلها على طائرة واحدة طويلة المدى وهو ما يعتبر في نظام تسيير الرحلات البعيدة مغامرة مجهولة العواقب لانها لا يمكن لاي شركة ان تسيّر رحلات طويلة المدى بطائرة واحدة قد تكون عرضة للعطب او التعطل لسبب ما بما يوقف كامل النشاط وبالتوازي فان كراء طائرة ثانية او اقتناءها سيمثل ضغطا ماليا كبيرا على مؤسسة فتية لم يشتد عودها بعد ولن تحقق ارباحا حتى في العام المقبل
ف" سيفاكس " حينئذ ولتطوير مردودية طائرات عملاقة مكلفة بتكثيف وجهاتها بما يعني انها مطالبة بفتح وجهات اخرى على غرار الصين الذي تعتبر ضمن خطة الخطوط التونسية التي تهيأت لها بالتحالف مع الناقلة الليبية "الإفريقية "والتي على عكس "سيفاكس تمتلك "الجامع " ولكنها لا تقدر أن توفر "الحصيرة" لذلك لجأت للخطوط التونسية التي لها خبرة اكثر من ستين سنة في عالم الطيران والتي حرمتها انعكاسات الثورة السلبية من تنفيذ مخططها لفتح خطوط جديدة نحو كندا والصين فكان الاتفاق على ان تمنح الناقلة الليبية طائرتين من نوع ارباص أ 330 الى الخطوط التونسية تليها ثالثة جديدة تصل في نوفمبر القادم وستحمل تلك الطائرات أرقاما تونسية وتضع على متنها طواقم ملاحية وتجارية تونسية فتحمل بذلك العلم التونسي وتتم صيانتها بمركز صيانة الخطوط التونسية وتنطلق من تونس في اتجاه مونريال ومدينة غوانزو الصينية ومدينة دبي عبر تونس وتقدم خدماتها للتونسيين والليبيين على حد السواء على اعتبار ان الناقلة الليبية ستتقاسم مع الناقلة التونسية البيع على منظومة واحدة بما سيجعل نظريا من مشروع التكامل مثمرا لان السوق الليبية بدورها هامة وتتضمن امكانيات تسمح بتوفير نسبة امتلاء محترمة الرئيس المدير العام للخطوط التونسية سارع بدوره الى مونريال قبل ان يتم ختم الاتفاقيات مع "الافريقية" لينطلق في اجراءات الاعداد لفتح الخط سيما وان الناقلة سبق لها وان بدأت هذه المهمة قبل الثورة ولاقت استعدادا وترحيبا من السلطات الكندية وتتوقع مصادر من الخطوط التونسية ان يفتح خط مونريال خلال الربيع المقبل اي نهاية مارس ضمن البرمجة الصيفية على اعتبار ان الطيران المدني له برنامجان سنويان للرحلات واحد شتوي ينطلق اخر اكتوبر وثان صيفي ينطلق نهاية مارس وتبرمج المطارات الرحلات وفقه وتهيء امكاناتها الارضية على خلفيتهما بما ياذن بمعركة اخرى قادمة بين ناقلتين واحدة تحاول انقاذ نفسها من افلاس محدق بعد ما سبب لها الغاء التفريع والاضرابات وتراجع النشاط السياحي ثقلا ماليا جراء تراكم اليد العاملة بما استوجب برنامجا عاجلا لاعادة الهيكلة وناقلة انبنت على حلم شخص كان منذ نعومة اظافره يحلم بدخول عالم الطيران واتاحت له الثورة الفرصة لتفيقه من حلمه عقبات كأداء يسعى جاهزا لتجاوزها كي لا يتحول الحلم الى كابوس .. معركة قادمة سيكون التراب الكندي هذه المرة ارضها ، معركة سلاح البعض فيها مورّد من ليبيا وسلاح البعض الاخر مستمد من بورصة الاوراق المالية