أعلن الرئيس الأوكراني، فيكتور يانكوفيتش، عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع وعد بتشكيل حكومة ائتلافية، في محاولة لتهدئة الأزمة المتفاقمة التي قتل فيها العشرات وأصيب المئات. وفي بيان نشر عبر موقعه الإلكتروني قال يانكوفيتش إنه سيبدأ في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أنه لم يحدد موعدا لها. كما وعد بإصلاحات دستورية لتقليص صلاحيات الرئيس، وهو مطلب أساسي للمحتجين. ويدور الصراع في أوكرانيا حول هوية البلاد، التي يقطنها 46 مليون نسمة منقسمون في ولائهم بين الغرب وروسيا. وكان مكتب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش قد أعلن أن مفاوضين من الاتحاد الأوروبي وروسيا اتفقوا مع يانوكوفيتش والمعارضة على حل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وقال أحد كبار النواب البرلمانيين الموالين للحكومة الأوكرانية، أولكسندر يفريموف، رئيس الكتلة البرلمانية ل"حزب الأقاليم" الذي ينتمي إليه الرئيس يانوكوفيتش، إن الاتفاق يتضمن انتخابات رئاسية مبكرة في ديسمبر وإدخال تعديلات على دستور البلاد في سبتمبر المقبل. من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى توخي الحذر حيال نجاح هذا الاتفاق . وقال في تصريحات لمحطة "أوروبا1" الإذاعية الفرنسية "لا نستطيع أن نقول أي شيء بشكل نهائي وعلينا الانتظار، يجب أن نكون حذرين للغاية". يشار إلى أن أوكرانيا تشهد مصادمات بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن على خلفية المطالبة بإجراء تعديلات دستورية للحد من صلاحيات الرئيس يانوكوفيتش. وأسفرت هذه المصادمات منذ الثلاثاء الماضي وحتى صباح الجمعة عن مصرع 77 شخصا بما في ذلك عناصر قوات الأمن، بحسب وزارة الصحة الأوكرانية. ويطالب آلاف المتظاهرين المعارضين للحكومة الأوكرانية بإجراء تعديلات واسعة على دستور البلاد للحد من صلاحيات الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. يأتي ذلك فيما وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، الأحداث الجارية في أوكرانيا بأنها محاولة انقلاب باستخدام العنف، داعياً إلى وقفها، متهماً في الوقت عينه الغرب بتشجيع تلك المحاولات من دون إدراك عواقبها. وقال تشوركين في بث حي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن حكومته لا تعتقد أن المعارضة الأوكرانية ترغب بالحوار. واتهم تشوركين قادة المعارضة باقتحام المنشآت الحكومية بغية محاولة السيطرة على البرلمان، داعياً إلى "وقف هذه المحاولة لتنفيذ انقلاب عنيف". وقال إن روسيا بحاجة إلى "أوكرانيا مزدهرة ومستقرة"، معرباً عن تأييده مواصلة الحوار بين السلطات والمعارضة التي تجري بمبادرة من الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش. وأعرب عن اعتقاده بأن سبب فشل أول محاولة للحوار يعود إلى أن "المعارضة لم ترغب بالحوار فعلياً، ولم ترغب بتسوية الوضع بطريقة دستورية، بل أرادت أن تصل إلى الحكم باستخدام القوة". وأبدى الدبلوماسي الروسي قلقه من أن المواجهة في أوكرانيا تشرف عليها "عناصر متطرفة، تشير شعارات بعضها إلى أنها تحمل أفكارا فاشية"، معتبراً أن "الوقت حان بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي للعمل وفق المبادئ، وليس استناداً إلى طموحات جيو- سياسية ستؤثر سلباً في أوكرانيا وعلى الإستقرار في شرق أوروبا". ودعا تشوركين الغرب إلى "التخلي عن ممارسة الضغط على الحكومة الأوكرانية وحدها"، داعياً إياه بالمقابل إلى "إعلان عدم تأييده وعدم قبوله بمحاولة الإنقلاب بالقوة التي تتناقض مع الديمقراطية في دول أوروبا". وأشار إلى الخطر الذي ينطلق من العناصر المتطرفة في شوارع كييف، محذراً من أن وصول من يسمّيهم الغرب ب"قادة المعارضة الديمقراطية" إلى السلطة لن يؤدي إلى ظهور الديمقراطية في أوكرانيا بل إلى ظهور فوضى عميقة وانقسام بالبلاد. وأضاف تشوركين أن "هذا المزاج سينتقل إلى أوروبا التي تواجه نفسها التطرف في الحياة السياسية". وأكد الدبلوماسي الروسي، على أن الوضع في أوكرانيا خطر، معرباً في الوقت عينه، عن أمله بأن يدرك المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون المرتبطون بهذا الوضع، العواقب السلبية لسياسة تشجيع المعارضة "العدوانية" على الإستيلاء على الحكم. في المقابل، اعتبر السفير الأميركي في كييف، جيفري بايت، أن الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، يجب أن يبقى في منصبه إلى الإنتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه رأى أنه يجب تشكيل حكومة جديدة في البلاد. وقال بايت في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، "نعتقد أن يانوكوفيتش يجب أن يبقى في منصبه لقيادة البلاد إلى مستقبل جديد.. ويتعين عليه القيام بذلك بمساعدة حكومة جديدة وتعديلات في الدستور وتغيير في النظام الإجتماعي". وأضاف أنه "من الجلي أن المسؤولية الكبرى تبقى على عاتق يانوكوفيتش، فهو على رأس السلطة.. اننا كنا واضحين بإدانة العنف المرتكب من الجانبين". وأشار إلى أنه تحدث مع عدة "مسؤولين سياسيين ومن مجتمع الأعمال في أوكرانيا، وقد أقروا جميعهم بأن الخميس كان أكثر الأيام دموية في تاريخ البلاد"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات حازمة لإعادة الإستقرار والسلام في العاصمة" كييف. وكانت وزارة الصحة الأوكرانية اعلنت أمس الخميس، مقتل أكثر من 75 شخصاً في أعمال العنف في كييف منذ الثلاثاء، وهي أعمال تعتبر الأسوأ منذ حصلت البلاد على استقلالها في العام 1991. وتشهد كييف أزمة سياسية حادة، أدّت في الأشهر الماضية إلى سقوط قتلى وجرحى، على خلفية احتجاج المعارضة على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في نهاية نوفمبر الماضي، التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي، مفضّلا بدلاً من ذلك تقارباً مع روسيا. الصباح نيوز (وكالات)