أعلن تنظيم الدولة الإسلامية اليوم تخريج أول دفعة من المتطوعين العراقيين في صفوفه وتوزيعهم على تشكيلاته رسميًا، ونشر صورًا لهم يتلقون تدريبات على القتال واستخدام السلاح في مدينة الموصل الشمالية.. فيما دعا الأكراد في المدينة إلى مغادرتها وإلا واجهوا القتل. وهدد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الأكراد في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد)، التي يسيطر عليها منذ العاشر من الشهر الماضي، واعلن المحافظة ولاية تابعة له بوجوب مغادرتها. وقال النائب داود جنوبي عضو مجلس محافظة نينوى إن "داعش الذي هدد المسيحيين بالقتل في الموصل واضطرهم إلى مغادرتها قد هدد هذه المرة الأكراد بالقتل ما لم يغادروا المدينة". ومن جهته، قال المسؤول الاعلامي للفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني في المحافظة سعيد مموزيني إن "100 عائلة كردية تعرضت للتهديد اليوم بالقتل ما لم يتركوا منازلهم ويغادروا المدينة من دون تحديد موعد زمني لهم، ومن المحتمل أن يخلوا الموصل قريبًا"، كما نقل عنه موقع الحزب. وأضاف مموزيني أن "700 عائلة مسيحية اضطرت إلى ترك المدينة، فيما بقيت نحو 25 عائلة وهي تدفع حالياً الجزية لأن لها مصالح يجب أن ترعاها في الموصل". وأشار إلى أن "مسلحي داعش اختطفوا اليوم مواطنين من التركمان الشيعة من حي الشهداء ومازال مصيرهما مجهولاً". وأوضح أن "تنظيم داعش قرر ايضًا اغلاق قسمي الفنون الجميلة والقانون في جامعة الموصل لأنهما ضد الشريعة الاسلامية، حسب رؤية التنظيم". وكانت قوات البيشمركة الكردية قد تصدت لمسلحي داعش ومنعتهم من التمدد إلى محافظة كركوك والوصول إلى عاصمتها وخاضت معهم معارك مسلحة سقط فيها حوالي 60 مقاتلاً كرديًا، اضافة إلى عشرات آخرين من المصابين. وجاءت هذه التهديدات في وقت خلت مدينة الموصل التي يقطنها حوالي مليوني نسمة من المسيحيين البالغ عددهم حولي 100 ألف نسمة إثر تهديد داعش لهم بالقتل اذا لم يستجيبوا للدخول إلى الاسلام أو دفع الجزية. واليوم، اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي تهجير داعش لمسيحيي الموصل بأنه غير اخلاقي وعمل دنيء لا يمت للإسلام بصلة، مشددًا على ضرورة تشكيل مؤسسات ديمقراطية قادرة على معالجة الازمات في البلاد. وقال خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن أكثر من مائة شخص رشحوا لمنصب رئيس الجمهورية سيتم غداً البدء بعملية التصويت لاختيار أحدهم للمنصب. ويقطن في مدينة الموصل حوالي 200 ألف مسيحي تناقصت أعدادهم بشكل كبير بعد سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003. حيث غادرت مجاميع منهم إلى السويد وفرنسا وكندا بعد قيام تلك الدول بمنحهم تأشيرة واقامة دائمة على أراضيها. وينقسم مسيحيو الموصل إلى الكلدان والسريان والكاثوليك وتضم الموصل واحدة من أقدم الكنائس في العالم وهي كنيسة ماركوركيس التي شيّدت عام 800 للميلاد. وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اليوم تخريج اول دفعة من المتطوعين العراقيين في صفوفه في مدينة الموصل، أو ما اطلق عليها التنظيم "ولاية نينوى"، منذ سيطرته عليها في العاشر من الشهر الماضي. وأظهرت صور نشرها موقع إعلامي تابع لتنظيمات جهادية حوالي مائة متطوع يجلسون في إحدى القاعات المغلقة ويرتدون ملابس التنظيم السوداء وقد غطوا وجوههم فيما كان أحد الاشخاص يحمل رشاشاً ثقيلاً يدربهم على استخدامه. كما تظهر الصور تدريبات على الاشتباك القريب وعلى القتال في ظروف صعبة، ثم عملية تخرج هذه الدفعة من المتطوعين واستعراضها بأسلحتها في أحد شوارع الموصل، ومن ثم توزيعها على مواقع التنظيم في مختلف المناطق التي يسيطر عليها في شمال وغرب العراق حاليًا. وأكدت مصادر كردية أن عدد عناصر تنظيم داعش كان يبلغ الفي مسلح لكنهم بعد دخولهم إلى العراق وسيطرتهم على الموصل وبلدات أخرى في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديإلى قد ارتفع إلى حوالي 20 الف مسلح، بعد تطوع شبان عراقيين في صفوف التنظيم.
