قضت الدائرة الجنائية الأولى في ساعة متأخرة من ليلة أمس بإدانة كل من رضا قريرة وذلك بسجنه مدة 4 سنوات وسجن بن علي 4 سنوات غيابيا مع النفاذ العاجل وبمثلها لليلى الطرابلسي كما قضت نفس الدائرة بالحكم بعامين سجنا لسميرة خياش وعامين سجنا لفرحات المديني وقضت بالحكم بعدم سماع الدعوى لأسماء محجوب. وذلك في قضية المدرسة الدولية بقرطاج. كما قضت المحكمة بتخطئة كل واحد منهم بأكثر من 7 مليون دينار وحمل المصاريف القانونية عليهم وحرمانهم من حق الاقتراع ورفض الدعوى المدنية شكلا. وكان قد مثل عشية أمس أمام الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس كل من أسماء محجوب التي أحضرت موقوفة من سجن إيقافها فيما حضرت سميرة خياش وفرحات المديني بحالة سراح ولم يحضر رضا قريرة المحال بحالة سراح وأحيل كل من المخلوع وزوجته ليلى الطرابلسي بحالة فرار لمحاكمتهم جميعا في قضية المدرسة الدولية بقرطاج. وقد صرحت أسماء محجوب أن خالتها ليلى الطرابلسي عينتها وكيلة بالمدرسة الدولية بقرطاج ولكنها لم تكن تأخذ أي قرار إلا باستشارتها. مضيفة أن ليلى الطرابلسي اقترحت عليها العمل معها على احداث المدرسة الدولية بقرطاج. نافية أن تكون لديها نية في المساهمة في تلك المدرسة غير أنها فوجئت بتضمينها بالشركة كمساهمة بها بنسة خمسون بالمائة مع سهى عرفات. مؤكدة أن خالتها ليلى الطرابلسي استغلتها في الإمضاء على الوثائق اللازمة لعمل تلك المدرسة. وأقرت أنها أمضت على عدة وثائق لغاية عمل المدرسة دون أن تجني اية فائدة من ذلك وقالت أنها كانت تتقاضى أجرة شهرية قدرها 2000 دينار. مؤكدة أن القرارات النهائية لعمل المدرسة كانت تتخذها ليلى الطرابلسي. وبسؤال القاضي لها عن السيارتين اللتان تم حجزهما بالمدرسة قالت أنهما كانتا هبة من رئاسة الجمهورية وأكدت أسماء محجوب أنها لم تتواصل البتة مع بن علي. مضيفة أن خالتها ليلى اخبرتها أنها اشترت قطعة الأرض التي شيدت عليها المدرسة الدولية بقرطاج بالمليم الرمزي. نافية ان تكون اتصلت برضا قريرة أو سميرة الخياش أو فرحات المديني للتدخل حول عملية اقتناء قطعة الأرض التي شيدت عليها المدرسة. كما نفت علمها بالإمتيازات التي كانت تتمتع بها المدرسة من الدولة. وقد أشار القاضي الى أسماء محجوب ان الخسائر التي تكبدتها الدولة جراء تلك المدرسة تفوق 7 مليون دينار. ثم شرع في استنطاق فرحات المديني الذي أكد أنه عمل رئيس مدير عام المدرسة الدولية بقرطاج. واضاف أن رضا قريرة اتصل به وطلب منه تخصيص قطعة أرض تمسح هكتارين بعين زغوان قصد اعدادها لتشييد مدرسة مندمجة فاعتقد حسب ذكره أن المشروع المزمع انشاءه لفائدة المصلحة العامة ليكتشف لاحقا أنه كان للمصلحة الخاصة. مضيفا أن بن علي اتصل به هاتفيا وطلب منه اسناد مقسم لفائدة مدير المدرسة الدولية بقرطاج ليستغله في السكن. ونفى علمه بأن قطعة الأرض موضوع القضية استغلتها ليلى الطرابلسي لبناء المدرسة الدولية بقرطاج .. وأضاف المديني أنه لا يتذكر ان كان حصل اتفاق بينه وبين سميرة خياش حول قطع الأرض المسندة للمدرسة الدولية بقرطاج مشيرا أنه كان يتعامل مع رضا قريرة. وعارض فرحات المديني تصريحات قريرة أمام التحقيق والتي قال فيها أن المديني كان على علم من أن قطعة الأرض موضوع القضية كانت لغاية انشاء المدرسة الدولية بقرطاج. وتمسكت سميرة الخياش بالبراءة وقالت أن علاقتها برضا قريرة لم تكن جيدة لأنه كان يطالبها بالإسراع في بعض الإجراءات الا أنها كانت ترفض ذلك وأن علاقتها به كانت علاقة عمل بحتة. وقالت أيضا أنها تلقت معاملة سيئة من المخلوع وعائلته. مضيفة انها بصفتها كانت وزيرة تجهيز وإسكان فقد تلقت عن طريق المصالح العدلية بالوزارة اقتراح أمر من المتهم رضا قريرة في خصوص مسلك لتغييره من صبغته من الملك العام الى الملك الخاص فأحالت بدورها ذلك الأمر المتعلق بمشروع على مصلحة الشؤون القانونية بالوزارة وهو اجراء معمول به حسب ذكرها. مشيرة أنها كانت تعلم ان هناك مشروعا متمثلا في مركب تربوي بحكم اطلاعها سابقا على مشروع التهيئة ولكنها كانت تجهل أنه يتمثل في المدرسة الدولية بقرطاج.