ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنصف المرزوقي:الجيش طلب مني معاقبة هؤلاء.... والدستور سيكون جاهزا آخر ديسمبر
نشر في الصباح نيوز يوم 21 - 11 - 2013

اجرى رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي على هامش مشاركته في القمة العربية الأفريقية التي تستضيفها الكويت حوارا خاصا مع صحيفة الأنباء الكويتية .
وقد تحدث المرزوقي عن الأوضاع في تونس مبشرا بأن المشهد السياسي الصاخب فيها لا يدعو للقلق، لأن «تونس باخرة صلبة بوجه الأنواء» وينطبق عليها المثل «يا جبل ما يهزك ريح»، كما بيّن المرزوقي في حواره أن جلسات الحوار الوطني ستستأنف هذا الأسبوع، والدستور الجديد للدولة المدنية العتيدة سيقر قبل نهاية العام.
وأكد المرزوقي أن تونس تتطلع لأفضل العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة مع الإمارات، وكذلك مع مصر، مؤكدا ان تصريحاته بشأن الرئيس المصري السابق محمد مرسي كانت ذات طابع «حقوقي» وليس مقترحات سياسية كي تفهم على انها تدخل بالشأن المصري.
كما تحدث رئيس الجمهورية المؤقت عن الأوضاع في سورية وفلسطين وليبيا وغيرها من الملفات الحساسة في المنطقة.
وفيما يلي نص الحوار كما ورد في صحيفة الانباء الكويتية :
بداية إلى أي مدى برأيكم ستؤسس القمة العربية - الإفريقية الثالثة لشراكة ناجحة، وما سبل التعاون للوصول إلى الهدف المنشود؟
- إن أول إنجاز لهذه القمة أو لهذه الاجتماعات هو وجودها، فهو يعني ان هناك وعيا بأهمية التعاون بين الفضاءين، الإنجاز الثاني هو انه رغم كل الصعوبات التي واجهتها منذ دورتها الأولى عام 1977 ثم 2010 في سرت فإنها استمرت، وهي فكرة ماتزال حيّة إذن رغم الصعوبات، والإنجاز الثالث هو اننا وصلنا الآن الى تشخيص النواقص والعيوب في الشراكة فقد وضعت بالماضي آليات لكنها لم تعمل كما ينبغي ونحن نواصل هذا العمل من خلال التقييم وكل المؤشرات تدل على ان هذه الفكرة لها مستقبل وهي متواصلة وتتعمق.
إذن هناك أمل جدي في تحقيق هذه الشراكة رغم كل ما يثار حولها؟
- طبعا، هناك البنك العربي - الافريقي للتنمية ومركز الثقافة والاستراتيجيا الموجود في باماكو وهما من ضمن الآليات الموجودة، وإن لم تؤد دورها الى الآن بالشكل الكافي، ولكننا نعمل على تطويرها.
العلاقات مع دول الخليج
كيف تصفون علاقة تونس بالدول الخليجية حاليا، هل هي بالمستوى المطلوب أم انها لا تزال في حالة تأرجح؟
-لقد طرحتم موضوعا محرجا، فكما تعلمون حصلت أزمة بيننا وبين الأشقاء الإماراتيين وأنا أريد ان اغتنم هذه الفرصة لأؤكد من جديد ان تونس تريد أطيب العلاقات مع كل البلدان ومع الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، ونحن قد قمنا بثورة لا ندعي انها نموذج ولا نريد تصديرها، بالعكس هذه مسألة داخلية بحتة، ونحن لا نتدخل في شؤون أي دولة ولا نريد لأي دولة ان تتدخل في شؤوننا، أما بخصوص ما قلته في الأمم المتحدة حول الرئيس المصري السابق فكان موقفا حقوقيا لأنني رئيس حقوقي، وعندما ترى أصدقاءك أو إخوتك يتعاركون فأنت تقول لهم «شوفوا حلّ» لكن لم نتدخل بمعنى أننا لم نطرح أي حل سياسي أو نقول ان «هذا ما يجب ان يحصل»، ولهذا مرة أخرى أنا أكرر اننا لدينا نوايا حسنة ونريد علاقات طيبة مع الاخوة الإماراتيين، ونريد لهذه الأزمة نهاية في أقرب الأوقات ونرغب في استئناف كل العلاقات الأخوية الطيبة في الميدان الاقتصادي والاجتماعي.. الخ، مع الامارات.
