وصلت قوة درع ليبيا الوسطى، التي تتخذ من مصراتة، إلى مشارف العاصمة طرابلس، في محاولة لتأمين العاصمة بعد دعوة من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بهذا الخصوص، فيما حددت المفوضية الوطنية الليبية العليا للانتخابات 25 جوان المقبل موعدًا لانتخابات مجلس النواب. وأعلن رئيس المفوضية عماد السائح أنه أبلغ رئاسة المؤتمر الوطني العام بهذا الموعد اليوم الثلاثاء. وتزامن وصول قوة الدرع مع بيان أصدرته أكدت فيه أنها "ليست طرفا" في الاستقطاب بين الجماعات المسلحة، الذي تشهده البلاد منذ أيام. وقالت القوة "نؤكد أننا لسنا طرفا في أي نزاع سياسي أو مسلح يدور في العاصمة طرابلس"، وحذرت من "المساس بالمدنيين"، وقالت إنها ستكون "سدا منيعا" لحمايتهم. ودعت القوة في البيان الذي حمل طابع وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان للجيش الليبي "جميع الأطراف المتنازعة في العاصمة إلى الاحتكام للعقل وتجنيب المدنيين مزيدا من إراقة الدماء"، مبدية استعداها "للتواصل مع كل أطراف النزاع للوصول إلى طاولة الحوار". وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي تتهمه السلطات ب"محاولة انقلاب"، شن الجمعة هجوما على المجموعات "المتشددة" في بنغازي شرق البلاد التي يتهمها ب"الإرهاب". وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى. وتلقى حفتر دعم القوات الخاصة، ووحدة النخبة في الجيش الوطني الليبي، وضباط من قاعدة طبرق الجوية شرقي ليبيا، وقبيلة البراعصة النافذة في الشرق الليبي. كما أعلنت كتيبة 429 أهداف حيوية، في مطار طرابلس الدولي التحاقها بصفوف اللواء خليفه حفتر. كما أعلنت مجموعات مسلحة موالية للمؤتمر الوطني العام (البرلمان)، مثل غرفة عمليات ثوار ليبيا، وقوفها ضد حفتر، منددة بما سمته "الانقلاب". ووصفت غرفة ثوار ليبيا حفتر بالجنرال الفاشل. ودعت في بيان لها من سمتهم ب"ثوار ليبيا الحقيقيين إلى الانسحاب بشكل مؤقت وعاجل من الجيش ومواجهة آمريهم، ومطالبتهم بالإعلان عن أسماء الإرهابيين الذين يحاربونهم، وتحديد أسماء تشكيلاتهم المسلحة ومطالبة مكتب النائب العام بنشر التحقيقات التي تتضمن الأدلة الدامغة التي تثبت تورطهم بارتكاب جرائم." وتابع البيان معتبراً أن "ثوار ليبيا سيكونون رأس الحربة في مواجهة الإجرام وردع المجرمين دون حاجة إلى بطولات الجنرال الفاشل خليفة حفتر". واعتبرت غرفة عمليات ثوار ليبيا أن ما يجري يشكل انقلاباً عسكرياً هدفه فقط الاستحواذ على السلطة وإعادة عهد الديكتاتورية من جديد عبر محاربة الثوار وإجهاض ثورة 17 فبراير، بحسب ما جاء في البيان. يذكر أن "غرفة ثوار ليبيا" قامت في وقت سابق بقصف مقر رئاسة أركان الدفاع الجوي بعد إعلان انضمامها إلى معركة الكرامة. وكانت رئاسة أركان الدفاع الجوي أعلنت انضمامها إلى معركة "كرامة ليبيا". وأعلن العقيد جمعة العباني في بيان بث على الهواء مباشرة عبر قنوات فضائية أن رئاسة الأركان تعلن "انضمامها الكامل إلى عملية كرامة ليبيا". ودعا العباني الشعب الليبي إلى الالتفاف حول قواتهم المسلحة في معركتهم ضد الإرهاب واستعادة الأمن. وأضاف في مداخلة مع قناة "ليبيا لكل الأحرار"، "إننا مع الشعب الليبي، ويجب أن نكون لحمة واحدة من أجل القضاء على كل أنواع الإرهاب". من جهته طالب المجلس العسكري طرابلس، في بيان صدر في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، جميع الوحدات العسكرية داخل وخارج طرابلس التنسيق تحت قيادة موحدة بإمرة العميد ركن عبدالرحمن الطويل. وقال المجلس إنه لن يرضى بأي عمل عسكري داخل مدينة طرابلس، وأكد المجلس في البيان عن معارضته للإنقلابات العسكرية، وقال "نحن ضد الأزلام وضد الإرهاب وضد الأحزاب وضد الإخوان وضد كل الأجندات وضد الإنقلابات العسكرية". في غضون ذلك، نفت واشنطن دعمها لأي تحركات ميدانية في ليبيا، وأكد بأنها لم تجر أي اتصالات مع حفتر، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جينفر ساكي، الثلاثاء. ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" وضعت خطة عسكرية لإجلاء الموظفين والرعايا الأميركيين من ليبيا مع تردي الأوضاع الأمنية في هذا البلد. ويتوجب على البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية اتخاذ قرار بسحب حوالي 200 من موظفي سفارتها في طرابلس وعدد من القوات الخاصة المنوطة بها حماية السفارة والعاملين فيها قبل أن يقدم البنتاغون على مثل هذه الخطوة. الصباح نيوز (وكالات)