ألقت فجر أمس الوحدات الأمنية لمنطقة الأمن الوطني بجبل الجلود بالتنسيق مع وحدات من إقليم الأمن الوطني بتونس القبض على عنصر إرهابي مصنف أمنيا خطير في أعقاب مداهمة أمنية لمنزل بجبل الجلود-جنوب العاصمة- بإذن من النيابة العمومية كما تمكنت من القبض على عنصر سلفي متشدد ثان كان يخطط لإخفاء المشتبه به الاول. وحسب مصادر خاصة ب"الصباح" فإن معلومة سرية مهمة وردت على مسامع الأعوان مفادها نزول إرهابي خطير من جبل الشعانبي وتسلله إلى جبل الجلود لزيارة والدته المريضة، ونظرا لأهمية المعلومة فقد أولاها الأعوان العناية اللازمة واتخذوا كل الاحتياطات لمداهمة ناجحة فطلبوا التعزيز من إقليم الشرطة بتونس وداهموا فجر أمس الخميس منزل الإرهابي المشتبه به بإذن من النيابة العمومية حيث ألقوا القبض عليه واقتادوه إلى المقر الأمني. وكشفت مصادرنا أن الموقوف البالغ من العمر حوالي ثلاثين سنة محل ثلاثة مناشير تفتيش اثنان من أجل تكوين عصابة مفسدين للاعتداء على أمن الدولة الداخلي وثالث من أجل الانضمام إلى وفاق إرهابي، كان متحصنا منذ مدة في جبل الشعانبي وهو عنصر إرهابي خطير مكلف بالرصد أي رصد تحركات الأمنيين والعسكريين في جبل الشعانبي وتزويد بقية الإرهابيين المتحصنين بالمعلومة الحينية للتحرك. وأضافت أن الموقوف وبعد أن علم بمرض والدته قرر زيارتها فنزل من الجبل بالتنسيق مع أشخاص على علاقة بالمجموعة الإرهابية وفروا له دراجة نارية من نوع "بيجو 103" ثم رافقته سيارتان مهمتهما كشف الطريق وتغيير المسلك عند اكتشاف دورية أمنية، إلى أن نجح في التسلل إلى العاصمة ومنها إلى منزل عائلته حيث ألقي القبض عليه. ويبدو أن الموقوف اعترف أنّ شخصا آخر من المنتمين لما يعرف بتنظيم "أنصار الشريعة" المحظور كان اتصل به وخطط لمساعدته على التخفي أثناء تواجده بالعاصمة، وأدلى بهويته، فقام الأعوان بنصب كمين محكم له نجحوا في أعقابه في القبض عليه وحجز رايات سوداء ومجموعة من الأسلحة البيضاء والسيوف، وبعرض هويته على الناظم الآلي تبين أنه محل منشوري تفتيش من أجل الاعتداء بالعنف الشديد والانضمام إلى وفاق إرهابي كما تبين أنه متهم في قضية أحداث دوار هيشر وقد أبقاه حاكم التحقيق المكلف بالبحث في الملف بحالة سراح، وقد أحيل الموقوفان على إدارة مكافحة الإرهاب لمواصلة التحقيق معهما.