لمْ يستبعد وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، أنْ يجرِي القيامُ بعمليات في سوريَا لتطويق "داعش"، وقدْ صار التنظيم يشكلُ تهديدًا غير مسبوق، حسب قوله. كاتبُ الدولة للدفاع الأمريكي، قالَ خلال ندوةٍ صحفيَّة، عقدهَا بعد يومين من إعلان "الدولة الإسلاميَّة، ذبحَ الصحافيِّ الأمريكِي، جيمس فولِي، إنَّ "داعش"، باتت أخطر منْ كلِّ تنظيمٍ سبقَها في الإرهاب، بالنظر إلى ما تتوفر عليه من عتادٍ وأموال، سيما أنَّها استولت على 500 مليون دولار من بنوك الموصل لوحدها، حسب بعض التقديرات. ويبدو أن سياسة البنتاغُون تتجهُ إلى محاربة مقاتلِي "داعش" في سوريَا، على إثر تنفيذ عدَّة هجمات جوية ضد التنظيم العراق، حيثُ يقول الجنرال مارتن ديمبسي، إنَّ التخلص من الدولة الإسلاميَّة، التي أعلنت أبَا بكرٍ البغدادي، خليفةً لها، في وقتٍ سابق، يستدعي التصدِي لها في سوريا، لا في العراق فحسب، بالنظر إلى استيلائها على مساحةٍ مهمَّة من مساحة البلدين. في غضون ذلك، تتواصلُ الهجمات الأمريكيَّة على مقاتلِي تنظيم الدولَة الإسلاميَّة، بالعراق، حيثُ وجهت الطائرات الأمريكيَّة، بالأمس، ستَّ ضرباتٍ جديدة لمواقع على مقربةٍ من سد الموصل، الذِي تمكن قوات كرديَّة من تحريره من سطوة داعش، الأحد الماضي، فيما بلغت الضربات الجويَّة الأمريكيَّة، 90 ضربةً حسب القيادة الأمريكيَّة، منذُ بدء العملية في التاسع من أوت الحالي. من جانبه، قالَ الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذِي كان قدْ دعا في وقتٍ سابق إلى عقد مؤتمر دولي للتصدي لتنظيم "داعش" وأمن العراق، قبل أن يعدل عن مقترحه، إنَّ "الدولة الإسلاميَّة" ليست مجردَ تنظيم من التنظيمات الإرهابية التي عهدها العالم، وإنمَا مقاولة إرهابية عقدت عزمها على الإبادة والفتك والاسترقاق. يقول هولاند، الذي كانت بلادهِ قد وأعلنت في وقتٍ سابق، أنها تتيحُ فرص لجوء لمنتمين إلى الأقليَّات الدينيَّة المضطهدَة في العراق، من اليزيديِّين والمسيحيِّين. أمَّا الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، الذِي قطعَ عطلته الصيفيَّة، بسبب التطورات في العراق، فشبه "داعش"، في تعليقٍ له على ذبح الصحافي جيمس فولي، بالسرطان، الذِي يتوجبُ استئصاله كيْ لا يستشريَ أكثر، حاثًّا دول المنطقة على التصدِي بدورهم للتنظيم. إلى ذلك، ترجحُ التقديراتُ توسعًا في "الدولة الإسلاميَّة"، خلال الفترة الأخيرة، باتت تسطير معه على ربع العراق وثلث سوريا، بعد نجاحها في تجنيد 50 ألف مقاتل، 5 آلاف منهم انضمُّوا خلال الشهر الأخير، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو ما يمثل تحديات كبرى أمام الدول التي تحارب "داعش"، حسب مراقبين، بالنظر إلى تعاظم نفوذها، وإيجادها بيئة حاضنة مواتية، مع الهشاشة والفشل اللذين لحقا دولًا عربيا، في أعقاب الحراك الذي هز المنطقة. يأتي ذلك فيما قتل 70 مقاتلا من "داعش" على الاقل منذ الاربعاء في معارك عنيفة ضد القوات النظامية السورية في محافظة الرقة (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الجمعة. وتدور المعارك في محيط مطار الطبقة العسكري، اخر معقل للنظام في المحافظة الواقعة بمجملها تقريبا تحت سيطرة التنظيم المتطرف الذي يزرع الرعب في سورياوالعراق. واشتدت حدة المعارك التي اندلعت في منتصف أوت، منذ مساء الثلاثاء بعد هجوم عنيف شنه التنظيم في محيط المطار، وتخللهما تفجيران انتحاريان فجر الخميس. لكنه لم يتمكن من احراز تقدم على الارض، بحسب المرصد. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمان لوكالة فرانس برس الى ان "70 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية لقوا مصرعهم منذ اندلاع المعارك فجر الاربعاء وذلك جراء القصف العنيف من قوات النظام على مناطق في محيط مطار الطبقة، استخدم فيه الطيران الحربي وصواريخ سكود. كما قتل البعض في انفجار الغام". كما القى النظام "براميل متفجرة" على مواقع "داعش" ومناطق عدة في محافظة الرقة. وأرسل النظام الخميس تعزيزات من الجنود الذين تم نقلهم على متن طائرات مروحية وهبطوا في مطار الطبقة. ويسيطر تنظيم "داعش" على مجمل محافظة الرقة وعلى اجزاء واسعة اخرى في شمال وشرق سوريا، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وتمكن تنظيم "الدولة" من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، اللواء 93 والفرقة 17 في جويلية الماضي، بعد معارك قتل فيها اكثر من مائة جندي سوري. وعمد النظام على الاثر الى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع "داعش" في الرقة ومناطق اخرى في سوريا. ويخوض مقاتلو المعارضة السورية المناهضون لنظام بشار الاسد معارك ضارية ضد "داعش" في مناطق عدة من سوريا. وتتهم المعارضة "داعش" بتشويه "الثورة السورية" بسبب جنوحه نحو التفرد بالسيطرة وممارساته المتطرفة من قتل وذبح وتكفير في حق كل من يعارضه. وتعتبر ان مواجهته هو بالأهمية نفسها لمواجهة قوات نظام بشار الاسد.(وكالات)