أما بالنسبة لعلاقاتنا مع باقي دول الخليج (السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان) فهي علاقات متميزة وستبقى متميزة.
الدستور والدين
نأتي الى الشأن التونسي الداخلي، هناك حراك سياسي هو الأقوى في تاريخ تونس، ومشاكل وعوائق كثيرة، اضافة الى قضية الدين والدستور المقترح.. أين وصلت الأمور؟
- ان الدستور التونسي ينص في مادته الأولى على ان تونس دولة دينها الإسلام ولغتها العربية، إذن الموضوع محسوم وفيه اعتراف، ولكن في الوقت نفسه نحن نريد ان نبني دولة مدنية لا تكون دولة دينية أو دولة عسكرية والدولة المدنية هي التي تعتبر انها دولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات أيا كانت ديانتهم ولو انه عندنا أقلية جد صغيرة يهودية أو أقلية جد صغيرة أيضا شيعية كما ان هناك من هم ليسوا مؤمنين ..الخ.. رغم انهم أقلية وكون 99% من التوانسة سنة مالكيين إلا أن الدولة تساوي بين كل مواطنيها رجالا ونساء، هذا هو مفهوم الدولة المدنية، فما دمت مواطنا في جمهورية تونس فلك كل الحقوق والواجبات سواء كنت رجلا أو امرأة، معاقا أو سويا، سنيا مالكيا أو تنتمي الى أي دين أو مذهب آخر، وهذا موجود ومركّز في الدستور الذي يضمن الحريات التي يجب ان يتمتع بها كل الناس.
وأود القول إن كل الأطراف السياسية والعقائدية في تونس أظهرت الكثير من المسؤولية، وحتى حزب النهضة الذي هو حزب ذو مرجعية دينية قبل مفهوم الدولة المدنية وتخلى عن فكرة أن يكون للتشريع أصل ديني.
مرة أخرى نحن نعتبر أن الإسلام هو دين الدولة والشعب ونحن متجذرون في هويتنا العربية والإسلامية وفي نفس الوقت نحن نريد للقوانين أن تصاغ بكونها قوانين بشرية حتى لا يختفي الاستبداد وراء أي تفسير أو تبرير ديني لهذا الاستبداد هذه الامور تم التوافق الكبير عليها وربما آخر شهر ديسمبر سيكون لتونس دستورها.
الحكومة الجديدة
وماذا عن الحكومة الجديدة. وهل ستستطيع أن تساهم في تهدئة الاوضاع السياسية المتوترة؟
-هذه الحكومة تأتي بالأساس ليس لأن الحكومة الماضية فشلت بل لأنها قامت بشيء تاريخي ولم تقم به أي حكومة على مر التاريخ وهو أنها سلمت السلطة ولو أنها لها الاغلبية المريحة في البرلمان، وقبلت بأن تكون هناك حكومة محايدة سياسية فقط لعدم إعطاء الحجة لأي طرف حتى يقول ان الانتخابات المقبلة ليست حرة ونزيهة.
إذن الحكومة السابقة ضحت بنفسها وأنا أحيي هذه التضحية، لأنها ستمكننا من اجراء انتخابات بأكبر قدر من النزاهة إذ ستعقد بإشراف حكومة مستقلة تعطي كل الضمانات لجميع الفرقاء حول سلامة ونزاهة الانتخابات.
جلسات الحوار
كان من المفترض في هذه الأيام أن تستأنف جلسات الحوار الوطني على حسب تصريحات سابقة للمسؤولين التونسيين أين وصلت المشاورات بهذا الخصوص؟
-الحوار الوطني لم يتوقف لحظة. وحتى عندما يبدو متعطلا فإنه لا يتوقف وراء الكواليس. إذن هناك حوار وطني أمام الكواليس وآخر خلفها، فحتى عندما تتخاصم الناس على الساحة تبقى تتناقش خلف الستار وهذه خاصية وميزة في الحياة السياسية التونسية.
الحوار الوطني تواصل بعد الأزمة وهو سيبدأ في هذا الاسبوع من جديد علنا لأنه حسب آخر المعلومات عندي حتى تونس بدأت تقترب من الحل إن شاء الله.
