في واحدة من أقدم المدن القبطية وأغنى المواقع الأثرية بصعيد مصر، التي كانت تُعرف قديمًا ب "أوكسيرينخوس" وحاليًّا ب "البهنسة"، عثر فريق من علماء الآثار بجامعة برشلونة — بالتعاون مع جمعية كاتلان لعلم المصريات — على عديد من الصور مرسومة على أحد جدران حجرة قديمة تحت الأرض، بينها صورة لرجل مجعَّد الشعر، رافعًا يده كما لو كان يبارك الناس، ويرتدي رداءً قصيرًا، يُرَجَّحُ أنه المسيح، وتعود الصورة إلى القرن السادس الميلادي. ويحيط بالصورة الكثير من الرموز وصور نباتات وحيوانات، ونقوش مكتوبة باللغة القبطية يسعى العلماء جاهدين إلى ترجمتها وتفسيرها. ويرجح العلماء أن الحجرة كانت مقبرة لعدد من الكهنة وأحد الكُتَّاب؛ إذ كانت تضم قلمين وإناءً معدنيًّا مليئًا بالحبر. وبفحص رفات الكاتب تبين أنه كان في السابعة عشرة من عمره تقريبًا وقت مماته. وأزال العلماء قرابة 50 طنًّا من الصخور والحطام للوصول إلى هذه الحجرة، التي يبلغ طولها 8 أمتار تقريبًا، وعمقها 4 أمتار، وتقع في منتصف طريق يصل ما بين النيل ومعبد أوزوريس. وقد قضى العلماء 20 عامًا في هذه المنطقة الأثرية لاكتشافها، ومن ضمن اكتشافاتهم الأخيرة مقبرة مليئة بالمومياوات الرومانية، كما أن هذه المنطقة غنية بورق البردي. هذا وقد أعلنت وزارة السياحة المصرية عن هذا الاكتشاف الجديد في مؤتمر صحفي، وأنها ستُولِي مزيدًا من الاهتمام بالموقع. ويقول العلماء إنه لو تأكد أنها صورة المسيح فستكون واحدة من أقدم صور المسيح في العالم. ولا تزال الدراسات مستمرة للتأكد من الاكتشاف. (وكالات)