استدعت التطورات الأمنية الأخيرة في منطقة الساحل والعمليات العسكرية التي تقوم بها العديد من الدول بشكل منفصل، مزيدا من الاتفاقيات والتنسيقات بين مختلف البلدان، خصوصا أن نشاطات التنظيمات المسلحة ثبت من خلال المعطيات الميدانية أن محور تحركاتها واسع بالشكل الذي لا يجعل أي منطقة في مأمن عن مخاطره. فقد أعلن وزير الدفاع المالي سومايلو بوبياي ميغا أن هناك اتفاقيات أمنية جاهزة للتوقيع من طرف كل من الجزائرومالي والتشاد وموريطانيا وفرنسا، وهذا من أجل الوصول إلى تنسيق أمني في مواجهة التنظيمات المتطرفة. وأضاف المسؤول المالي أن التعاون والشراكة في المجال الأمني أصبحت جد ملزمة وسط التوتر الكبير الذي تعيشه مناطق من الساحل، زادته ظاهرة التهريب المتعدد الأشكال تعقيدا. وبدا من كلام الوزير أنه لا يزال يتوقع مزيدا من نشاطات التنظيمات المسلحة التي تنطلق من المناطق الشمالية لبلاده في تهديد الدول المجاورة، بالرغم من إشادته بالتدخل العسكري الفرنسي، حيث خاضت حربا ضد المسلحين بجانب الجيش المالي، مشيرا إلى أن أكبر عامل يعقد خطط مطاردة الجماعات الإرهابية يكمن في أن النطاق الجغرافي للعمليات واسع جدا. أما عن سبل الحل، فقد أكد وزير الدفاع المالي أن جزءا مهما منه يتمثل في ترسيخ قيم المواطنة بين سكان المناطق الشمالية وشعورهم بالمصير الموحد، للابتعاد عن الاقتتال والتناحر. وفي نفس السياق، أشاد الوزير بالدور الجزائري لحل الأزمة الأمنية في الساحل، نظرا إلى ما تمتلكه من قدرات، خاصة موقعها الجغرافي المتاخم للمناطق المالية الشمالية التي تشهد اضطرابات، خاصة "كيدال". ويأتي الإعلام بتوقيع اتفاقيات أمنية بين كل من الجزائرومالي والنيجر والتشاد وفرنسا، غداة تصريح وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، الذي أكد فيه أنه سيقوم بجولة ببلدان الساحل من بينها مالي، امتدادا للاجتماع الوزاري المشترك حول الساحل الذي عقد بالجزائر في أفريل 2014. وقال لعمامرة إن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو الذي كلفه بالقيام بجولة ببلدان الساحل ستصادف انعقاد الدورة الثانية للجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائريةالمالية حول شمال مالي في 18 ماي الجاري ببماكو والاجتماع التشاوري على مستوى وزراء خارجية بلدان الساحل. كما أكد لعمامرة أن فتح باب الحوار الذي يفضي إلى مفاوضات تحقيق المصالحة بين الماليين يدخل في صلب أجندة الزيارة، مضيفا في هذا السياق ضرورة أن يكون هذا الحوار "شاملا" كما يتمناه الماليون أنفسهم وكذا المجموعة الدولية. واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجهود المشتركة بين لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والجزائر "لم تتوقف يوما فيما يخص الحركات المسلحة بشمال مالي، في حين تم إقصاء الجماعات المسلحة من ديناميكية المفاوضات هذه". (البلاد الجزائرية)