عموما أنا شخصيا مررت ب 6 أو 7 أزمات كبرى في عامين ونصف العام ودائما ما نجد حلا وهذه المرة نفس الشيء.
هل تم التوافق على تسمية رئيس الحكومة؟
-هذا السؤال طرح عليَّ أكثر من مرة وأحيانا الصحافيون يحورون في الكلام ويتسببون في أزمة لي، لذا لن أرد على هذا السؤال. كل ما يمكنني قوله هو اننا نسير في الطريق السوي.
دور الجيش التونسي
ما وضع الجيش في تونس خاصة أنه في الآونة الاخيرة سمعنا عن مناشدات عندكم الى الجيش للتحرك على غرار ما حصل في مصر. فما صحة ذلك؟ وهل تتوقعون أن تلعب المؤسسة العسكرية دورا أكبر في مستقبل تونس السياسي؟
-عندما حصلت بعض الاضطرابات تصور بعض الناس أن الجيش التونسي يمكن أن يلعب دورا سياسيا وطالبوه بالتدخل في عدد من المناشدات التلفزيون والجيش نفسه رد على ذلك، وطلب مني أخذ مبادرات لعقاب هؤلاء الناس لأن القانون يعاقب على مثل هذه التصريحات، وفعلا قمنا بدعاوى قضائية ضدهم.
وبطبيعة الحال لم تقع الاستجابة لهم ولن تقع لأن الجيش التونسي منذ البداية هو جيش مهني ومحترف ومنضبط ولم يكن له أبدا في تاريخ تونس أي دخل بالسياسة، وهذه هي العقلية والعقيدة التي أنشئ عليها وهي خدمة الحدود والشعب ولا يتدخل بالسياسة.
الملف السوري
نأتي إلى الملف السوري. دائما ما اعتدنا أن تكون تصريحاتكم بشأن هذا الملف تحتوي على مبادرات أو تصورات للحل في كل مرحلة من مراحل تطور النزاع هناك. أين وصل الوضع في سورية اليوم؟ وهل لديكم مبادرات جديدة تطرحونها بهذا الخصوص؟
- أولا مأساة الشعب السوري لا يتصورها عقل، وأنا بصفتي عندي الكثير من الأصدقاء السوريين وأحب سورية وزرت سورية، أقول إن القلب يتمزق وهو يرى ما يحصل. تونس حذرت منذ البداية لما كان عندنا أول لقاء لأصدقاء الشعب السوري أنا أغضبت الكثيرين عندما قلت: «إياكم وإياكم من شيئين: التسليح والتدخل الأجنبي لأن هذا سيقود إلى حرب أهلية».
وهذا بالفعل ما حصل، والآن الحل الوحيد حسب رأيي هو في مؤتمر «جنيف 2»، حيث يجب أن تذهب إليه كل قوى المعارضة وأن يذهب النظام ويكون هدفهم الوحيد هو الرأفة بهذا الشعب المسكين الذي لم يعد يتحمل أكثر مما يتحمل.
هذا الشعب من أكثر الشعوب إنسانية في العالم، استقبل الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم وهو الآن شعب مُشرّد ومُجوّع، وهذا شيء لم يعد مقبولا.. ارأفوا بشعبكم يا ناس نظاما كنتم أو معارضة، إلى أين أوصلتم هذا الشعب المسكين.. كونوا وطنيين، أهيب بهؤلاء المسؤولين السوريين أن يرتفعوا إلى مستوى المأساة التي أوصلوا إليها هذا الشعب.
المجاهدون في سورية
ما حقيقة حجم مشاركة «المجاهدين التونسيين» في سورية؟
- للأسف، اكتشفنا هذا الأمر من جديد، الأرقام التي أخذتها من وزير الداخلية تقول بضع مئات. وهم بالنسبة لنا مصيبة كأداء لأنهم يتعلمون حمل السلاح في سورية ثم يعودون إلى تونس لقتل التونسيين. نحن الآن نواجه بهجمات إرهابية متعددة حتى أصبح الملف السوري في هذا الجانب شأنا داخليا بالنسبة إلينا في تونس. مأساة سورية كبرى والآن أصبحت مدرسة يرتادها الشباب التونسي المغرر به، ويقتلون السوريين كما قلت ثم يعودون ليقتلوا التونسيين.
