ترأس المنجي حامدي، وزير الشؤون الخارجية، الوفد التونسي في الدورة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي عقدت مساء امس الإثنين، بالقاهرة، برئاسة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، ومشاركة وزراء الشؤون الخارجية العرب أو من يمثلهم، وحضر أشغالها الأمين العام للجامعة. وبحث المجلس التصعيد والتطورات الجارية نتيجة العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة والتدابير اللازمة لمواجهته كبند وحيد على جدول أعمال الاجتماع. وفي مداخلتهم أشاد وزراء الخارجية والأمين العام للجامعة العربية بصمود الشعب الفلسطيني وندّدوا بالجرائم الإسرائيلية البشعة ضد سكان غزة وما أسفرت عنه من مئات الضحايا والمصابين وتهجير الآلاف من ديارهم وإلحاق دمار شامل بالممتلكات العامة والخاصة، وطالبوا مجلس الأمن الدولي بتحمّل مسؤولياته لوضع حدّ للعدوان وتفادي تكراره وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وألقى المنجي حامدي كلمة أكّد فيها وقوف تونس الدائم إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم المشروع من أجل قضيتهم العادلة وندّد باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة استهداف غزة بعدوان وحشي طال المدنيين العزل أطفالا ونساء وتسبّب في عشرات الضحايا ومئات الجرحى وآلاف المهجّرين إلى جانب الدمار الواسع الذي خلفه. كما دعا الوزير مجلس الأمن الدولي لتحمّل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين قصد وضع حدّ لهذا العدوان السافر وضمان امتثال إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ودعا الأطراف الدولية والقوى الفاعلة إلى سرعة التحرّك لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والعمل على إنهاء الاحتلال. وطالب المنجي حامدي بضرورة إجراء تحقيق دولي في الاعتداءات الإسرائيلية وعقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وضمان تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. وأعلن أنّ تونس قرّرت إيفاد مساعدات طبية وغذائية قريبا إلى سكان القطاع وقبول الجرحى الفلسطينيين للعلاج بالمستشفيات التونسية. وفي هذا السياق، شدّد وزير الشؤون الخارجية على أنّ القضية الفلسطينية كانت وستظّل في صدارة قضايا الشعوب العربية والإسلامية حتّى يتحقق السلام العادل والشامل والدائم ويستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه الوطنية المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أجرى وزير الشؤون الخارجية، على هامش أشغال هذه الدورة، مشاورات مع عدد من نظرائه وزراء الشؤون الخارجية العرب بخصوص البند المدرج على جدول أعمال اجتماع مجلس الجامعة حيث كانت مناسبة لاستعراض علاقات الأخوة والتعاون بين تونس وبلدانهم. وفي ختام أعماله، اعتمد الاجتماع الطارئ قرارا تضمّن خاصة المحاور التي وردت في كلمة وزير الخارجية الفلسطيني إضافة إلى دعم مبادرة مصر لوقف إطلاق النار حرصا على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء في غزة وضرورة العمل على إنهاء الاحتلال باعتباره لبّ النزاع العربي الإسرائيلي.
