قال رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبو سهمين الخميس ان ليبيا ستنتخب في 20 فيفري جمعية تأسيسية لوضع مسودة دستور لدفع البلاد قدما نحو الديمقراطية بعد أكثر من عامين على الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي. ويعتقد السياسيون الليبيون أن كتابة دستور للبلاد يمكن أن يخفف من حدة التدهور الامني تتسبب فيه مليشيات ترى نفسها فوق القانون المفقود. وقال أبو سهمين بعد الإعلان عن الموعد انه يريد المصالحة بين جميع أبناء الشعب الليبي والجماعات الليبية بما يدعم هذه الانتخابات. وتعاني ليبيا من فوضى سياسية حيث يسود الجمود أعمال المؤتمر الوطني العام بفعل المواجهة بين الاسلاميين وتحالف القوى الوطنية. كما يبذل الجيش الوليد جهودا مضنية لبسط سيطرته على المتمردين السابقين والجماعات القبلية والمتشددين الاسلاميين. وفور انتخاب الجمعية الدستورية المؤلفة من 60 عضوا سيكون أمامها 160 يوما لوضع مسودة دستور جديد تطرح للاستفتاء العام. وفي حالة الموافقة على الدستور ستجرى انتخابات أواخر العام 2014 لانتخاب برلمان جديد. وكان من المقرر أن تنتهي الفترة الانتقالية للمؤتمر الوطني العام في السابع من فيفري لكن أعضاءه مددوا الفترة لضمان استمرار العمل، ووعدوا بأنهم لن يستمروا الا في حالة إحراز تقدم في وضع الدستور. وأدى عدم امتلاك ليبيا لمؤسسات قوية ووضعا سياسيا مستقرا إلى تدهور الوضع الأمني بشكل خطير. ويقول مراقبون إن المليشيات المسلحة التي تأخذ القانون بيدها وتأمر وتنهى في غياب قيادة سياسية ضعيفة تستغل عدم وضوح الرؤية السياسية للبلاد لتفرض أوامرها حتى على كبار المسؤولين الليبيين. والخميس قتل جندي واحد واصيب اثنان آخران على الأقل في اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة بنغازي شرق ليبيا بعد عصر بين القوات الخاصة والصاعقة للجيش الليبي ومجموعات مسلحة، بعد ساعات على اختطاف نجل آمر القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة وفق ما أفادت مصادر عسكرية وطبية ليبية. وقال مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "وحدات من القوات الخاصة والصاعقة مدججة بمختلف أنواع الاسلحة وتساندها مروحيات من سلاح الجو الليبي تجري عمليات مطاردة لمختطفي علي ونيس بوخمادة في الوقت الحالي وتشتبك مع جيوب منهم" دون أن يحددها. وقال عضو المكتب الإعلامي لمركز بنغازي الطبي خليل قويدر إن "المركز تلقى قتيلا من القوات الخاصة واسمه رمضان الحاسي، وجريحا من القوة ذاتها واسمه الشريف التباوي". من جانبها قالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي إن "المستشفى استقبل جريحا واحد من القوات الخاصة واسمه محمد الدروقي"، لافتة إلى أنه "تعرض لإصابة خفيفة في الرجل جراء الاشتباكات". وأوضح المصدر أن "هذه الاشتباكات تجري حاليا في محيط مناطق القوارشة وقاريونس والهواري في الجهة الغربية والجنوبية الغربية لمدينة بنغازي حيث توجد معسكرات لكتائب الثوار السابقين أبرزها معسكر كتيبة شهداء 17 فبراير". وأشار إلى أن "تلك المجموعة المسلحة تتحصن في مزرعة بمنطقة القوارشة في المدخل الغربي للمدينة" لافتا إلى أن "الاشتباكات بدأت بعد أن رصد عناصر القوات الخاصة رماية من منطقة القوارشة على طائرة عمودية كانت تقوم بتمشيط المنطقة". وقال مصدر في كتيبة شهداء 17 فبراير وهي كتيبة للثوار معظم منتسبيها من الإسلاميين، إن "قذائف للمدفعية المتوسطة وطلقات لأسلحة خفيفة انصبت باتجاه المعسكر من بعيد"، لافتا إلى أن "الكتيبة تمكنت من إلقاء القبض على عدة أشخاص من القوات الخاصة والصاعقة أطلقوا الرصاص باتجاه المعسكر". وقال المصدر العسكري إن "آمر القوات الخاصة والصاعقة العقيد ونيس بوخمادة تلقى مكالمة هاتفية من مختطفي نجله علي يطالبونه بسحب قواته من محيط تلك المنطقة لقاء إطلاق سراح نجله بعد ساعة من تنفيذه للشرط". وقال مصدر مسؤول في الغرفة الامنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي إن "القوات الخاصة تلقت أوامرها من الغرفة بعد الحصول على إذن من النيابة العامة على ملاحقة هذه المجموعة الإجرامية"، مؤكدا أن "تلك المجموعة تم رصدها وجار التعامل معها ولن تتمكن من الفرار". وقال شهود عيان إن عناصر القوات الخاصة توزعت في المناطق القريبة من القوارشة بكامل عتادها وآلياتها وقامت بتطويق كامل للمنطقة وأغلقت كل الطرق الرئيسية المؤدية إليها ووجهت المواطنين إلى استخدام طرق بديلة لإبعادهم عن منطقة الاشتباكات. يشار إلى أن حالة الاستنفار القصوى في صفوف القوات الخاصة ببنغازي جاءت بعد ساعات على تعرض نجل آمرها العقيد ونيس أبو خمادة ظهر الخميس لعملية اختطاف حين كان مع رفاقه من مطعم خلف جامعة بنغازي، بحسب المصدر. وقال المصدر إن نجل بوخمادة اختطف هو ورفيقه لكن رفيقه عثر عليه مرميا على قيد الحياة في منطقة القوارشة. وكان المصدر قال في وقت سابق إن "سيارتين من نوع تيوتا بيك اب اعترضتا بوخمادة الابن بالقرب من أحد المطاعم خارج أسوار الجامعة واقتيد إلى مكان مجهول". ويستهدف مسلحون مجهولون أفراد القوات الخاصة والصاعقة بانتظام من خلال عدة هجمات على مقراتها واغتيال أفرادها خصوصا في مدينة بنغازي التي تشهد انفلاتا أمنيا واسعا. ويوم الجمعة الماضي، اعتقلت القوات الخاصة أربعة أشخاص في بنغازي في حوزتهم "قائمة من ضباط قتلوا بالفعل وآخرين في طور الإعداد لقتلهم"، خلال عملية أسفرت عن مقتل جندي. وبعد أكثر من عامين على الاطاحة بنظام معمر القذافي في أكتوبر 2011، ما زالت الفوضى تسود ليبيا. والأربعاء، نجا وزير الداخلية الليبي بالوكالة الصديق عبد الكريم من محاولة اغتيال في طرابلس. (ميديل إيست أون لاين)