أوضاع ليبيا
هل أنتم قلقون مما يدور من أحداث وتطورات في جارتكم ليبيا؟ وما نظرتكم لمستقبل ليبيا وتأثيره المباشر على تونس؟
- نتابع الوضع في ليبيا كما لو كان في تونس. ما يجري في ليبيا له تأثير مباشر علينا. بعد الثورة الليبية كان هناك مئات الآلاف من اللاجئين في تونس. العلاقة عضوية. أمننا هو أمن ليبيا والعكس صحيح، لذلك نهتم بكل ما يحصل لدى إخواننا الليبيين ونتمنى أن يجدوا بأسرع وقت ممكن وسيلة للخروج من هذه الحالة التي تنذر بكل الخطر عليهم وعلينا وعلى كل المنطقة.
ضبط الحدود
إلى أي مدى هناك ضبط للحدود مع ليبيا بهدف منع تهريب السلاح ومرور المسلحين؟
-الخطر الذي يهدد أمننا بالأساس يأتي من خلال تهريب السلاح من ليبيا بأغلبيته الساحقة. نسعى بكل قوانا لتأمين الحدود، وكما تعلمون هناك مناطق عسكرية عازلة بين البلدين ونحاول أن ننسق مع إخواننا الجزائريين وحدودنا الغربية مضبوطة ولكن في الوقت الحاضر نظرا للوضع الأمني في ليبيا مازلنا نعاني من بعض الانفلات، لنؤمن الحدود الجنوبية نحتاج إلى قوة عسكرية متماسكة في ليبيا حتى نتعامل معها.
إن شاء الله هذه فترة صعبة تمر فيها ليبيا ونحن معها قلبا وقالبا ومستعدون لمساعدة إخوتنا هناك حتى يتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة.
سوء تفاهم مع مصر
كيف تقيمون علاقاتكم الحالية مع جمهورية مصر العربية؟
-علاقات تاريخية أزلية ثقافية واجتماعية وفي كل مجال لا تتغير مع تغير الأشخاص ولا بالأنظمة، علاقات ما بين حضارات وشعوب على امتداد القرون.
حصل سوء فهم وأعتقد أنه سيمر بسرعة، أنا قلت موقفا مبدئيا بخصوص الرئيس السابق وهو موقف حقوقي وليس سياسيا وأنا متمسك به، لكن ذلك لا يعني أنه يجب ألا تكون هناك علاقات مع كل المصريين.
أفتخر بموقفي الرافض لاحتلال الكويت وبوقوفي بوجه التيار المؤيد لصدام
في الكويت هناك دائماً انزعاج كبير من النظام التونسي السابق تجاه ما حصل سنة 1990 من تأييد للاحتلال الصدامي الغاشم.
لو عاد الزمن الى الوراء وكنتم فخامتكم في سدة الرئاسة، فماذا كان الموقف الذي ستتخدونه؟
- كنت سأدين بقوة الاجتياح العراقي وغزو الكويت آنذاك، من مبدأ حقوقي ومن مبدأ السيادة.. الذي وقع في 1990 كان مأساة، لأن كثيرا من التونسيين غررت بهم الدعاية واعتبروا ان «صدام بطل العروبة»، وأنا رأيت أشياء رهيبة، كنت رئيس رابطة حقوق الإنسان وكنت أرى رابطيين وحقوقيين يدافعون عن صدام، وكنت أقول لهم: نحن نناضل ضد التغريب والديكتاتورية وأنتم تؤيدون ديكتاتورا في العراق أي ان لديكم ديكتاتورية جميلة وديكتاتورية قبيحة وهذا غير مقبول، وأنا أفسر ذلك الموقف لدى كثير من النخب التونسية بأن كرههم للإمبريالية غلب على المنطق والعقل، وكنت ممن وقفوا ضد هذا التيار ووقفت بوجهه ونالني منه الكثير من الأذى، وقالوا حتى اني آخذ فلوس من الكويتيين وانني خائن وعميل.
ولكن أنا سعيد بأن أرى ان الحق عاد الى نصابه، وان الكويت دولة مستقلة وحرة وان الاخوة العراقيين الذين مازالوا يدفعون الثمن الباهظ للديكتاتورية سيتحسن وضعهم وألا نشاهد هذه المآسي والتي مازلنا الى الآن ندفع ثمنها، فالعراق الى اليوم يدفع ثمن غلطات صدام حسين.
