من المعروف أن البطيخ ( الدلاع باللهجة التونسية ) يحتوي على مجموعة من المكوّنات الغذائية تسمى بال"مغذيات النباتية"، وهي مركبات نشيطة من الناحية البيولوجية، وقادرة على إثارة ردود أفعال صحّية بعينها. يحتوي البطيخ على مجموعة من المواد الحيوية المغذّية، وهي تتركز في ثلاث مواد أساسية: ال"ليكوبين" وال"بيتا كاروتين" و"السترولين"، والأخير بالذات يعتبر من المواد الشهيرة بقدرتها على إرخاء الأوعية الدمويّة في الأعضاء التناسلية، وهي نفس الطريقة التي تعتمد عليها أقراص ال"فياجرا" في تحقيق الانتصاب. بعد انتهاء عملية هضم البطيخ، يتم تحويل مادة ال"سترولين" إلى "أرجنين" من خلال بعض الإنزيمات التي تتواجد في جدار البطن، ومادة ال"أرجنين" تعتبر من الأحماض الأمينية، والتي يمتد تركيزها إلى الدورة الدموية وحفظ المناعة، ورفع كفاءة أجهزة الجسم، ومن بينها بالتالي الرغبة الجنسية والقدرة على ممارسة الجنس بكفاءة. لكن التأثير الأساسي لل"أرجنين" فيما يتعلّق بالعملية الجنسية، هو تأثيره المباشر على مادة "أكسيد النيتريك"، حيث يعزز من كفاءة "أكسيد النيتريك" في العمل والتأثير، و"أكسيد النيتريك" هو المادة الموجودة في ال"فياجرا" والمسؤولة عن إرخاء الأوعية الدموية في القضيب، وبالتالي تدفّق الدم إليه حتى حدوث الانتصاب بكفاءة. أما عن مادة ال"ليكوبين" المضادة للأكسدة، فهي واحدة من أهم المواد التي تتواجد في البطّيخ بكثافة كبيرة، وهي مسؤولة عن العديد من الفوائد الصحّية، أغلبها يتعلّق بالوقاية من الأمراض، وخصوصاً من الإصابة بمرض ال"بروستات"، وهو المرض الذي قد يتسبب في قلة الخصوبة، وأحياناً في العجز الكلّي عن الإنجاب. وبهذا ينضم البطّيخ إلى قائمة الفواكه ذات التأثير الإيجابي على العملية الجنسية، مثل الرمّان، والفراولة وغيرها، وجميعها تتميّز فيما بينها، في ظاهرة ملحوظة ومتواترة، بارتباطهم ب"أكسيد النيتريك"، وتحفيز تصنيعه في الجسم بشكل طبيعي، بدلاً من الاستعانة به من مصدر خارجي مثل ال"فياجرا".