بالنسبة الى الوضع الأمني في تونس، هل الأمور آمنة تماما وهل تشجعون السياح في دول الخليج تحديدا على التوجه الى تونس؟
- هذه قضية الإعلام الذي لا يتحدث عن المليون طائرة التي تصل في الوقت بل يتحدث عن الطائرة التي تسقط، لدينا 5 ملايين أو 6 ملايين سائح في العام ولا واحد مسّه ضرر أو اختطف أو قتل، وهذا يؤكد أننا بلد مفتوح وآمن.
لكن الصحافة تتحدث مثلا عن الشخص الانتحاري الذي حاول أن يعتدي على نزل ولم تركز على أن البوليس التونسي هو الذي أحبط هذه المحاولة. إذا ركزت على أن محاولة واحدة أحبطت من قبل البوليس وملايين السياح لم يمسسهم أذى فهذا هو الواقع. إذن في هذه الحالة السؤال ينتفي وليس له محل. طبعا مرحبا بكل السياح الخليجيين. تونس فيها السياحة العائلية والسياحة العادية وهي بلد عربي مضياف ويتمتع بكل الإمكانيات السياحية.
أخشى ما أخشاه أننا على وشك خسارة القدس نهائياً
دائما ما كانت تونس تلعب دورا كبيرا كحاضن للقضية الفلسطينية في مراحلها التاريخية. تمر هذه القضية بلحظة حرجة. ما تصوراتكم لإعادة الزخم إليها في الإضعاف المستمر للموقف الفلسطيني؟
-التوانسة عندهم حب كبير إلى فلسطين لدرجة أنهم يعتبرون أنفسهم أحيانا أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم. هذه القضية تراجعت كثيرا بعد الثورات التي أخذت الصدارة والوجاهة، ويجب أن تعود، وأنا أخشى ما أخشاه أن القدس بدأت تضيع علينا نهائيا. كما أخشى من الانقسام بين الإخوة الفلسطينيين الذين حاولنا بكل جهودنا أن نضع حدا له دون أن ننجح حتى الآن. إذ كيف لنا أن نفاوض ونفرض حقوقنا ونحن في هذه الحالة من الاختلاف والتمزق؟
انظر إلى غزة مثلا هي الآن أكثر انغلاقا على وضعها بدلا من الانفتاح، ولا ننسى أن كل الشعوب العربية اليوم في وضع صعب. والوضع الفلسطيني يزداد صعوبة بعد صعوبة. الخلاص ليس سهلا وليس بسيطا، نحن الآن في مرحلة تاريخية «تعرُكنا» فيها قوى جبارة ويجب أن نكون على مستوى التحديات والتحديات ضخمة جدا.
مستقبل تونس مزدهر.. ويا جبل ما يهزك ريح
هناك تخوف كبير على مستقبل تونس، هل تؤيدون هذه النظرة التشاؤمية؟
-عندما تقولون ان هناك تخوفا كبيرا على مستقبل تونس أنا أتعجب، لأن تونس باخرة صلبة تستعصي على الأنواء. في بلدنا لحمة وطنية ، ورغم كل ما صار لم نشهد حربا أهلية، وتونس فيها جيش متماسك وقوي لا يعرف إلا خدمة الوطن وفيها مؤسسات أمنية تعمل ليلا ونهارا وطبقة سياسية واعية تتحاور دائما ولديها دعم من كل دول العالم العربية والغربية وماكينة تونس الاقتصادية تعود شيئا فشيئا.
لدينا مثل يقول: «يا جبل ما يهزك ريح» وما يمر حاليا هو ريح ولكننا واثقون تماما من انه بعد 6 7 أشهر تونس ستنتهي من هذه المرحلة الانتقالية وستنتقل الى أن تكون دولة مستقرة وفي ظرف 5 سنوات ستكون دولة مزدهرة ومستقرة وما تسمعونه من مخاوف مبالغ فيها، لننظر الى الآليات الكبرى: الوحدة الوطنية وطاقات شعبية شبابية نسائية ورجالية كبيرة وحوار مستمر بين المكونات السياسية على تنوعها.
أنتم متهمون بتقليص دور المرأة في الحياة السياسية؟
- هذه ليست تهما بل سخافات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.